منوعاتهام

خطبة الجمعة في تركيا.. الوقوف إلى جانب المظلومين في فلسطين المحتلة واجب

أكدت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، أن عقيدة المسلمين تفرض عليهم واجب الوقوف إلى جانب جميع المظلومين ولا سيما من هم في فلسطين.

وجاء في خطبة الجمعة أن “الرسول صلى الله عليه وسلم دعا البشرية إلى الإيمان بالله الواحد، وأن يكونوا عبادا له وحده، لكن مشركي مكة أبوا أن يجيبوا دعوته، علاوة على ذلك، انقلبوا عليه وأصبحوا أعداء له وعاملوه بكل أنواع القسوة والظلم، فلم يتوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تبليغ دعوته قط، ولم يفقد ثقته بربه ولم يبد أي فتور في السعي على طريقه الحق، لأنه كان ذا هدف وضعه نصب عينيه بأمر من ربه،  فهذا الهدف هو تذكير البشر بالله تعالى، والبشر أشرف ما خلقه سبحانه وتعالى على وجه الأرض، لذا لم يتركوا سدى وأن عليهم مسؤوليات”.

وأضافت أن “من أسباب تواجد واستمرار المشاكل التي يواجهها المسلمون اليوم هو عدم إبداء وقفة صارمة مؤمنة بالنتيجة أمام تلك التحديات. علاوة على ذلك عدم أخذ الحيطة اللازمة في المسار وإهمال مراعاة مبادئ العمل الأخلاقية والإخلاص والعزم. يقول نبينا الحبيب ﷺ في حديثه الشريف: “إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”.

وتابعت “بصفتنا أمة محمد ﷺ واجبنا هو أن نكون مؤمنين موقنين ومجتهدين لرفع راية الإسلام، فالعزم والإصرار على الالتزام برسالة ديننا التي فيها حياة للبشرية، وإنه الرغبة في تحقيق الخير والسرور للعالم بنية صادقة، وإنه الوعي الذي يحافظ على معنوية الروح العالية والأمل رغم كل المشاكل، أما الجهد فهو بذل ما يلزم لتحصيل المقصود، بعبارة أخرى هو السعي نحو الهدف بصبر بعد الأخذ بالأسباب المادية والمعنوية، وهو النضال دائما لنشر الخير والبر، وهو بذل ما في وسعه ليسود الخير رغم شر الأشرار، وعدم الانحراف عن خط الحق والحقيقة رغم ظلم الظالمين، وفي هذا الطريق، ألا نشعر بالإحباط أو نظهر الضعف مهما كانت الظروف”.

وأشارت إلى قوله صلى الله عليه وسلم “إن اللٰه يلوم على العجز”، ولهذا الإرشاد النبوي، فالمسلم لا يتوانى أو يتراخى في أي لحظة من حياته، ولا يستسلم، ولا يتوقف عن النضال، فالإهمال والتهاون واللامبالاة لا تليق بالمؤمن بتاتا، فالمسلم يبتعد عن الكسل لأنه يعلم أنه لا يستطيع الكسب دون عمل، وأنه لا يستطيع تحقيق النجاح دون بذل جهد وتعب”.

وتابعت “كان من أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم (اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل)”، مضيفة “ونحن نأمن على دعائه قائلين (آمين) من صميم قلوبنا، فنحن الذين سنتمسك بالعزيمة والجهد وننقذ البشرية من الظلم والقهر، ونحن الذين سنعمل من أجل سلام وطمأنينة البشرية بالعزيمة التي نستمدها من إيماننا، فبهذه العزيمة وإصرارنا في الثبات عليها، سيبتسم جميع المظلومين، ولا سيما إخواننا وأخواتنا في فلسطين المحتلة، وسوف يحل الفرح مكان الحزن، لأن عقيدتنا تفرض علينا هذا الواجب، وهذا ما تنتظره البشرية منا، وتاريخنا يدعونا إلى القيام بذلك”.

وزادت أنه “علينا أن نجتهد أكثر فأكثر في ضوء العلم والمعرفة والحكمة، وأن نقوم بمسؤولياتنا من أجل إعمار الأرض وبناء مستقبل مشرق آمن، فلنقم بأعمالنا على أكمل وجه، ودعونا نقوم بكل عمل أو مهنة محسنين متقنين في دقة وإبداع وأمانة، حيث إن أجدادنا الأبرار، وشهدائنا الأعزاء، وقدامى المحاربين الأبطال، بذلوا قصارى جهدهم لجعل هذه الأرض وطنا آمنا لنا، وحققوا نجاحا كبيرا كتب بصفحات التاريخ بماء من ذهب، وأسأل الله العظيم أن يمن على كل واحد منهم بالرحمة ويجعل مثواهم في أعالي جنانه، فلا ننس أن ربنا عز وجل لا يضيع جهد أي من عباده الذين يعملون بعزم واجتهاد وإخلاص”.

وختمت الخطبة بقوله تعالى في سورة الكهف “إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا”.

زر الذهاب إلى الأعلى