تقاريرهام

إسرائيل.. انزعاج كبير من أردوغان وموقفه وخوف من التبعات الدولية عليها (تقرير)

طارق أبو كريم ـ وكالة أنباء تركيا

منذ يوم السبت الماضي، مازال صدى خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمام الحشد المليوني في إسطنبول يزعج السياسيين والمسؤولين في إسرائيل، حيث كان أردوغان قد شدد أن “إسرائيل مجرمة حرب”، معلنا الوقوف التام إلى جانب المدنيين والمقاومة في غزة.

خطاب له صدى في العالم الإسلامي

وأزعج خطاب أردوغان من إسطنبول إسرائيل لعدة أسباب، منها:

● محتوى الخطاب نفسه: تضمن الخطاب اتهامات إسرائيل بممارسة إرهاب الدولة ضد الفلسطينيين، ووصفها أنها مجرمة حرب، داعيا دول الغرب لتحمّّل مسؤولياتها والتوقف عن دعم إسرائيل.

● توقيت الخطاب: ألقى أردوغان خطابه في سياق التوترات المتصاعدة بين إسرائيل والمجتمع الدولي بشأن قضية فلسطين، حيث تتعرض إسرائيل لحملة دولية واسعة لمقاطعتها بسبب جرائمها ضد الفلسطينيين.

● مكان الخطاب: ألقى أردوغان خطابه من إسطنبول، وهي مدينة تعد مركزًا إسلاميًا مهمًا، ما أعطى خطابه صدى أكبر في العالم الإسلامي.

خطاب صادم لإسرائيل

مدير عام مركز ديوان الأزهر في إسطنبول الدكتور محمد العقيد، قال لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “خطاب الرئيس أردوغان أتى صادماً لإسرائيل بكل مؤسساتها السياسية والعسكرية معاً، فذكر الرئيس أردوغان عن جرائم الحرب البشعة التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين العزل، بل وتوعد نتنياهو بالمحاكمة الدولية والسجن على جرائمه”.

وأضاف “أعتقد حسب تخصصي في العلاقات الدولية، تذكير أردوغان للعالم بأن غزة كانت مدينة عثمانية منذ أقل من مئة عام لغة جديدة تضع النقاط على الحروف في عالم جديد يتشكل، بل ذهب لأبعد من ذلك بسؤاله الصادم لهذا الدعم الغربي لعدوان الاحتلال الإسرائيلي (هل تريدونها حرباً بين الهلال والصليب؟)، والتذكير الواضح بنموذج ليبيا وأذربيجان الذي قامت به تركيا لنجدة المظلومين ونشر العدل (قد نأتي على ذات غرة)”.

وتابع “أعتقد أن الموقف الدولي تغير إيجابياً بعد خطاب الرئيس أردوغان الأخير وسيتطور للأفضل بصمود شعب غزة ومقاومتها الباسلة، وتصريحات متحدثها الرسمي أبوعبيدة الذي بات أيقونة للحق ونصر المظلومين والحرية والإرادة الصلبة”.

ورأى مراقبون آخرون ومحللون، أن إسرائيل منزعجة من مواقف أردوغان الداعمة لغزة لعدة أسباب، منها:

● تعارض هذه المواقف مع الموقف الرسمي الإسرائيلي، الذي يعتبر حركة “حماس” منظمة إرهابية.

● تدعم هذه المواقف الفلسطينيين في الصراع مع إسرائيل، مما يضعف موقف إسرائيل في المجتمع الدولي.

● تعزز هذه المواقف نفوذ تركيا في المنطقة، مما يشكل تهديدًا لإسرائيل.

ولفت محللون إلى بعض من أبرز المواقف الداعمة لغزة التي اتخذها أردوغان:

● وصف أردوغان حركة “حماس” بأنها “حركة مقاومة” وليس منظمة إرهابية.

● قدمت تركيا مساعدات إنسانية للشعب الفلسطيني في غزة.

● دعا أردوغان إلى إنهاء الحصار الإسرائيلي على غزة.

● انتقد أردوغان لإسرائيل بشدة على خلفية جرائمها ضد الفلسطينيين.

