
في إطار مساعي قطر لإنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أجرى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على مدى يومين جولة خارجية شملت الإمارات ومصر لبحث سبل إنهاء العدوان وإدخال المساعدات لسكان القطاع.
والخميس زار أمير قطر، العاصمة الإماراتية أبو ظبي حيث التقى الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان.
ووفق الديوان الأميري القطري فقد بحث الجانبان خلال اللقاء “العلاقات الأخويّة بين البلدين الشقيقين والسبل الكفيلة بدعمها وتوطيدها في مختلف المجالات لا سيما ما يتعلق بتعزيز أواصر التعاون الأخوي لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين إضافة إلى تعزير العمل الخليجي المشترك”.
وأشار الديوان في بيان إلى أن الجانبين استعرضا أيضا “تطوّرات الأحداث إقليميا ودوليا وتبادل وجهات النظر حيال عدد من القضايا الراهنة ذات الاهتمام المشترك لاسيما تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وسبل تعزيز العمل الإغاثي والإنساني وحماية المدنيين وخفض التصعيد، بما يحقق الاستقرار والأمن في المنطقة”.
وفي منشور على حسابه الرسمي في منصة “إكس”، قال أمير قطر إن مباحثاته في أبو ظبي تمحورت “حول المستجدات في الأراضي الفلسطينية المحتلة وضرورة تكثيف الجهود لوقف العدوان على غزة”.
وقال أيضا “اتفقنا على أهمية قيام المجتمع الدولي بدوره الإنساني فيما يتعلق بفتح الممرات الآمنة وإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين”.
ومن أبو ظبي، توجه أمير قطر إلى العاصمة المصرية القاهرة حيث التقى، الجمعة، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وحول اللقاء بين الجانبين في القاهرة، قال الديوان الأميري القطري إن أمير قطر والرئيس المصري بحثا “العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، كما بحث سمو الأمير وفخامة الرئيس المصري عددًا من القضايا الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية، وتبادلا الآراء حيالها وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والجهود المشتركة لوقف العدوان على غزة وخفض التصعيد وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة، بما يضمن سلامة المدنيين ويساهم في خفظ التوترات في المنطقة”.
وحسب الديوان “أكد الجانبان في هذا الصدد على الدعم الثابت والمستمر للقضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، لاسيما حقه في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حل الدولتين، وإدانتها لكافة الانتهاكات للشعب الفلسطيني وأراضيه ومقدساته التي تقوض الوصول إلى حل عادل للقضية”.
ومن القاهرة، توجه أمير قطر إلى العاصمة السعودية الرياض حيث يشارك، غدا السبت، بالقمة العربية التي ستناقش التطورات في غزة والعدوان الإسرائيلي المستمر ضد المدنيين هناك.
والخميس، أرسلت قطر 4 طائرات جديدة تحمل مساعدات طبية وغذائية لسكان قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي منذ أكثر من شهر.
وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان “توجهت إلى مدينة العريش في جمهورية مصر العربية الشقيقة، اليوم، أربع طائرات تابعة للقوات المسلحة القطرية، تحمل 180 طنا من المساعدات الغذائية والطبية ومستلزمات الإيواء، مقدّمة من صندوق قطر للتنمية، والهلال الأحمر القطري، وقطر الخيرية، تمهيدا لنقلها إلى غزة”.
وتابعت الوزارة “وتأتي هذه المساعدات في إطار مساندة دولة قطر للشعب الفلسطيني الشقيق، ودعمها الكامل له خلال الظروف الإنسانية الصعبة جراء القصف الإسرائيلي الذي يتعرض له القطاع”.
والأٍبوع الماضي، أشاد الكاتب وأستاذ العلوم السياسية الكويتي عبد الله النفيسي، بالدور القطري تجاه التطورات والأحداث الدائرة في قطاع غزة، مشددا أنه “دور محوري، وخطوة مميزة ومباركة للغاية”.
كلام النفيسي جاء في منشور نشره على حسابه في منصة “إكس”.
وقال النفيسي “تقوم قطر بدور محوري في متابعة على مدار الساعة للعدوان الإسرائيلي على غزة، ومتابعة يومية لأخبار معبر رفح على الحدود بين غزة ومصر”.
وأشار إلى أن هذا الدور القطري هدفه “وقف العدوان على غزة وفتح المعبر لإيصال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني المصاب”.
واعتبر أن “إحتضان قطر لكل الاتصالات والمفاوضات الدولية لوقف إطلاق النار في غزة خطوة مباركة ومميزة للغاية”.
وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أكد على “موقف دولة قطر الثابت من القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لا سيما حقه في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”، مشددا على “إدانة قطر لكافة الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني وأراضيه ومقدساته التي تقوض الوصول إلى حل عادل للقضية”.
كما أكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، أن “الوضع في قطاع غزة يتدهور لمستويات أسوأ بعد مرور شهر على اندلاع القتال في الأراضي الفلسطينية المحتلة”، مشيرا إلى أن “الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في ارتكاب ممارسات إبادة جماعية وجرائم تطهير عرقي ضد الشعب الفلسطيني”.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تواصل إسرائيل شن عدوان مكثفة على المدنيين في قطاع غزة، مخلفة آلاف الشهداء والجرحى، إلى جانب تعمدها قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية.
وردا على اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، أطلقت “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري حيث اقتحمت في بدايتها مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية في غلاف قطاع غزة محققة نتائج ملموسة.