العالم الإسلامي

كاتب قطري ينتقد تعامل المجتمع الدولي مع إسرائيل وكأنها فوق القانون

رئيس تحرير صحيفة “العرب” القطرية الصحفي والكاتب القطري فالح الهاجري

انتقد رئيس تحرير صحيفة “العرب” القطرية الصحفي والكاتب القطري فالح الهاجري فشل المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته على كل المستويات تجاه العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من شهر ضد المدنيين في قطاع غزة، مشددا على أهمية ما تلعبه دولة قطر من دور كبير لوقف العدوان الهمجي، معتمدة على مكانتها الإقليمية والدولية، وما تمتلك من المؤهلات التي تمحنها أدواراً كبيرة في مستقبل فلسطين والشرق الأوسط.

كلام الهاجري جاء في مقال نشره في صحيفة “العرب” القطرية، الأحد.

ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تواصل إسرائيل شن عدوان مكثفة على المدنيين في قطاع غزة، مخلفة آلاف الشهداء والجرحى، إلى جانب تعمدها قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية.

وردا على اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، أطلقت “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري حيث اقتحمت في بدايتها مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية في غلاف قطاع غزة محققة نتائج ملموسة.

وجاء في المقال:

بعد جولة مكوكية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني (أمير البلاد المفدى) حفظه الله؛ شملت زيارات في اليومين الماضيين لكلٍ من الإمارات ومصر؛ لتنسيق المواقف العربية المؤثرة والفاعلة، وبناء رؤية عربية وإسلامية مشتركة، وبذل الجهود لوقف العدوان والإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني وأهل غزّة، شارك سمو أمير البلاد المفدى في أعمال القمة العربية الإسلامية المشتركة (غير العادية) في العاصمة السعودية الرياض، والتي جاءت كاجتماعات تنسيقية «طارئة» لإيجاد الحلول والآليات للأزمة الكارثية التي يعيشها أهل قطاع غزّة، وتوحيد الإمكانيات والرؤى الإستراتيجية للمجتمعين، لإيقاف تلك الحرب العدوانية التي يمارسها المحتل الإسرائيلي.

تعاقبت كلمات ومداخلات القادة والرؤساء والممثلين في القمة، وجاءت كلمة حضرة صاحب السمو، لتكون لسان حال الشعوب العربية والإسلامية، التي تملك رؤية تعبر عنها منذ بدء الصراع العربي الإسرائيلي قبل أكثر من سبعة عقود. لقد ملّت الشعوب بيانات «الشجب والاستنكار» تجاه الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق فلسطين والعرب، وتطالب بـ «الفعل»، وهو ما أكد عليه سمو الأمير في كلمته، إذ قالها سموه صريحة بأنه «لا يجوز الاكتفاء بالشجب والاستنكار»، داعياً إلى اتخاذ خطوات رادعة لوقف جريمة الحرب على غزة.

لقد أدلى سموه بدلوه معبراً عن مشاعر الأسى والحزن العميق تجاه المأساة في فلسطين، وما يتعرض له شعبها من ظلم وحصار وتجويع وقتل، بدعم ومباركة غربية واضحة للمعتدين.

عَبّر سمو أمير البلاد المفدى، عن أن هذه القمة تُعقد في ظل ظروف عصيبة في تاريخ الأمة العربية والإسلامية ومنطقة الشرق الأوسط، حيث يعيش أهل غزّة وفلسطين ظروفاً لا طاقة لبشر على تحملها، وهم أبناء بلد يتعرض للاحتلال منذ أكثر من سبعة عقود من الزمن، ويعانون الأمرّين جراء سياسة التطهير العرقي، والفصل العنصري، والقتل والاعتقال والحصار الممنهج من قوات الاحتلال الإسرائيلي، والشعب الفلسطيني هو صاحب الحق التاريخي والديني الوجودي في فلسطين، وما يُصيب غزّة وقطاعها حالياً من تدمير ومحارق وقصف للمستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء، ومنع إدخال الأدوية والمعدات الطبية الأولية، وبعض المواد الإغاثية لهو جريمة لا يمكن تصورها في القرن الحادي والعشرين، وهو ما لا يمكن تخيله والعالم يرى من هو المحتل، ومن هو صاحب الحق المغتصب، وكيف يمكن إبادة السكان الأصليين بهذا الشكل اللاإنساني واللاأخلاقي؟

فشل المجتمع الدولي

وبيَّن سموه كيف فشل المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية والقانونية، ولماذا يتعامل مع إسرائيل وكأنها فوق القانون الدولي؟ وإلى متى سيسمح لإسرائيل بضرب القوانين الدولية بحربها الشعواء التي لا تنتهي على سكان البلاد الأصليين؟ ولماذا أغمض الغرب عيونه عن مأساة فلسطين والعقاب الجماعي الذي تمارسه إسرائيل في غزة؟ ولماذا يدعمون إسرائيل بكل تلك الأسلحة والمعدات والذخائر، وكأن المدنيين في غزة هم من قتلوا واعتدوا واحتلوا أراضي إسرائيلية؟ ولماذا اختلت المعايير الأخلاقية ولا تسعى حكومات أوروبا وأمريكا لوقف تلك الحرب الظالمة؟

