سياسةهام

السفيرة التركية في الكويت: الشيك على بياض من الغرب يدفع إسرائيل للإرهاب وجرائم الحرب في غزة

أكدت السفيرة التركية في الكويت طوبى نور سونمز، أنه “بعد 75 عاماً على نكبة 48، يواجه الفلسطينيون اليوم نكبة مماثلة من خلال جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي”، مشيرة إلى أن “ما فعلته إسرائيل منذ نحو الشهرين بحق فلسطينيي قطاع غزة يُعتبر مثالاً نمطياً للإرهاب”.

كلام نور سونمز جاء في مقابلة مع صحيفة “الجريدة” الكويتية، تم نشرها اليوم الجمعة.

وأكدت السفيرة التركية “رفض تركيا مناقشة الوضع بعد الحرب في غزة قبل وقف إطلاق النار”، لافتة إلى أن “إسرائيل تستخدم تكتيك التهجير القسري لتفريغ الأراضي الفلسطينية من سكانها، وتسهيل احتلالها.. ولكن غزة ملك لأهلها، وهذه أرضهم وجزء لا يتجزأ من فلسطين”.

وقالت “ما ألاحظه هو أن المناقشات حول التطورات الأخيرة في غزة غالباً ما تقتصر على أحداث ما بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، باعتماد البعض على الذاكرة القصيرة المدى، ومع ذلك، ترتبط هذه الأزمة ارتباطاً وثيقاً بالتطورات والعمليات التاريخية التي سبقت ذلك التاريخ، حيث ينبغي على المرء أن يأخذ في الاعتبار أن الفلسطينيين لم يكونوا يعيشون في حالة مثالية في السادس من تشرين الأول/أكتوبر الماضي والوقت الذي سبقه، فهناك عقود من الاحتلال الإسرائيلي، والاضطهاد، والحصار، والسجن خارج نطاق القضاء، والقتل العمد للمدنيين، وبناء المستوطنات غير القانونية، ساهمت مجتمعة في تعزيز بيئة تشكّل وصفة لكارثة”.

وأضافت السفيرة التركية “ما نشهده حالياً، هو عقاب جماعي على نطاق غير مسبوق على الشعب الفلسطيني، ومأساة إنسانية خطيرة ذات أبعاد كبيرة.. لقد وقع العديد من سكان غزة بالفعل ضحية النكبة عام 1948، ويواجهون عام 2023، أي بعد نحو 75 عاماً، كارثة مماثلة”.

وشددت أن “هذه الأزمة تشكّل خطراً جدياً بالامتداد إلى منطقتنا، ولهذا السبب أكد رئيسنا رجب طيب أردوغان في مناسبات عدة أنه لا يمكن ضمان الأمن الإقليمي من دون إيجاد حل عملي للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي”.

وحول الموافق التركية، قالت نور سونمز “ومنذ البداية، دأبت تركيا على الدعوة إلى تحقيق المتطلبات الأساسية للسلام، وهي على وجه التحديد وقف فوري لإطلاق النار، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وحصار غزة، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة بالكامل على أساس حدود عام 1967، وأي اقتراح سلام لا يلبي هذه الشروط يعني استمرار هذا الوضع الراهن الخطير.. واقترحنا أيضاً صيغة الضامن في الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وتتطلّب هذه الصيغة مشاركة دول متعدّدة، بما في ذلك تركيا، للعمل كضامنين فور توصّل الطرفين إلى اتفاق، مع مسؤولية ضمان تنفيذه”.

وذكّرت السفيرة التركية بمواقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “الذي وصف إسرائيل أنها دولة إرهابية ترتكب جرائم حرب وتنتهك القانون الدولي، وشدد في الوقت نفسه أن (حماس) حزب سياسي وليست منظمة إرهابية.. ويمكن تعريف الإرهاب ببساطة على أنه استخدام العنف لتحقيق أهداف سياسية، وإسرائيل هي التي استخدمت العنف أداة رئيسية لتحقيق هدف سياسي مروّع ألا وهو ترويع الشعب الفلسطيني وترهيبه لتقويض مقاومته للاحتلال”.

