طارق أبو كريم ـ وكالة أنباء تركيا
تتوجه الأنظار إلى العاصمة السعودية الرياض والتي ستحتضن قمة عربية طارئة على خلفية استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة.
ما هو المأمول من القمة الطارئة؟
وتطفو على سطح الأحداث أسئلة عدة من أبرزها “ما هو المأمول من هذه القمة العربية الطارئة؟”.
وقبل أيام، كشف حسام الدين زكي الأمين العام المساعد لأمين عام جامعة الدول العربية أن الأمانة العامة للجامعة تلقت طلبا رسميا من فلسطين والسعودية لعقد قمة عربية في 11 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، لبحث “العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة”.
ويوم الخميس، سبق القمة العربية اجتماع تحضيري على مستوى وزراء الخارجية العرب لدراسة مشروع القرار الذي من الذي من المفترض أن يصدر على مستوى القادة غدا السبت.
ويأمل مراقبون أن تخرج القمة بالقرارات المتوافقة مع التطلعات الشعبية والتي تنسجم مع الوضع العربي الحالي، حسب تعبيرهم.
وقال الدكتور محمد العقيد مدير عام مركز ديوان الأزهر بإسطنبول لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “قمة الرياض تأتي وقد صمد الشعب الفلسطيني في غزة أكثر من شهر بلا ماء ولا طعام ولا دواء إلا ما ندر، من بعض شاحنات لا تكفي خُمس مِعشار ما تحتاجه غزة بالعادة لتستمر فيها الحياة لأكثر من مليوني مسلم عربي يعاقب على حريته وصموده في وجه آلة القتل والحرق والهدم، فلم يرفع الراية البيضاء ولن يرفع إلا السبابة للسماء ومعها يرفع بصره ليجد حمم المحتل لا تبقي حجر ولا شجر ولا بشر، فهل تتمخض قمة الرياض لا سمح الله عن دعم عسكري كما فعلت أمريكا مع ربيبتها؟، أو تصل غزة وفوداً عربية إسلامية كما جاءت وفود غربية للكيان المحتل لا سمح الله أيضاً ؟!”.
وأضاف “فقط السقاية والرفادة والدواء يا عرب، فبعد غزة لن يبقى لأمة العرب من حصن يحتمون فيه من تكرار المحتل لنفس النموذج في كل عواصمكم”، مشيرا إلى أن “الكيان المحتل لم يترك اتفاقاً دولياً ولا إنسانياً إلا داسه بدباباته وأحرقه بطائراته، وحتى المستشفيات والمدارس والمساجد والأطفال والنساء وكل ما دب على الأرض يراه المحتل عدواً”.
وتابع “وهنا نسأل هل وصل العجز والخوف من كيان سقطت أقوى فرقة فيه في ساعات معدودة يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، فذهب ينتقم من مستشفيات ومدارس ومساجد ونساء وأطفال بعد خسارته الواضحة وفضيحته العسكرية الكبرى أمام بضع مئات محاصرين منذ سبعة عشر سنة أعدوا ما استطاعوا فسقط بيت العنكبوت”.
وختم قائلا “كلنا أمل أن تتحرك جسور جوية وبحرية لإنقاذ شعب أعزل، كما رأينا طائرات وسفن تركية تحمل مستشفيات ميدانية باتجاه مصر لدخول معبر رفح المغلق إلا قليلاً، فقد أدت غزة ما عليها من مقاومة وصمود وأثبت شعبها أنهم أقوى من المحتل”.
ورجّح محللون أن القمة الطارئة “ستكون مختلفة هذه المرة، حيث ستسعى لتأكيد الموقف العربي على أن حل الصراع الراهن لن ينتهي إلا بحل الدولتين على حدود ما قبل عام 1967”.
المطلوب موقف عربي وإسلامي واضح
ويرى مراقبون أن فتح معبر رفح فورًا يعد أولوية قصوى، حيث أنه سيوقف الخسائر في الأرواح والممتلكات، إضافة إلى المطلب الرئيسي الآخر وهو وقف إطلاق فوري للنار والأهم وقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
وقال الصحفي الفلسطيني ماهر حجازي لـ”وكالة أنباء تركيا”، إنه “في ظل استمرار التصعيد الخطير والعدوان الإسرائيلي على شعبنا وارتفاع أعداد الشهداء إلى الآلاف، وفي ظل استمرار استهداف المشافي ومراكز الإيواء بشكل متعمد، المفروض أن يكون هناك موقف عربي وإسلامي واضح من وقف هذا العدوان”.
وأضاف أن “القمة يجب أن تدعو بشكل فوري إلى الضغط لفتح المعابر الإنسانية لادخال الاحتياجات الطبية والإنسانية والإغاثية، وأن يكون هناك قرار عربي إسلامي بفتح معبر رفح بشكل دائم وإدخال المساعدات وما يحتاجه قطاع غزة ونقل المصابين والجرحى للعلاج في الخارج، وأن يكون هناك موقف إسلامي بإرسال هذه المساعدات والطواقم الإسعافية والدفاع المدني والمشافي الميدانية”.
وزاد قائلا “لا يجب الاكتفاء فقط بإصدار بيانات ومطالبات بوقف العدوان وإنما المطلوب موقف عربي وإسلامي جاد للضغط لفتح المعابر وخاصة معبر رفح خاصة وأن الجانب المصري سيكون حاضرا في هذه القمة، لذا المطلوب فتح المعبر دون الرضوخ للضغوطات الاسرائيلية، وهذا هو الموقف الرسمي الذي يجب أن يكون وأن تتبناه هذه القمة بعيدا عن البيانات والخطابات، لأن العدوان الإسرائيلي يتصاعد”.
وختم قائلا، إنه “يجب أن توجه القمة موقفاً واضحاً من الدعم الأمريكي للعدوان الإسرائيلي، ووضع حد لهذه العنجهية الأمريكية في دعم الاحتلال بالقصف على المدنيين في غزة، ويجب أن يكون هناك موقف واضح تجاه التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي والدعوة لوقف التطبيع وإنهاء اتفاقيات التطبيع التي تخدم الاحتلال وتشرعن جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، ولذا يجب قطع العلاقات وكافة أشكال التطبيع مع الاحتلال”.
وعشية انعقاد القمة العربية، وجّه المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج رسالة للقمة العربية، مطالباً بـ”ضرورة الضغط الرسمي وبقوة للوقف الفوري للعدوان على قطاع غزة، وضرورة فتح المعابر وإِدخال المساعدات ورفض دعوات التهجير، والاعتداءات المستمرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ورفض شيطنة المقاومة الفلسطينية والدعوة لمحاكمة قادة الاحتلال”.
ودعا المؤتمر في رسالته التي وجهها عبر مؤتمر صحفي عقده، الجمعة، إلى “العمل على محاكمة قادة الاحتلال السياسيين والعسكريين أمام المحاكم الدولية المختصة بسبب ارتكابهم جرائم حرب وفظائع ضد الإنسانية، بحق أبناء الشعب الفلسطيني خاصة الأطفال والنساء والشيوخ”، مضيفا “ندعوا إلى تجميد وإلغاء جميع الاتفاقيات مع الكيان المحتل وطرد سفرائه من الدول العربية ذات العلاقة”.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تواصل إسرائيل شن عدوان مكثفة على المدنيين في قطاع غزة، مخلفة آلاف الشهداء والجرحى، إلى جانب تعمدها قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية.
وردا على اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، أطلقت “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري حيث اقتحمت في بدايتها مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية في غلاف قطاع غزة محققة نتائج ملموسة.