شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن “غزة أرض فلسطينية قبل كل شيء.. وعلى الولايات المتحدة تقبّل هذا الأمر”، مجددا موقف تركيا أن “حركة حماس ليست منظمة إرهابية بل هم أناس يناضلون لحماية أرضهم ويحاربون من أجل وطنهم”.
كلام أردوغان جاء في تصريحات للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، خلال عودته من العاصمة السعودية الرياض عقب مشاركته، السبت، في القمة العربية الإسلامية المشتركة بشأن العدوان الإسرائيلي المستمر ضد المدنيين في قطاع غزة.
وأشار أردوغان إلى أنه “من غير الممكن التفاهم مع بايدن، إن كانت لديه مقاربة مفادها أن غزة أرض لإسرائيل والمستوطنين المحتلين وليست للشعب الفلسطيني”.
وحول فشل مؤسسات الأمم المتحدة بإيقاف العدوان الإسرائيلي، قال أردوغان “رأينا مرة أخرى رأينا كيف أن الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية تصبح عاجزة وظيفيا وعمياء عندما يكون القتلى مسلمون.. نحن نشدد على ضرورة تحديث الهيكل الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية، وينبغي تغيير نظام العضوية الدائمة وحق النقض في الأمم المتحدة.. ولا يمكن ترك مستقبل العالم وحياة الشعوب تحت رحمة 5 دول تملك حق الفيتو (مجلس الأمن).. إننا نرى أن مجلس الأمن الدولي عاجز من جديد”.
وانتقد أردوغان مطالبة عدد من الجهات (لم يسمها) بـ”توصيف حركة حماس كتنظيم إرهابي”، مؤكداً أنها “ليست منظمة إرهابية بل هم أناس يناضلون لحماية أرضهم ويحاربون من أجل وطنهم”.
وفي سياق متصل بالتطورات في المنطقة، شدد أردوغان أنه “لا يمكن اتخاذ مبادرات أو وضع خطط رغما عن تركيا في هذه المنطقة فمواقفنا وقيمنا ومبادئنا واضحة.. تركيا دولة رئيسية في حل مشاكل المنطقة، وهي من قدمت المقترحات الأكثر قابلية للتنفيذ فيما يتعلق بحل الأزمة الراهنة”.
ولفت إلى أنه “ليست هناك أرضية تخدم السلام أكثر من عقد اجتماع يشارك فيه كافة أطراف المنطقة، بمن فيهم أطراف الحرب”، مضيفا أنه “رغم تنافس حكومات دول على معانقة الإدارة الإسرائيلية من أجل مصالحها الإمبريالية إلا أن إسرائيل باتت دولة قاتلة للرضع في نظر الشعوب”.
وحول البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية المشتركة في الرياض، قال أردوغان إنه “يتضمن العديد من النقاط العملية، وذكر الكثير مما لم يُذكر حتى اليوم، حيث وصف المستوطنين بالإرهابيين”.
وتابع “اقترحنا ولأول مرة، عقد مؤتمر نزع السلاح النووي في المنطقة، انطلاقاً من الأسلحة النووية الإسرائيلية.. وطرح فكرة نزع السلاح النووي في المنطقة يكشف إسرائيل والدول التي تقف وراءها”.
ودعا أردوغان إلى “ضرورة اتحاد العالم الإسلامي وإعلاء صوت مشترك فيما يخص فلسطين وغزة”.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تواصل إسرائيل شن عدوان مكثفة على المدنيين في قطاع غزة، مخلفة آلاف الشهداء والجرحى، إلى جانب تعمدها قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية.
وردا على اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، أطلقت “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري حيث اقتحمت في بدايتها مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية في غلاف قطاع غزة محققة نتائج ملموسة.