تقاريرهام

العالم الغربي.. دعم تنظيمات إرهابية سابقا وإسرائيل حاليا بعدوانها على غزة (تقرير)

أكد مراقبون أن الدول الغربية تتحمل كامل المسؤولية تجاه ما يجري من عدوان إسرائيلي على غزة، لافتين إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد ذلك في خطابه خلال التجمع المليوني الكبير في ولاية إسطنبول نصرة لغزة وشعبها.

وكان اللافت للانتباه لهجة أردوغان التصعيدية ضد الدول الغربية، إذ قال إن “العالم الغربي لا يرى ما يحدث في غزة من مجازر، ولكنه يحاول شرعنة القتل هناك”.

وأضاف “الزعماء الغربيون لا يدعون إسرائيل حتى إلى وقف إطلاق النار، فيا أيها الغرب: كم من النساء والأطفال عليهم أن يموتوا لتستيقظوا من ثباتكم وتعلنوا وقفا لإطلاق النار؟”.

وحسب مراقبين، فإن الغرب يدعم إسرائيل في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لأسباب متعددة، منها التاريخ المشترك بين الغرب وإسرائيل، حيث تأسست إسرائيل بعد الحرب العالمية الثانية، وكانت تحظى بدعم قوي من الغرب.

كما أن إسرائيل تعتبر حليفاً للغرب في منطقة الشرق الأوسط، وهذا يجعلها شريكًا استراتيجيًا للغرب في المنطقة، كما من المهم أيضًا ملاحظة أن الغرب يروج لفكرة دولتين، حيث يؤمن بأن إسرائيل وفلسطين يجب أن تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام، وفق زعم الدول الغربية.

هناك عدة أسباب تجعل الغرب يتحمل مسؤولية ما يجري في غزة، منها:

  • الدعم السياسي والعسكري لإسرائيل بشكل كبير، وهذا الدعم يمنح إسرائيل القوة التي تمكنها من مواصلة سيطرتها على غزة وفرض حصارها عليها، كما أن هذا الدعم يمنح إسرائيل الغطاء السياسي الذي يجعلها تشعر أنها محمية من أي عواقب لتصرفاتها.
  • المسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني: حيث يتحمل الغرب مسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني، فالعالم الغربي هو الذي ساعد في إنشاء دولة إسرائيل، وهو الذي ساهم في استمرار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. هذا المسؤولية تفرض على الغرب أن يبذل جهوداً أكبر لتحقيق السلام في المنطقة، بما في ذلك إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
  • التأثير الثقافي والسياسي: يتمتع الغرب بتأثير ثقافي وسياسي كبير في العالم، وهذا التأثير يمكن أن يستخدمه لتحقيق السلام في المنطقة. ومع ذلك، فإن الغرب لم يستخدم هذا التأثير بشكل كافٍ لحث إسرائيل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

الصحفي الفلسطيني ماهر حجازي، قال لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “الغرب وبالتحديد أمريكا تتحمل مسؤولية مباشرة عما يجري من عدوان إسرائيلي تجاه شعبنا الفلسطيني داخل غزة، فأمريكا تدعم سياسيا وعسكريا الاحتلال الإسرائيلي في هذه الجرائم، ونعتبر أن الولايات المتحدة شريكة في ما يحصل من جرائم ضد البشرية داخل قطاع غزة، لأن موقف الرئيس بايدن والإدارة الأمريكية كان ومن البداية موقفا داعما وتبنى الرواية الإسرائيلية والأكاذيب التي روّج لها الاحتلال الإسرائيلي، ومن ثم الدعم العسكري غير المحدود من أمريكا وإرسال الجنود والسفن الحربية وتزويد الاحتلال الإسرائيلي بالذخائر”.

وأضاف أن “الموقف الأوروبي حتى هذه اللحظة سياسيا ورسميا هو داعم للاحتلال الإسرائيلي، ولكن مع ظهور وخروج مشاهد قتل الأطفال والنساء وتدمير البنى التحتية والمشافي، بدأنا نسمع مواقف أوروبية سياسية في المستوى الرسمي تدعو إلى هدنة إنسانية وإلى إدخال المساعدات التي يحتاجها قطاع غزة، وبالتالي المواقف الأوروبية والغربية وأمريكا وبريطانيا كانت داعمة بشكل مباشر ورئيسي  للاحتلال الإسرائيلي”.

