من أجل فلسطين.. “قطر الخيرية” مستمرة بحملتها دعما للإنسانية في غزة المحاصرة
طارق أبو كريم ـ وكالة أنباء تركيا
تواصل “قطر الخيرية” بالتعاون مع شركائها من المنظمات الدولية حملتها التي أطلقتها تحت عنوان “من أجل فلسطين”، وذلك دعما للمنكوبين والمتضررين في غزة من جراء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
تفاعل قطري واسع من أجل غزة
ولاقت الحملة ومنذ انطلاقتها تفاعلاً واسعاً من الشعب القطري نصرة لأهالي غزة والمنكوبين هناك، إذ شارك في الحملة عدد من المؤسسات والفعاليات إضافة إلى الشركات التجارية والمقاهي.
كما شهدت الحملة تضافراً واسعا بين الأفراد والمؤسسات في قطر، لتقديم الدعم للشعب الفلسطيني ومد يد العون للمحتاجين في غزة، إذ ستخصص أرباح الحملة كاملة لأهالي غزة الذين يعانون من ويلات الحرب، بحسب تلفزيون قطر.
وستسهم الحملة في توزيع المساعدات الإغاثية العاجلة في مجال الإمداد بالغذاء والإيواء، والمواد غير الغذائية، والإغاثة الشاملة، والصحة، والمياه، والإصحاح.
وتأتي هذه التدخلات من طرف قطر الخيرية في إطار واجبها الإنساني بهدف تخفيف معاناة المتضررين في قطاع غزة، وتلبية احتياجاتهم الإنسانية الأساسية، في ظل نقص كبير في الغذاء والمأوى والخدمات الصحية. كما تخطط لتنفيذ من تدخلات أخرى خلال الفترة القادمة، بحسب صحيفة “العرب” القطرية.
تفاصيل الحملة
أوضحت مؤسسة “قطر الخيرية” في بيان، أن “الأوضاع الأخيرة في فلسطين تقشعر لها الأبدان، نتج عنها الكثير من الخسائر البشرية، وانعدام الأمن الغذائي، وصدمات نفسية ومخاطر في تأمين الرعاية الصحية”.
وأوضحت أن “الجهود الإنسانية والتضامن مع إخواننا في فلسطين في هذا الوقت العصيب يعتبر ضرورة لدعمهم والتخفيف عنهم”.
وطالبت كل من هو قادر على مساندة أهالي غزة بـ”توفير الإغاثة العاجلة من المساعدات الغذائية والمياه والمأوى والرعاية الطبية لتلبية الاحتياجات الأساسية وتخفيف المعاناة”.
قطر تستحق رفع العقال لها
ولاقت المواقف القطرية تجاه القضية الفلسطينية وما يجري في غزة، إشادات واسعة من كثيرين، إذ قال الكاتب الكويتي نافع حوري الظفيري في مقال رأي “لم تكتف قطر بالمواقف السياسية والاتصالات الدولية، بل إنها عملت ايضا على جانب إنساني تمثل بإطلاق سراح بعض الأسرى المدنيين في غزة”، مضيفا “قطر تستحق فعلا رفع العقال على مواقفها، والشكر الكثير، فهي تمارس اليوم أحد أكبر الأدوار الإقليمية والدولية لنصرة الحق والعدالة… فشكرا قطر”.
وتحرص قطر على مواصلة تقديمَ الكثير من المساعدات الإنسانية لسكّان قطاع غزّة، والضفة الغربية، والقُدس، عبر جمعيات خيرية قطرية، إضافة إلى مساهماتها في دعم المؤسسات التعليمية الفلسطينية، حسب صحيفة “الراية” القطرية.
وقامت قطر بإنشاء مدينة سكنية لاستيعاب ضحايا الحرب على غزة، ومستشفى للأطراف الصناعية، ضمن عشرات المشروعات الخِدمية والتسهيلات التي توفرها قطر لسكّان القطاع بإشراف اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزَّة في كل القطاعات الطبية والإنسانية والخِدماتية والصحية والتعليمية والإسكان والزراعة والكهرباء، وفق ذات المصدر.
وفي إطار دورها القومي في دعم القضية الفلسطينية وتحقيق التضامن العربي، استضافت الدوحة 3 قمم عربية، من بينها قمة الدوحة الطارئة التي عقدت في كانون الثاني/يناير 2009، وقد دعت القمّة التي سُميت “قمة غزة” إلى تعليق المبادرة العربية للسلام، ووقف كافة أشكال التطبيع مع إسرائيل، وإنشاء صندوق لإعادة إعمار غزة.
قطر بصيص الأمل
ويؤكد مراقبون أن “دولة قطر التي تريد مصلحة شعبها والشعب الفلسطيني، فهي تقاوم عبر سياستها الدبلوماسية، وهي مقاومة لا تقل شرفاً عن من يدعون المقاومة وهم في الحقيقة يريدون استغلال القضية الفلسطينية لمآربهم الشخصية ولتوسيع نفوذهم في الشرق الأوسط”، لافتين إلى أن “ما قامت به قطر من أجل الإنسانية ترفع له القبعة، ويبنى عليه علّنا نصل إلى بصيص أمل في نفق الحرب القائمة في غزة”.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تواصل إسرائيل شن عدوان مكثفة على المدنيين في قطاع غزة، مخلفة آلاف الشهداء والجرحى، إلى جانب تعمدها قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية.
وردا على اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، أطلقت “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري حيث اقتحمت في بدايتها مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية في غلاف قطاع غزة محققة نتائج ملموسة.