تقاريرهام

محللون فلسطينيون: قطر تتمتع بدبلوماسية فريدة وهي وفية للقضية الفلسطينية (تقرير)

أشاد محللون فلسطينيون بالدور والجهود القطرية في التوصل لاتفاق هدنة إنسانية في غزة، لافتين إلى أن دولة قطر تتمتع بـ”دبلوماسية فريدة”.

واليوم الجمعة، دخلت هدنة إنسانية مؤقتة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، حيز التنفيذ عند الساعة 07:00 بالتوقيت المحلي (05:00 ت.غ)، بعد 49 يوما من العدوان على القطاع.

وقال الأكاديمي الفلسطيني سامي الأسطل لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “الملاحظة الكبيرة التي يمكن أن نشاهدها في نجاح الجهود القطرية المضنية أمام استعصاء الاحتلال، لاعتباره الهدنة انتصارا لغزة، ولقد استحقت قطر الشكر من جميع الأطراف ومن جميع الوسطاء أيضا ومن جانب الإدارة الأمريكية ومن جانب الإدارات الأوروبية وأيضا من جانب الأطراف المختلفة”.

وأضاف أن “قطر ساهمت في إنهاء عدة حروب على قطاع غزة منها حرب عام 2008 و2012 و2014 و2021، وكان لها دور كبير أيضا في تسويات إقليمية ودولية كما حصل في أفغانستان”.

وأشار إلى أن “نجاح الهدنة جاء في ظل إطلاق يد الآلة العسكرية الإسرائيلية لإبادة قطاع غزة، وهدم كل من على أرض قطاع غزة”.

وعن التوقعات ما بعد الهدنة، أوضح الأسطل قائلا إن “الهدنة جاءت بعد 47 يوما من العدوان الغاشم على غزة، عدواناً كان مدعوماً من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وخذلان بعض الدول لغزة، وجاءت الهدنة بعد الفشل في إطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة عبر العملية البرية والعملية الجوية التي قام بها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأيضا جاء بشرط أن يتم العودة إلى الحرب مرة أخرى والتأكيد على إنهاء وجود حماس في قطاع غزة”.

وتابع “كما أن الهدنة كانت استجابة لضغوط داخلية من أهالي الأسرى وضغوط خارجية من حلفاء الاحتلال، وأيضا ضغوط في الميدان على قوات الاحتلال، لذا أعتقد أن الاحتلال سيستانف القتال بعد الهدنة المحدودة”.

يشار إلى أن لدى حركة المقاومة الإسلامية “حماس” نحو 239 أسيراً إسرائيلياً أسرتهم في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي خلال عملية طوفان الأقصى، فيما تعتقل إسرائيل في سجونها نحو 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم 200 طفل و78 سيدة ومئات المرضى والجرحى.

من جهته، قال الصحفي والباحث السياسي محمد أبو طاقية لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “الدور القطري في الهدنة الأخيرة وحتى في الملف الفلسطيني في تصاعد متواصل، فقطر تعد دولة صديقة لفلسطين والفلسطينيين ودولة وفية لقضية فلسطين”.

ومضى قائلا، إنه “رغم صعوبة المعركة القائمة حاليا، وحِدة الهجمة التي تقودها أمريكا والهجمات الإسرائيلية غير المسبوقة والتي تعبر عن بشاعة كبيرة، إلا أن قطر أمام هذا الإجرام الدولي باتجاه القضية الفلسطينية كانت حريصة أن تكون صاحبة دور ودبلوماسية مساندة للحق الفلسطيني، ودبلوماسية تستند أيضا على المقاومة الفلسطينية والصمود الفلسطيني لتعطي هذا الشعب الصامد في أرضه جزء من حقه الذي يجب أن يستعيده، فكانت دبلوماسية قطر فريدة”.

وزاد قائلا “الجدير بالذكر أن الاحتلال الإسرائيلي كان معترضا على دخول قطر كوسيط رئيسي في موضوع الإفراج عن الأسرى في قطاع غزة، لكن قطر نالت الثقة من المقاومة الفلسطينية وفُرضت كوسيط على الاحتلال رغم رفضه لها، وبالتالي وجود قطر جعل الولايات المتحدة  تضمن بعض الشروط، وجعل قطر تكون في هذا الماراثون التفاوضي، وقد أديرت عملية التفاوض بشكل محترف من المقاومة الفلسطينية وبمناورة واضحة”.

وختم أنه “كان لقطر دور في الضغط على الأطراف الدولية المختلفة وخاصة الطرف الأمريكي من أجل توفير الضغط منهم على الاحتلال، الذي كان مراهنا على حجم الإجرام وعلى الميدان لكسر إرادة الفلسطيني المقاوم والشعب أيضا، ولكنه فشل في تحقيق ذلك”.

ومنذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تبذل قطر جهودا متواصلة للضغط من أجل وقف العدوان على المدنيين في غزة، حتى أفضت تلك الجهود في النهاية إلى التوصل لاتفاق هدنة إنسانية يبدأ تنفيذه صباح الجمعة.

زر الذهاب إلى الأعلى