فالغرب يدعي حرصه على قيم وحقوق الإنسان واحتياجاته الأساسية للعيش الكريم، وهو من يترجم إنسانيته في التعامل حتى من غير البشر، ويشجب أي اعتداء أو يعاقب أي جهة تمارس العنصرية أو التمييز بين عرق وآخر في دول العالم خارج بلادهم.

ومن إضافات سموه في الكلمة، قوله: «لاحظنا قبل الحرب ارتفاع مناعة بعض الدول تجاه قتل المدنيين وقصف المستشفيات والملاجئ»، فهل هؤلاء بالمعنى ليسوا بشراً أم أنهم إرهابيون وليست لهم حقوق للعيش والحياة الآمنة والحق في بناء وطن مستقل ومحرر من المحتل الإسرائيلي، فالغرب تعامل على سبيل المثال مع قضايا كثيرة، ومن بينها القضية الأوكرانية بمنحى دعم متواصل واعتبر جرائم روسيا جرائم حرب وأدانها على شتى المستويات، ولكن لماذا لا يتعامل الغربيون مع الكيان الصهيوني بالمثل؟! فالواقع الفلسطيني يتطلب تدخلاً دولياً بعقلانية وعدالة، ويوجب إرسال بعثة للتحقيق في قصف المستشفيات ومراكز الإيواء في غزة وفلسطين وحماية المصابين واللاجئين فيها.

خطر على كافة المستويات

كما اعتبر حضرة صاحب السمو؛ أن ما يجري في غزة خطر على كافة المستويات الإنسانية والأمنية والعسكرية والسياسية والقيمية، وأن جريمة الحرب الواقعة في غزّة تستدعي تدخلاً أممياً وإسلامياً وعربياً من الدول صاحبة المواقف الإنسانية والدول الإسلامية والعربية التي تمتلك وزناً على الصعيد الاقتصادي والتجاري والأمني، وكثير من الدول الحاضرة لها تأثيرها في سوق الطاقة والأوراق النقدية، وتمتلك موقعاً حيوياً في العالم، فالتحرك الإسلامي – العربي المشترك، سيخفف من معاناة المعذبين، ويقلل آهات الجرحى والمعاقين، ويكون مخرجاً لأهل غزة في محنتهم، حتى إيقاف العدوان وإدخال المساعدات الإنسانية، ومن ثم إيجاد حلول جذرية لقضيتهم العادلة.

كان من كلمات سموه التي هي ليست بجديدة على دولة قطر، تأكيده على مواقف قطر الداعمة لصمود الشعب الفلسطيني الشقيق وحقوقه في أرضه ومقدساته وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وبأن دولة قطر تعمل بالتعاون مع دول عربية وإسلامية وعالمية والأمم المتحدة على خفض التصعيد وإيقاف الحرب وحماية المدنيين وإطلاق سراح الأسرى من الجانبين، ودعوتها لهدنة إنسانية مؤقتة شاركتها بالتشاور مع هولندا وأمريكا وفرنسا ومصر والأردن ودول أخرى تسعى لوقف الحرب، والبحث عن مخرج للأزمة ومعالجتها.

وقف العدوان الهمجي

وتلعب دولة قطر دوراً كبيراً لوقف هذا العدوان الهمجي، معتمدة على مكانتها الإقليمية والدولية، وما تمتلك من المؤهلات التي تمحنها أدواراً كبيرة في مستقبل فلسطين والشرق الأوسط، وهي صاحبة الرؤية الإصلاحية والإنسانية بدبلوماسيتها المتوازنة في حل النزاعات بالطرق السلمية، وما ترتكز عليه من منظومة قيمية حضارية، وهو ما شهدناه في جميع خطابات حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى في المحافل العربية والإسلامية والعالمية والسلوك والأداء القطري، على المستوى الوطني والديني والأخلاقي والإنساني، في سبيل تحقيق المواءمة بين ثلاثية مصالحها الداخلية الوطنية، وقيمها الراسخة، واحترام حقوق ومصالح الدول، وهو ما يجعلها محل احترام وتقدير وإبهار من دول العالم.

اقرأ أيضا.. أمير قطر يدعو لاتخاذ خطوات رادعة لوقف جريمة الحرب المتواصلة في غزة 

وكالة أنباء تركيا

وكالة إخباريــة تركيــة ناطقــة باللغــة العربيــة.
زر الذهاب إلى الأعلى