تقاريرهام

شهر على العدوان الإسرائيلي النازي ضد المدنيين في غزة.. هل حقق أهدافه؟ (تقرير)

أحدثت عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، الكثير من المتغيرات التي قلبت موازين الاحتلال رأساً على عقب.

وبعد مضي شهر على انطلاقة العملية وتصعيد الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة المحاصرة، يطفو على السطح سؤال بارز مفاده “هل تمكن العدو الإسرائيلي من تحقيق أهدافه مع استمرار قصفه وارتكاب المجازر بحق سكان غزة انتقاماً من المقاومة الفلسطينية؟

وعقب تنفيذ المقاومة لعملياتها التي باغتت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي، شهدت مدينة غزة قصفًا غير مسبوق من تلك القوات وبمختلف أنواع الأسلحة، وقد أثّر القصف بشكل كبير على البنية التحتية في القطاع ، بعد تعمد استهداف العديد من المباني والبنية التحتية الحيوية التي تعرضت للدمار، مما أثّر على قدرة سكان غزة على العيش بشكل آمن.

الصحفي الفلسطيني محمد صفية، قال لـ”وكالة أنباء تركيا”، إنه “بعد شهر من العدوان على قطاع غزة لم يتمكن جيش الاحتلال من تحقيق أي إنجاز عسكري ميداني على الإطلاق، وكل ما أنجزه هو مزيد من القتل والتدمير واستهداف المستشفيات والمدارس والمدنيين والنساء والأطفال”.

وأضاف “أما على الأرض، فقد شاهدنا المقاطع التي نشرتها كتائب القسام والتي تظهر حجم الخسائر التي تكبدها الاحتلال، حيث نجح المجاهدون في غزة في استدراج العدو إلى كمائن محكمة وشاهدنا كيف يتم تدمير عشرات الآليات والدبابات والجرافات العسكرية في قطاع غزة”.

وتابع أن “الاحباط بين قادة الاحتلال انعكس على تصريحاتهم بعدما عجزوا، فوزير دفاع دولة الاحتلال يدعو إلى إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة، فهذا دليل واعتراف بعجز قوات الاحتلال عن التقدم في غزة وتحقيق أي نصر، وربما القنابل التي تم إلقاؤها على غزة تعادل أكثر من قنبلة نووية حتى الآن”.

وزاد بالقول “بفضل الله عز وجل، لم يتمكن الاحتلال من تحقيق مراده في تهجير أهلنا من غزة ونحن نشاهد مشاهد الثبات والتشبث بالأرض، ولم يتمكن من حسم المعركة لصالحه، ونراه يتراجع حتى في تصريحات التي كانت في البداية الدعوة للقضاء على حماس ومن ثم أصبح هدفه إطلاق الرهائن، واليوم يقول نتنياهو إنه لن يتم وقف إطلاق النار قبل إطلاق سراح الرهائن، فهو بذلك يتراجع شيئا فشيئا في تصريحاته، ويهيئ الرأي العام الإسرائيلي لخبر الخسائر الكبيرة التي يتلقاها جيشه على أسوار غزة”.

وختم قائلاً “بعد شهر كامل من الضربات العنيفة والمجازر المروعة التي يرتكبها الاحتلال، لم يتمكن من تحييد أي قاعدة إطلاق صواريخ لكتائب القسام، ولم يتمكن من منع كتائب القسام من تحقيق إنزالات خلف خطوط العدو حتى الآن، وما زالت المقاومة تطلق الصواريخ بالتوقيت الذي تريد وبالكيفية التي تريد، وما تزال القسام تتحكم بمجريات المعركة بكل انضباط، إذ نشاهد على أبو عبيدة المتحدث العسكري باسمها عندما يخرج، الثقة والاتزان والانضباط، بينما نلاحظ لغة الجسد التي تفضح وزير الدفاع الاسرائيلي الذي تبدو عليه ملامح الخوف والقلق والاضطراب نتيجة الخسائر التي يعاني منها جيشه في غزة”.

ورغم القصف الشديد، لم تتمكن قوات الاحتلال الإسرائيلي من القضاء على قدرة المقاومة، فالمقاومة في غزة ما زالت قائمة وقادرة على إطلاق الصواريخ نحو معاقل قوات الاحتلال، وهذا يُظهر أن الهدف المعلن لضرب القدرة العسكرية للمقاومة قد لم يحقق بشكل كامل، بحسب مراقبين.

من جهته، قال محمد فرحات عضو تجمع مصير لفلسطينيي سوريا، في تصريح لـ”وكالة أنباء تركيا”، إنه “فضل الله وهمة الأبطال ودقة التخطيط في المرحلتين الهجومية ومن ثم الدفاعية، فشل الكيان من تحقيق أهدافة وخاصة المعلنة منها وهي استئصال حماس وكذلك فك الأسرى دون تفاوض أو تبديل بمعتقلين فلسطينيين”.

وأضاف أن “غاية الكيان وجيشه اليوم بعد الهزيمة العسكرية النكراء لهم، منع المقاومة في غزة من الاستفادة سياسيا أي منعهم من استثمار النصر العسكري بنصر سياسي، وهذا مايعمل به حتى هذه اللحظة، ولكن على مايبدو أن المقاومة في غزة بدأت الاستثمار السياسي من خلال انتصارها في صد الهجوم البري وتكبيد العدو المزيد من الخسائر المادية والبشرية، مما أدى إلى حالة غليان شعبي في الشارع الإسرائيلي وهذا يحسب للمقاومة في غزة”.

ويرى محللون أن هناك عدة أسباب لعدم نجاح قوات الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أي نصر عسكري على المقاومة وعلى الفلسطينيين في غزة، ومنها أن المقاومة الفلسطينية تتمتع بقدرات عسكرية وشعبية قوية، ما يجعل من الصعب على قوات الاحتلال الإسرائيلي السيطرة على القطاع، يضاف إلى ذلك أن الشعب الفلسطيني يحظى بدعم دولي واسع، مما يضع قيودًا على قدرة إسرائيل على استخدام القوة في غزة، إضافة إلى أن غزة تقع على مساحة ضيقة محاطة بالحدود المصرية والإسرائيلية، مما يجعل من الصعب على قوات الاحتلال الإسرائيلي السيطرة على القطاع بشكل كامل.

بدوره، قال الناشط الفلسطيني عمر القيصر لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “المدنيين في كل مكان وزمان هم ضحايا الحروب والصراعات، ولكن ومنذ 77 عاما يتابع العالم أن الطفل في فلسطين غير أطفال العالم، والمرأة في فلسطين غير النساء والرجال كذلك”.

وتابع “العدوان يحمل في طياته وعلى مر السنين حقدا أسود على شعبنا بسبب صموده وصلابته بل وإلزام العدو على تغيير كل مخططاته، لذلك غالبا ما يتعامل العدو بطرق همجية لكسر إرادتنا التي تأبى الانكسار فيقتل أبناءنا أمامنا، ثم ترى تعليقات ذوي الشهداء بالإصرار على تحرير فلسطين كاملة”.

وحسب قوات الاحتلال الإسرائيلي، تصل الخسائر البشرية في صفوفها إلى 341 منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى، وهجومها الأول المباغت الذي أطلقته المقاومة الفلسطينية في غلاف غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث تمكنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، من أن تحقق هذه الخسائر في صفوف العدوّ بفضل عدد من الأسلحة المصنعة محلياً، التي أثبتت جدارتها القتالية، منها ما كُشف عنه لأول مرة خلال المعركة الجارية، ما فتح أمام المقاومة الفلسطينية آفاقاً جديدة للاشتباك.

زر الذهاب إلى الأعلى