بات من المؤكد أن إسرائيل التي تتهم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” والشعب الفلسطيني بـ”الإرهاب”، هي نفسها من تقف وراء دعم التنظيمات الإرهابية بالمال والسلاح.
ولفت مراقبون إلى أن دعم إسرائيل للتنظيمات الإرهابية، هو انتهاك للقانون الدولي، معتبرين أن هذا الدعم قد ساهم في تفاقم الأزمات في المنطقة.
وتحاول دولة الاحتلال نفي دعمها للتنظيمات الإرهابية، معتبرة أنها مجرد اتهامات وأنها تعارض الإرهاب بكافة أشكاله، وأنها تلتزم بالقوانين الدولية وتتعاون مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب، وفق المزاعم على لسان مسؤوليها.
وكان الرد الناري، حسب وصف مراقبين، هو من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي قال خلال تجمع مليوني ضخم من إسطنبول نصرة لغزة، إن “إسرائيل هي من تقف وراء دعم التنظيمات الإرهابية”، مشيرا إلى سوريا والعراق التي ينشط فيها تنظيمي PKK/PYD وPKK الإرهابيين.
وحول ذلك، قال المحلل السياسي مأمون سيد عيسى في تصريحات، إن “الدعم الإسرائيلي والغربي لمناطق سيطرة PKK/PYD الإرهابي شرقي سوريا، يساعد على تشكيل عوامل قوة تتيح للتنظيم الإرهابي الإستناد إليها للقيام بالتغييرات الديموغرافية التي ترسم لها خدمة لمشروعها الانفصالي في مناطق شمال شرقي سوريا”.
وأضاف “ورغم أن الدعم الإسرائيلي غير معلن لكنه توضح عبر تقديم العون العسكري لقوات PKK/PYD الإرهابي بعد أسابيع قليلة من إطلاق الجيش التركي عملية (نبع السلام)، وكذلك نلاحظ وجود تعاون اقتصادي وعسكري بين إسرائيل وPKK/PYD الإرهابي في مجالات متعددة”.
وتابع أنه “في أيلول/سبتمبر 2017 أعلن الجنرال الإسرائيلي يائير غولان نائب رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، أن PKK ليس منظمة إرهابية، معربا عن أمله برؤية دولة كردية في الشرق الأوسط، تجمع الأكراد المنتشرين في إيران والعراق وسوريا وتركيا”، حسب تعبيره.
وحسب مراقبين “تنفي إسرائيل حالياً أي دعم للتنظيمات الإرهابية، ومع ذلك، لا تزال هناك أدلة تشير إلى أن إسرائيل قد دعمت في الماضي بعض التنظيمات الإرهابية بالمال والسلاح”.
ولفتوا إلى أنه “في سنوات سابقة دعمت إسرائيل أيضًا حزب العمال الكردستاني في صراعه مع تركيا، وقد تحدث بعض المسؤولين الإسرائيليين أن إسرائيل قدمت للحزب العمال الكردستاني بالمعلومات الاستخبارية والدعم العسكري لمحاربة حكومة تركيا”.
من جهتها، قالت المحللة السياسية، عائدة بن عمر لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “إسرائيل تعتبر كيانا إرهابيا استند إلى فلسفة الإجرام وثقافة الإقصاء والاحتلال والاستدمار وتشتغل وفق منطق المافيا، ومنذ إيجادها داخل منطقة الشرق الأوسط وهي تسعى لزعزعة الدول المحيطة بها والدول ذات التأثير الإقليمي خصوصا تركيا”.
وتابعت “لطالما دعمت إسرائيل الأنظمة المهترئة في المنطقة وحاربت الثورات والأجسام السياسية التي أفرزتها الثورات خصوصا تلك التي تعادي إسرائيل من مبدأ عقائدي ديني وثقافي، والتي ترتبط مع تركيا بعلاقات تعاون وتضامن، وإلى جانب هذا نجد أن إسرائيل تدعم بقوة تنظيمات داعش وتنظيم غولن الإرهابي وتنظيم PKK الانفصالي الذي يهدد وحدة الجغرافيا والمجتمع التركي، فأمدتهم بالسلاح والخبرات العسكرية والشيفرات المخابراتية بشكل مباشر أو عبر وسطاء وعبر حلفاء أصدقاء لإسرائيل، ويحتضنون هذه التنظيمات التي تقوم بحرفية في تنفيذ الأجندة الإسرائيلية بضرب الاقتصاد والأمن عبر حوادث تفجيرات سابقة، وعبر اغتيال كفاءات علمية وسياسية عبر مراحل زمنية مختلفة”.
وزادت أن “مصلحة إسرائيل تقتضي وجود دول هشة وضعيفة حولها حتى يسهل السيطرة عليها، في حين أنها تهاب نهضة اقتصادية وحضارية كالتي شهدتها تركيا، فمثلا المتابع للقنوات الإعلامية والمنصات الرقمية المملوكة لتنظيم PKK الإرهابي سيلاحظ أن هذه القنوات والمنصات تتبنى الموقف الإسرائيلي من أحداث غزة وتدافع عن إسرائيل في حربها المجرمة على المدنيين الفلسطينيين العزل”.
وأشارت إلى أن “تنظيم داعش الإرهابي فهو قصة أخرى، حيث لعبت إسرائيل الدور الأبرز في تشكيل داعش واستقطاب أعضائها وتدريب بعض أجنحتها وتوجيههم نحو محاربة الوطنيين والمناهضين للصهيونية ومشاريع الاحتلال وتضخيم منطق التكفير عندهم”.
وختمت “لا ننسى أيضا أن إسرائيل تتبنى الكثير من مافيات الاتجار بالمخدرات والأفيون وتجارة الأعضاء والسلاح والمخدرات كسلاح ارهابي مثله مثل القتل المنظم”.
ووسط كل ذلك، تسعى دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى وسم حركة “حماس” الفلسطينية بتنظيم “داعش” الإرهابي، بهدف تبرير سفكها دماء الفلسطينيين وإبادتهم في قطاع غزة، حسب مسؤولين فلسطينيين.
وفي 19 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حركة “حماس” بـ”النازيين الجدد” وتنظيمي “داعش” و”القاعدة” الإرهابيين، على حد زعمه.
وفي 14 من الشهر ذاته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في مؤتمر صحفي مع نظيره الأمريكي لويد أوستين في تل أبيب “جيراننا هم حماس، داعش غزة” وفق مزاعمه.
اقرأ أيضا| خالد مشعل: الاحتلال الإسرائيلي لم يستوعب بعد صدمة 7 أكتوبر.. ونحن نثمن دور وموقف تركيا