تقاريرهام

تهجير سكان غزة داخليا أو نحو سيناء.. هدف إسرائيلي يفشله صمود المقاومة والغزيين (تقرير)

تتعالى الأصوات محذرة من أن الاحتلال الإسرائيلي يدفع سكان غزة نحو تهجير داخلي من الشمال إلى الجنوب، وذلك بعد أن فشل في تهجيرهم إلى سيناء المصرية بسبب تمسك الغزاويين بأرضهم، لافتة إلى خطورة ما يخطط له الاحتلال بالتزامن مع اتفاق التهدئة الذي بدأ قبل يومين.

وكان اللافت للانتباه المناشير الورقية التي ألقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على سكان غزة، تطالبهم بعدم العودة إلى شمال قطاع غزة والبقاء في جنوب القطاع، بحجة أن منطقة شمال القطاع منطقة حرب خطيرة ويمنع التجول فيها، ومشددة على أن الرجوع إلى الشمال ممنوع وخطير جدا، حسب المناشير الورقية.

ورأى مراقبون أنه “من الواضح الآن أن الخطة تقوم على ترحيل الغزاويين من الشمال الى الجنوب، والاستيلاء على بيوتهم ومحالهم واراضيهم ومنعهم من العودة إليها، ثم تحويلها الى منطقة عسكرية عازلة”.

وأشاروا إلى أن “الخطة في البداية كانت تقوم على دفع الغزاوبين بقوة القصف والقتل العشوائي نحو رفح المصرية، وحينما عجزوا عن ذلك بسبب إصرار الفلسطينيين على التمسك بأرضهم، ثم رفض الجيش المصري ابتلاع الطلب، فعدلوها باتجاه تهجير داخلي من الشمال الى الجنوب، تمهيدا لترحيل ثاني يفرض عبر مراحل نحو مصر، وهذه المعركة القادمة التي يتوجب إفشالها”.

وفي هذا الصدد قال الحقوقي عبد الناصر حوشان لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “الكيان الصهيون وضع هدفا استراتيجيا له وهو فرض خطة شارون لسنة 2004 بتهجير سكان غزّة باتجاه سيناء، عبر استخدام كل وسائل الإبادة الجماعية من قتل وإيذاء جسدي وفرض أوضاع معيشيّة غير إنسانيّة عليهم ومنع العلاج والغذاء والماء وتدمير المنظومة الطبيّة، لدفعهم للبحث عن ملاذ آمن أو ملاذ طبي للعلاج، وبالطبع لن يكون في غزّة بسبب تدمير كل المشافي فيها”.

وأضاف أن الاحتلال “قبل بالهدنة على مضض لأنها انتصار للمقاومة، وبالتالي ستجعل نتنياهو وحكومة الحرب مهزومة أمام المستوطنين، وبالتالي محاسبته من قبلهم كما سيحاسب أمام المحاكم الدوليّة بجرائم حرب، أي أنه خسر مستقبله السياسي هو وحكومته، وهذا سبب رئيسي لعودته لممارسة العدوان من جديد بعد انقضاء مهلة الهدنة وتنفيذ الخطة  بكل وحشية وإجبار الفلسطينيين والمصريين للقبول بها كأمر واقع”.

وتابع أن “خطة شارون كانت تحتوي على أن يتم تهجير سكان غزة إلى سيناء على أن تعطي مصر مساحة 600 كم مربع بطول 20 كم وعرض 30 كم من أراضي سيناء، مقابل أن تعطي إسرائيل مساحة 200 كم مربع في صحراء النقب لمصر، لذلك فإن الأمور قابلة للتصعيد من جديد وبشكل عنيف جدا ما لم يكن هناك ضغوط جدية على الكيان”.

وكان اللافت للانتباه أيضا وباعتراف الصحف العبرية، أنه رغم تحذيرات قوات الاحتلال الإسرائيلي، فإن هناك العديد من التقارير عن عودة الفلسطينيين من جنوبي قطاع غزة إلى مناطق الشمال خلال فترة الهدنة.

ولفت ناشطون فلسطينيون إلى أنه رغم مرور 50 يوما على العدوان الإسرائيلي على غزة والذي كان هدفه التهجير، فإن أول شيء فعله سكان غزة مع بداية الهدنة المؤقتة هو الرجوع إلى بيوتهم من جنوب غزة إلى شمالها، بل والعالقين على معبر رفح في مصر عادوا إلى قطاع غزة، معبرين عن إشادتهم بالغزاويين بالقول “شعبنا جبار، وعدوّنا يعيش الوهم”.

من جهته، قال الصحفي الفلسطيني شادي اللباد لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “هذا أمر خطير جدا، فلديهم خطة لتفريغ غزة وتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الناس إلى سيناء، وبالتالي هذا تكملة لصفقة القرن التي لم يستطيعوا إكمالها في زمن الرئيس الأمريكي السابق ترامب، وهم يحاولون الآن وبهذه الطريقة استغلال الفرصة لضرب عصفورين بحجر واحد”.

وأكد أنه “منذ سنوات يعملون على هذه الفرصة ودفع الناس للتهجير، خاصة وأنهم دمروا المدارس والبنية التحتية حتى لا يبقى أي شيء للحياة لتعود الناس إليه”.

وأجمع عدد من الناشطين والمراقبين على أن القبول بالترحيل إلى الجنوب يعقبه ترحيل ثاني إلى صحراء سيناء لتضم إسرائيل قطاع غزة كاملا إلى أراضيها لاستكمال خريطة إسرائيل الكبرى وإتمام بعض من بنود صفقة القرن، في حين رأى آخرون أن هذه الخطة ستفشل لأن الاحتلال الإسرائيلي لن يستطيع أن يطيل البقاء في قطاع غزة ولا يستطيع أن يسيطر على الشمال بنسبة 100%.

وتفيد مصادر متطابقة من محللين وأكاديميين أن خطة إسرائيل تهدف إلى تقسيم قطاع غزة إلى قسمين منفصلين، وتقليل قدرة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” على إطلاق الصواريخ والدفاع عن القطاع.

ولفتوا إلى أن هذه الخطة تواجه مقاومة شديدة من الفلسطينيين، الذين يعتبرونها محاولة لتدمير وحدة وسيادة قطاع غزة، وتهجيرهم من أراضيهم.

والجمعة، دخلت الهدنة الإنسانية المؤقتة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية حيّز التنفيذ عند الساعة 07:00 بالتوقيت المحلي (05: 00 ت.غ) وتستمر 4 أيام قابلة للتمديد.

ويتضمن اتفاق الهدنة الإنسانية المؤقتة إطلاق 50 أسيراً إسرائيلياً من غزة، مقابل الإفراج عن 150 فلسطينياً من السجون الإسرائيلية، وإدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع.

زر الذهاب إلى الأعلى