منوعاتهام

خطبة الجمعة في تركيا.. انطلاقا من غزة هدف الظالمين يتجدد بتدمير المسلمين والبشرية

واصلت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا بشكل أسبوعي، تسليط الضوء على الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني وسكان غزة من جراء استمرار العدوان الإسرائيلي هناك، مؤكدة أنه لا يجب السكوت على الظلم والظالم.

وجاء في خطبة الجمعة، اليوم “إننا اليوم نمر بامتحان كبير كأفراد ومجتمع وبشرية، فالقيم التي تجعل الإنسان إنسانا، مثل الحقوق والقانون والأخلاق والضمير والرحمة يداس عليها من قبل الظالمين وأعوانهم”.

وأضافت ” لقد حكم على إخواننا الفلسطينيين بالعيش تحت الظلم والأسر والقسوة في وطنهم منذ ما يقرب من قرن من الزمان، واليوم تحدث في غزة إبادة جماعية كبيرة دون مراعاة النساء والأطفال والشيوخ أمام أعين العالم”.

وتابعت “إن المجرمين المختلين الذين نفذوا هذه الإبادة الجماعية غير المسبوقة يستمدون شجاعتهم من صمت أمة محمد وفوضى تنظيمها، ولكن ديننا الأسمى الإسلام يدعونا إلى الوحدة، ويدعونا إلى أن نكون متحدين ونعمل معا، إنه يريدنا أن نوحد ليس فقط دعائنا، بل أيضا معرفتنا وقوتنا وإمكانياتنا المادية والروحية”، مشيرة إلى قول الشاعر “لا يمكن لعدو أن يفرق أمة.. عندما تجتمع القلوب معا لا تهزم”.

وزادت أن “هذه الوحشية مشكلة مشتركة ليس فقط بالنسبة للمسلمين بل للبشرية جمعاء، ومن العار على البشرية جمعاء أن تقف متفرجة بل وتدعم جرائم القتل التي ترتكب أمام أعين العالم، لأن الظالمين الذين يعتبرون أنفسهم أسيادا ويعتبرون الأرض ملكا خاصا لهم، لا يهدفون إلى تدمير مستقبل المسلمين فحسب، بل إلى تدمير البشرية جمعاء، وبغض النظر عن بلدنا أو ديننا أو لغتنا أو عرقنا، فإن من الإنسانية أن نعارض مثل هذه المذبحة، و بغض النظر عن مكان ارتكاب الظلم، فمن مسؤوليتنا جميعا كبشر أن نقول كفى للظالم، لأن الرضا بالظلم هو أيضا ظلم”.

وأشارت إلى قوله تعالى “واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب”، وإلى قوله صلى الله عليه وسلم “إن الناس إذا رأوا ظالما فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه””.

وتابعت موضحة “نفهم من هذه الآية والحديث أنه إذا لم نقف ضد الظالمين القتلة الذين يسلبون أرواح الأبرياء، فإن النار ستحيط العالم بأسره ولن ينجو أحد، وإذا لم نسمع صراخ الأطفال تحت القنابل، فسيتأذى الجميع، لذا دعونا لا ننسى أن هناك دائما شيء يمكن للجميع القيام به لمنع الشر، فلنلعب دورا رادعا لنكون عقبة أمام الظلم وأملا للمظلومين، ولنفعل كل ما يلزم فعله بأيدينا وألسنتنا وقلوبنا”، مشيرة إلى قوله صلى الله عليه وسلم “من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان”.

وأضافت “فليقم كل واحد منا، رجالا ونساء، صغارا وكبارا، بمسؤولياتنا لوضع حد لجميع أشكال الاضطهاد في العالم، مثل النملة التي ذهبت لإطفاء نار النبي إبراهيم عليه السلام، فدعونا نستمر في الوقوف إلى جانب الحق ضد الباطل، ونؤمن أن هذه الأيام الصعبة ستنتهي. وسينتهي بالتأكيد ظلم الظالمين، وسيبتسم المظلوم، وسيكون النصر للمؤمنين، فإن أمتنا الحبيبة، التي هي أمل المظلومين، ستجعل عالمنا أرضا للسلام من جديد بوعي الأمة”.

وختمت خطبة الجمعة بقوله تعالى “ربنٓا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافر۪ينۜ”.

ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تواصل إسرائيل شن عدوان مكثفة على المدنيين في قطاع غزة، مخلفة آلاف الشهداء والجرحى، إلى جانب تعمدها قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية.

وردا على اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، أطلقت “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري حيث اقتحمت في بدايتها مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية في غلاف قطاع غزة محققة نتائج ملموسة.

زر الذهاب إلى الأعلى