جاء في خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، أن الإسلام هو دين الرأفة والرحمة، مؤكدة أن أولئك الذين يذبحون الأبرياء في غزة سيندمون ولهم عذاب أليم في الآخرة.
واستهلت الخطبة بقوله تعالى “فبما رحمةۢ من ٱلله لنت لهم ۖ ولو كنت فظا غليظ ٱلقلب لانفضوا من حولك”، وبقوله صلى الله عليه وسلم “الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”.
وأضافت أن “ديننا العظيم الإسلام دين الرأفة والرحمة، وأن اسم الرحمن هو واحد من أجمل أسماء الله الحسنى، وهو المصدر الوحيد للرحمة، وكل نبي من أنبياء الله عز وجل هو سفير للرحمة، والنبي محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم، الذي يشرفنا أن نكون أمته هو أخر الأنبياء الذين أرسلوا رحمة للعالمين”.
وتابعت “لقد بنى نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم الرحمة بدلا من العنف، والمحبة بدلا من الكراهية، ولقد تعامل مع جميع المخلوقات الحية وغير الحية بالرأفة والرحمة، وأخبرنا صلى الله عليه وسلم أنه من قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا ومن جرح قلبا فكأنما هدم عرش الرحمن، وعلّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن كل إنسان يستحق الإحترام بغض النظر عن دينه ولغته ولونه وأن نفسه ودمه وماله وكرامته لا يجوز المساس بها، وأرشدنا صلى الله عليه وسلم أيضا أن الحرب لها أخلاقيات فلا يجب أن نؤذي أرواح الأبرياء ولا حتى الحيوانات و البيئة”.
وزادت موضحة “وللأسف، فإننا نبتعد يوما بعد يوم عن تعاليم الرحمة التي أورثنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإننا نشهد بكل حزن جميع أنواع العنف في الأسرة، في العمل، في حركة المرور، باختصار، في الحياة اليومية، وإن أكثر من يتعرض للعنف هم النساء والأطفال وكبار السن، ومع ذلك، بغض النظر من قبل من يأتي العنف، ولمن يوجه، ولأي سبب كان، فإن أي شكل من أشكال العنف غير مقبول، وأي كلمة أو موقف أو سلوك يعتبر العنف مشروعا لا يمكن أن يجد له مكانا في القرآن والسنة، فالعنف في نظر الإسلام، هو القسوة وانتهاك حقوق الناس. إنه وبال عظيم، وإثم كبير”.
وأشارت إلى أن “العنف هو أكبر عدو للبشرية، وإن الذين يعتمدون على العنف والكراهية هم الذين يلحقون أكبر ضرر بالأسرة البشرية، فأن أحد أكثر الأمثلة إيلاما على هذا الشر العظيم ما يحدث في فلسطين اليوم، وإن الظالمين الذين لا يعترفون بالحقوق والقانون، يرون أن إخواننا وأخواتنا الفلسطينيين يستحقون جميع أنواع العنف”.
ولفتت إلى أن “المعابد والمستشفيات والمدارس تتعرض للقصف بشكل وحشي، فيتم طرد المسلمين من وطنهم بدوس على أبسط الحقوق مثل حقوق الإنسان وحقوق الطفل وحقوق التعليم من قبل الطغاة المحتلين، في حين أن أولئك الذين يدعون الدفاع عن هذه الحقوق يتجاهلون هذه المذابح بمواقفهم المنافقة، فإن عدد الأشخاص ذوي الرحمة والضمير يتزايد يوما بعد يوم في العالم، فلا ينبغي أن ننسى أن العنف لا يحقق النجاح لأي شخص أو مجتمع، وأن أولئك الذين يذبحون الأبرياء في غزة سيندمون في الدنيا ولهم عذاب أليم في الآخرة، فإن تحذير النبي صلى الله عليه وسلم واضح تماما (إن أشد الناس عذابا يوم القيامة، أشدهم عذابا للناس في الدنيا)”.
كما جاء في خطبة الجمعة أن “الآباء والمعلمين هم من يزرع بذور الرأفة والرحمة في قلوب الناس، فمعلمونا هم أناس مضحون يعملون بجد وجهد لبناء مستقبلنا، وهم أناس مخلصون ويسعون بكل قوتهم لتوجيه أطفالنا إلى الخير والجمال، لتربيتهم كأشخاص مخلصين لقيمهم الوطنية والمعنوية، ونافعين لبيئتهم وشعبهم”.
وانتهت الخطبة بالتذكير بقوله صلى الله عليه وسلم “وإنما بعثت معلما”، وبدعاء النبي صلى الله عليه وسلم “اللهم إني أعوذ بك من أربع، من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعاء لا يسمع”.