وتابع “لا شك أن هذه المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي وهذه الحرب الدموية على أبناء شعبنا داخل قطاع غزة، تتحمل أمريكا والدول الغربية مسؤولية جزء كبير منها”.

ومنذ العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، عقب عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدا واضحا الدعم الغربي والأمريكي لدولة الاحتلال، إضافة إلى ازدواجية المعايير الواضحة تجاه ما تتعرض له غزة من عدوان.

ورأى محللون أن الغرب يتحمل المسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني، فالعالم الغربي هو الذي ساعد في إنشاء دولة الاحتلال إسرائيل، وهو الذي ساهم في استمرار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقدم الغرب دعماً كبيراً لإسرائيل في هذا الصراع، بما في ذلك تقديم المساعدات العسكرية والاقتصادية، كما عارض الغرب أي جهود دولية لحل الصراع، مما ساهم في استمراره.

وتفرض إسرائيل حصاراً خانقاً على قطاع غزة منذ عام 2007، ويؤدي هذا الحصار إلى معاناة شديدة للشعب الفلسطيني في غزة، حيث يعاني سكان غزة من الفقر والبطالة والأمراض، كما أنهم محرومون من الوصول إلى الخدمات الأساسية، مثل المياه والكهرباء.

وبحسب المحللين فإن المسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني تفرض على الغرب أن يبذل جهوداً أكبر لتحقيق السلام في المنطقة، بما في ذلك إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

من جهته، قال المحلل السياسي محمد اليمني لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “هذه الصورة التي روّج لها الاحتلال الإسرائيلي للغرب بلا استثناء، أن الفلسطينيين وأن حركة حماس حركة إرهابية لا بد من إبادتها مثلها مثل تنظيم داعش وتنظيم القاعدة والحركات الإرهابية التي كانت وما زالت تحاربها أمريكا، والتي هي صنيعة أمريكا والإدارة الأمريكية في الدرجة الأولى، والأمر الآخر هو أنه يوجد ازدواجية في المعايير”.

واعتبر أن “الترويج الإعلامي واستخدام الأدوات الإعلامية تجاه الغرب، حتى يتم التعاطف مع الإسرائيليين ومع نتنياهو، حتى أنه يوجد هناك مساندة على كافة المستويات حتى يكون الدعم اللوجستي والعسكري والاستخباراتي لا متناهي وكبير جدا، وقد سمعنا كيف أن أمريكا دعمت إسرائيل بأكثر من 14 مليار دولار هو أكبر دليل على هذا الدعم الغربي لإسرائيل”.

ووقف الغرب ضد غزة نصرة لإسرائيل بعدة طرق، منها: الاعتراف بشرعية إسرائيل، حيث اعترفت معظم الدول الغربية بدولة الاحتلال، وهذا الاعتراف منح إسرائيل الشرعية الدولية، إضافة إلى دعم إسرائيل في الأمم المتحدة، حيث تتمتع إسرائيل بدعم قوي من الدول الغربية في الأمم المتحدة، إذ تصوت الدول الغربية عادةً لصالح إسرائيل في القرارات المتعلقة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

ومن الطرق الأخرى، تقديم المساعدات العسكرية لإسرائيل، حيث تقدم الدول الغربية مساعدات عسكرية كبيرة لإسرائيل، بما في ذلك الأسلحة والمعدات العسكرية، يضاف إلى ذلك أن معظم الدول الغربية ترفض إدانة إسرائيل لقيامها بعمليات عسكرية ضد غزة، مما أدى إلى تقويض جهود المجتمع الدولي الرامية إلى وقف هذه العمليات.

ومن الطرق التي يتبعها الغرب كذلك دعما لدولة الاحتلال الإسرائيلي، هي إلقاء اللوم على الفلسطينيين، إذ حاولت بعض الدول الغربية إلقاء اللوم على الفلسطينيين في اندلاع العنف في غزة، مما أدى إلى تبرئة إسرائيل من مسؤوليتها عن هذا العنف، وفق محللين ومراقبين.

 

زر الذهاب إلى الأعلى