تقاريرهام

“طوفان الأقصى”.. دمار نفسي لقادة الاحتلال الساعي لتحقيق انتصار واحد مازال مفقودا (تقرير)

ما تزال عملية “طوفان الأقصى” تتصدر واجهة الأحداث، وما تزال حالة الإرباك التي أحدثتها بين قادة قوات الاحتلال الإسرائيلي هي سيدة الموقف والعنوان الأبرز المستمر منذ أكثر من شهر على انطلاق العملية، في ظل فشل عسكري واضح لآلة جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يحقق أي انتصار ميداني عدا قتل المدنيين واستهداف المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس.

وفي هذا السياق، تحدث محللون عن حالة الانقسام في المجتمع الإسرائيلي حول كيفية التعامل مع قطاع غزة والمقاومة الفلسطينية فيها، مشيرين إلى أن قادة الاحتلال مدمرون نفسيا من جراء ما حصل ويحصل من أحداث عقب “طوفان الأقصى”، وفق تعبيرهم.

ورأى المحللون أنه “يمكن القول أن المقاومة الفلسطينية تمثل تهديدًا دائمًا لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وتتسبب في دمار نفسي لها، نظرا لما حققته من نتائج نوعية”.

ومن المتوقع أن يستمر الانقسام في دولة الاحتلال الإسرائيلي حول كيفية التعامل مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في المستقبل المنظور، حيث لا توجد حلول واضحة لهذه القضية، كون الشرارة انطلقت من غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ولا أحد يعلم أين تنتهي، بحسب محللين.

وحول ذلك، قال الصحفي اليمني صدام الحريبي لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن  “الفلسطينيين وبالخصوص حركة حماس عملت بإمكانياتها البسيطة على إسقاط هيبة الصهاينة، وتدمير قادتهم نفسيا، وعملت على خلق حالة استياء وعدم رضا كبيرين بين المستوطنين ضد قيادة الكيان الصهيوني”.

وتابع “إلى الآن ما زالت حماس تسقط ما تبقى من سمعة الصهاينة والجيش الذي كان لا يُقهر، وها هي تستدرجهم وتوقع بهم، حيث يواجه الصهاينة مواقف لم يألفوها من قبل، وملاحم فلسطينية أرعبتهم، فقد كانوا يفكرون بل في يقين أن الفلسطينيين لن يواجهونهم، وأن حماس مجرد حركة بسيطة ستنتهي في أول ضربة يوجهها الصهاينة وحلفائهم ضد غزة، وبناء على ذلك فإن النهاية لن تكون للصهاينة، بل ستكون من نصيب الأبطال إن شاء الله، وهذا ما يثبته الواقع”.

وقبل أيام، قال قائد المنطقة الجنوبية في قوات الاحتلال الإسرائيلي، يارون فينكلمان، إن قوات الاحتلال “تخوض حربا معقدة وصعبة ومكلفة” ضد حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في قطاع غزة.

وفي السياق، قال رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، إن “بنيامين نتنياهو دُمر نفسيا بسبب فشله الفادح في مجال الأمن القومي”.

وأضاف في مقابلة صحفية، أن “نتنياهو كان في حالة من الانهيار العصبي، حيث سعى إلى تجنب الإطاحة به من منصبه لفشله في حماية الأمن القومي بعد هجمات حماس”.

وتابع “في كل دقيقة يقضيها نتنياهو كرئيس للوزراء فهو يشكل خطرا على إسرائيل، أنا أعني ذلك بجدية، أنا متأكد من أن الأميركيين يفهمون أنه في حالة سيئة”.

من جانبه، قال الناشط الفلسطيني عمر القيصر لـ”وكالة أنباء تركيا”، إنه “من ال‏واضح أن سير المعركة حتى الآن عسكرياً وإعلامياً وإنسانياً ورأياً عاماً، بدأ يؤثر على تقديرات الموقف من قبل الدول الغربية المجرمة التي تقف مع دولة الاحتلال”.

ولفت إلى أن “مصادر في الاستخبارات الأمريكية عبرت عن شكها في قدرة دولة الاحتلال على تحقيق أهدافها العسكرية، ونبّهت إلى أن إطالة أمد المعركة ليس في صالح الاحتلال، كما وفي هذه الأثناء نتنياهو يقول إن المعركة ستطول أكثر مما كان يتوقع”.

وزاد موضحاً “هنا نذكر بأنه لم يتم تحقيق أي هدف عسكري من العدوان الجوي والبري على غزة بعد أكثر من شهر، وحتى الآن هناك فشل استخباراتي وعسكري وهو فشل ذريع لدولة الاحتلال التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وألمانيا على كل المستويات”.

وأشار إلى أن “كل ما حققته دولة الاحتلال حتى الآن هو الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، وكسر كل الأعراف والقوانين الدولية، وضرب عرض الحائط بكل القيم الإنسانية”.

يمكن القول إن عملية “طوفان الأقصى” أثارت قلقًا كبيرًا بين القادة الإسرائيليين وأثرت على الوضع النفسي لقوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل كبير، إذ أن الهجوم الكبير والمفاجئ أثار حالة من الصدمة والقلق الشديد في إسرائيل، وقد أدى هذا الهجوم إلى تغيير الوضع الأمني في إسرائيل بشكل كبير، حيث أدى إلى إغلاق المطارات المحلية وسط وجنوب إسرائيل أمام الاستخدام التجاري، وألغيت عشرات الرحلات الجوية إلى تل أبيب.

ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تواصل إسرائيل شن عدوان مكثفة على المدنيين في قطاع غزة، مخلفة آلاف الشهداء والجرحى، إلى جانب تعمدها قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية.

وردا على اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، أطلقت “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري حيث اقتحمت في بدايتها مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية في غلاف قطاع غزة محققة نتائج ملموسة.

زر الذهاب إلى الأعلى