إنها كبرى مدن إقليم الصحراء المغربية، تجمع بين الطابع الحضري وطابع التراث البدوي الصحراوي، الحاصلة على جائزة المدينة المستدامة والمرنة (المركز الثاني)، ضمن جوائز الدورة الرابعة عشرة لجائزة منظمة المدن العربية، التي تم إعلان نتائجها مؤخرا في مقر مؤسسة الجائزة في العاصمة القطرية الدوحة.
هي مدينة العيون، والتي تعتبر مركز جهة العيون الساقية الحمراء إحدى الجهات المعتمدة في المغرب، يسكنها أبناء القبائل الصحراوية التي تشكل ما يطلق عليه مجتمع البيضان أو المجتمع الحساني.
مدينة العيون هي حاضنة لأهم فروع القبائل الصحراوية مثل “الرقيبات” و”العروسيين” وآل الشيخ ماء العينين وغيرها، يبلغ عدد سكانها نحو ربع مليون نسمة.
ترجع المصادر التاريخية ظهور النواة الأولى لمدينة العيون إلى مرحلة الاستعمار الإسباني للصحراء المغربية، حيث تأسست عام 1928 قاعدة عسكرية إسبانية هناك كبرت حولها بعض مظاهر التمدن، وخلال خمسينيات القرن الماضي بدأ ظهور بعض المرافق والخدمات الأساسية لتلبية حاجيات الاستعمار.
ازدادت أهمية المنطقة مع نهاية أربعينيات القرن الماضي مع اكتشاف الفوسفات في منطقة بوكراع القريبة عام 1947.
وبعد خروج المستعمر الإسباني وبسط السيادة المغربية على إقليم الصحراء، عرفت مدينة العيون توسعا حضريا كبيرا ونموا عمرانيا ملحوظا جعلها مدينة حديثة جميلة منظمة حتى يومنا هذا.
تتميز المناطق المحيطة بمدينة العيون بثروات معدنية هامة، إلى جانب انتعاش حركة السياحة الصحراوية مع بناء فنادق كبرى وأسواق للمنتجات المحلية الصحراوية، فضلا عن السياحة البحرية على شاطئ “فم الوادي”.
تتوفر مدينة العيون على منشآت رياضية عصرية ورفيعة المستوى، ما أهلها لاحتضان العديد من البطولات الرياضية العالمية، إذ تنتشر ملاعب القرب في مختلف أحياء المدينة، ومن بين أهم المعالم الرياضية في المدينة هو القطب الرياضي حي المطار والذي شيد على مساحة ثلاث هكتارات ونصف، ويتضمن قاعة مغطاة تبلغ مساحتها 2600 متر مربع مجهزة بأحدث التقنيات، كما تتوفر المدينة على ملعب الشيخ محمد لغضف الذي يتسع لقرابة 30 ألف متفرج.
تحتضن العيون المكتبة البلدية، وهي مكتبة حديثة، أنجزت على مساحة 26 ألف متر مربع، وقد شيدت تشجيعا للثقافة والفن ولها العديد من المرافق، من قاعة للمؤتمرات، وقاعة للمطالعة، ومستودع للكتب، إلى نادي للصحافة، وآخر للإعلاميات وثالث للسينما وقاعة للعروض ومركز لإصلاح الكتب وآخر لتخزينها.
كما تضم المدينة مطار العيون الحسن الأول هو مطار دولي، إلى جانب شبكة حديثة منظمة من الطرقات المزينة بالأشجار، ويعتبر شارع مكة المكرمة في قلب المدينة من أهم الشوارع، ففيه يجتمع الأهالي لكثرة مقاهيه، ومحلاته التجارية الشهيرة، وهو أطول شارع في المدينة شُيد بطريقة عصرية، لا تتوقف الحركة فيه إلا في ساعات متأخرة من الليل.
ومطلع شهر تشرين الثاني/نوفمبر الجاي فازت مدينة العيون كبرى حواضر الصحراء المغربية بجائزة المدينة المستدامة والمرنة (المركز الثاني)، وذلك ضمن جوائز الدورة الرابعة عشرة لجائزة منظمة المدن العربية، التي تم إعلان نتائجها في مقر مؤسسة الجائزة في العاصمة القطرية الدوحة.
وأعلنت لجنة تحكيم جوائز الدورة الرابعة عشرة خلال مؤتمر صحفي، أن 11 مدينة تبارت على جائزة المدينة المستدامة والمرنة ليحصد المركز الأول: أمانة عمان الكبرى ـ مدينة عمان في المملكة الأردنية الهاشمية، والمركز الثاني: ولاية جهة العيون ـ مدينة العيون في المملكة المغربية، والمركز الثالث: محافظة ظفار ـ سلطنة عمان.
وأضافت اللجنة أنه في ما يخص جائزة التميز في التحول الإلكتروني والذكي والتي تقدمت لها ست مشاركات من مدن عربية مختلفة، فقد فازت بالمركز الأول بلدية الدوحة بقطر، وعاد المركز الثاني لأمانة عمان الكبرى في الأردن، فيما احتلت المركز الثالث المؤسسة العامة للإسكان والتطوير الحضري مدينة عمان في الأردن.
يذكر أن منظمة المدن العربية هي منظمة إقليمية عربية متخصصة في شؤون المدن والبلديات ومقرها الدائم في دولة الكويت، وتم تأسيسها في عام 1967 لدعم وتعزيز العمل العربي المشترك.
وتضم في عضويتها حاليا أكثر من 650 مدينة عربية، وتنبثق عنها سبع مؤسسات إقليمية تمثل الأذرع الفنية لتحقيق أهداف المنظمة.
اقرأ أيضا.. “العيون” المغربية تحتضن مؤتمرا للتشبيك بين الصحفيين والتضامن مع إعلاميي غزة (صور)