قال رئيس الوزراء الجورجي إيراكلي غاريباشفيلي، إن “تركيا أصبحت لاعبا سياسيا واقتصاديا أساسيا على الصعيد العالمي”، مهنئا بالذكرى السنوية المئة لتأسيس الجمهورية التركية.
وتحتفل تركيا بـ”عيد الجمهورية”، في 29 تشرين الأول/أكتوبر من كل عام، وهو ذكرى إعلان الجمهورية على يد مؤسسها مصطفى كمال أتاتورك عام 1923.
وأفادت رئاسة الحكومة الجورجية في بيان، الثلاثاء، أن غاريباشفيلي شارك في فعالية احتفالية نظمتها السفارة التركية في تبليسي بهذه المناسبة.
وأوضح في كلمة خلال الفعالية أن “تركيا باتت دولة متطورة”، لافتا إلى أنها “دولة وشعبا واجهت صعوبات كبيرة منذ تأسيسها في طريقها لتصبح دولة حديثة وصناعية ومتقدمة”.
وأشار إلى أن “تركيا باتت من أبرز الدول على الساحتين الإقليمية والعالمية في الـ 100 عام الأخيرة”.
ويؤكد مؤرخون أن الأتراك مرّوا بأعوام عصيبة في الفترة التأسيسية للجمهورية التركية، حيث ناضلوا خلالها لنيل استقلال بلادهم.
وعقب انتهاء الحرب العالمية الأولى، شهدت تركيا حركة قومية قادها مصطفى كمال أتاتورك، الأب المؤسّس للجمهورية التركية ورئيسها بين عامي 1923 و1938.
ولم يكن الطريق نحو تأسيس الجمهورية التركية في أيّة لحظة مفروشاً بالورود، حيث ناضل الأتراك على كافة الجبهات، خلال الحرب العالمية الأولى وما تلاها من حرب الاستقلال التركية، إلى أن دحروا قوى الاستعمار والاحتلال الأجنبي التي حاصرت الأناضول من كل حدب وصوب، لكنّها عجزت عن تحقيق مرادها أمام بسالة وصمود الشعب التركي، حسب المؤرخين.
وجاء تأسيس الجمهورية التي أنهكتها الحرب، كنهايةٍ لأكثر من عقدٍ من العنف في البلاد، في حين كان أتاتورك هو الزعيم الفعلي لتركيا، أو ما تبقى منها بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وهو الذي قاد حرب الاستقلال ضد القوى الغازية. ومن خلال إنشاء حكومةٍ بديلة في أنقرة، بعيداً عن العاصمة العثمانية التي حاولت القوات الأجنبية احتلالها، سعى أتاتورك إلى إنشاء نظام جديد.
ويروي المؤرخون أنه “بعبارة (أيها السادة، سنعلن الجمهورية غداً) أخبر أتاتورك دائرته المقربة قبل يوم واحد من الإعلان في 29 أكتوبر/تشرين الأول 1923″، وأعقب ذلك تصويت في الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا، وتم انتخاب أتاتورك أول رئيس للجمهورية عن طريق التصويت بالإجماع.
وبالنظر إلى إرث النظام شبه البرلماني في السنوات الأخيرة للإمبراطورية العثمانية، أدخلت الجمهورية الجديدة ديمقراطيةً أوسع إلى البلاد، وتم الترحيب بأتاتورك باعتباره رجل الدولة العظيم الذي يعود إليه الفضل في إعادة بناء بلد مدمر بقيمٍ جديدة.
وتحتفل تركيا بيوم الجمهورية بتاريخ 29 تشرين الأول/أكتوبر، عندما قام البرلمان بتعديل الدستور لتغيير نظام الحكم إلى جمهوري، بعد انتهاء حرب الاستقلال التي استمرت 4 سنوات ضد العديد من البلدان، بما في ذلك حلفاء الحرب العالمية الأولى بريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليونان، وكانت بمثابة نهايةٍ رسمية للإمبراطورية العثمانية، ليتم انتخاب أتاتورك كأول رئيس لتركيا ويستمر الاحتفال بيوم الجمهورية منذ عام 1925.