خطاب جاء بعكس ما تتمنى إسرائيل

وقال الناشط الفلسطيني عمر القيصر لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “خطاب أردوغان حتما سيزعج إسرائيل إسرائيل، لأن معظم صناع القرار في إسرائيل اتهموا الجميع أن من ليس معنا فهو ضدنا ويجب أن تؤيد قتل الفلسطينيين تحت اسم الدفاع عن النفس، وهذا ما يجري للأسف”.

وأضاف أن “الخطاب جاء بعكس ما تتمنى إسرائيل، ولذلك هناك انزعاج إسرائيلي واضح من الخطاب ومن التنديد بأي عمل ضد إسرائيل، ولكن أردوغان أرسل رسالة أن غزة ليست وحدها ولذا يجب على العالم الإسلامي والعربي التحرك ويجب أن يكون هناك دور فعلي للدول العربية وضغط كامل من جهتها سواء في مجلس الأمن أو في الأمم المتحدة أو في الجامعة العربية لإيقاف حرب الإبادة الواضحة ضد الفلسطينيين”.

وتابع “كل ما ازداد فشل العدوان البربري على غزة بالحملة البرية نلاحظ حملة الانتقام من المدنيين بشكل واضح، لذا يجب أن يكون هناك من يضغط على هذا العالم المتخاذل الذي لا يرى ما تفعله إسرائيل بأطفال ونساء غزة بل يكيل بمكيالين مقارنة بما جرى في الحرب الروسية على أوكرانيا، فإلى متى؟”.

وزاد قائلا “أياً كانت هي التبعات المهم أن يبقى أردوغان في موقعه الصحيح بين أخوته المسلمين والعرب، لأن إسرائيل زائلة والتاريخ لن يرحم، بل التاريخ يسجل كل المواقف وكل الخطوات وإسرائيل لن تدوم، وكرة الثلج ستتدحرج من غزة باتجاه كل المنطقة لإشعال إما حرب إقليمية أو إنهاء لهذا الكيان الهش أصلاً”، خاتما كلامه بالقول “نأمل من الرئيس أردوغان طرد السفير الإسرائيلي من تركيا”.

وتخشى إسرائيل من أن تؤدي هذه المواقف إلى زيادة الدعم الدولي للشعب الفلسطيني، ما قد يؤدي إلى زيادة الضغط على إسرائيل للقبول بحلول سلمية عادلة للقضية الفلسطينية. 

كما تخشى إسرائيل من أن تؤدي هذه المواقف إلى زيادة التوتر في المنطقة، مما قد يؤدي إلى صراع أوسع، في حين أنه من المتوقع أن تستمر إسرائيل في معارضة مواقف أردوغان الداعمة لغزة، وذلك من خلال الدبلوماسية والضغوط السياسية، بحسب مراقبين وناشطين فلسطينيين.

والأحد 29 تشرين الأول/أكتوبر 2023، خاطب أردوغان إسرائيل قائلا “الغرب مدين لك، أما تركيا فلا، لذا نتكلم ونحن مرتاحون، وأردوغان يتكلم بهذا الشكل لأن تركيا ليست مدينة لك”.

وانتقد أردوغان التناقض في تعامل الغرب حيال ضحايا الحرب في كل من أوكرانيا وغزة، مبينا أن “من ذرفوا دموع التماسيح على المدنيين الذين قتلوا في الحرب الأوكرانية الروسية بالأمس، يشاهدون بصمت مقتل الآلاف من الأطفال الأبرياء في غزة اليوم”.

ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تواصل إسرائيل شن عدوان مكثفة على المدنيين في قطاع غزة، مخلفة آلاف الشهداء والجرحى، إلى جانب تعمدها قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية.

وردا على اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، أطلقت “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري حيث اقتحمت في بدايتها مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية في غلاف قطاع غزة محققة نتائج ملموسة.

اقرأ أيضا| “مجاهدون لا إرهابيون”.. حركة “حماس” تثمن موقف أردوغان تجاهها

 

وكالة أنباء تركيا

وكالة إخباريــة تركيــة ناطقــة باللغــة العربيــة.
زر الذهاب إلى الأعلى