وتابعت “من دون أموال دافعي الضرائب الغربيين لم تكن إسرائيل لتتمكن من قتل طفل كل 10 دقائق بلا عقاب وفي الوقت الراهن، تجاوز الوضع في غزة نقطة الأزمة، وقد بلغت الإجراءات الإسرائيلية حد جرائم الحرب”.

وأكدت أن “الاستهداف العشوائي وغير المتناسب للمدنيين، وقصف المستشفيات والمساجد والكنائس، إلى جانب التهجير القسري لنحو مليوني شخص إلى ما يسمى بالمناطق الآمنة، حيث يعانون القصف، وقطع الإمدادات الأساسية، والعقاب الجماعي لجميع السكان، كلها تشكّل جرائم حرب بموجب مفهوم القانون الدولي”.

وأضافت “والأمر اللافت للنظر هو أننا في عام 2023 نشهد استخدام الغذاء سلاحاً في الحرب، واستخدام المجاعة شكلاً من أشكال العقاب، ومن الأهمية بمكان الاعتراف بهذه الأفعال باعتبارها انتهاكات للقانون الدولي.. وأخيراً، نحن لسنا ملزمين بقبول المسميات والتصنيفات التي تفرضها علينا الدول الأخرى، كما نرفض مناقشة الوضع في غزة بعد الحرب قبل وقف إطلاق النار”.

وجددت السفيرة التركية في الكويت موقف تركيا أن “التهجير القسري للأشخاص محظور بشكل صارم بموجب القانون الإنساني الدولي.. وقد استخدمت إسرائيل هذا التكتيك لتفريغ الأراضي الفلسطينية من سكانها، وتسهيل احتلالها”.

وشددت أن “منع تهجير الناس في غزة هو من صميم جهودنا الدبلوماسية الدؤوبة.. لقد رفضت العديد من الدول بشدة الهجرة القسرية للشعب الفلسطيني، فغزة ملك لأهلها، هذه أرضهم وجزء لا يتجزأ من فلسطين.. وغزة جزء لا يتجزأ من فلسطين”.

وحول مواقف الدول الغربية بالتزام الصمت التام في مواجهة الوحشية الإسرائيلية في قطاع غزة، قالت السفيرة التركية إن “(الشيك على بياض) والدعم المادي من الدول الغربية يشكّل الوقود الأغلى لآلة الحرب الإسرائيلية.. ولولا الصمت الغربي، لما كان لإسرائيل أن تطلق يدها لارتكاب هذه الفظائع، ومن دون أموال دافعي الضرائب الغربيين، لم تكن إسرائيل لتتمكن من قتل طفل كل 10 دقائق بلا عقاب.. ومع ذلك، فإن هذا المعيار المزدوج يؤدي بالتأكيد إلى تآكل شرعية ومكانة العديد من الدول الغربية في جميع أنحاء العالم”.

وختم السفيرة التركية مؤكدة أن “الحرب تُشكّل خطراً جدياً بالامتداد إلى منطقتنا، ولا يمكن ضمان الأمن الإقليمي من دون حل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وإضافة إلى ذلك، أثبت هذا العدوان أنه لا يحظى بشعبية كبيرة بين الشعوب الغربية، التي نزلت بشجاعة إلى الشوارع للتعبير عن رفضها لدعم حكوماتها غير المشروط لإسرائيل”.

ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تواصل إسرائيل شن عدوان مكثفة على المدنيين في قطاع غزة، مخلفة آلاف الشهداء والجرحى، إلى جانب تعمدها قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية.

وردا على اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، أطلقت “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري حيث اقتحمت في بدايتها مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية في غلاف قطاع غزة محققة نتائج ملموسة.

وكالة أنباء تركيا

وكالة إخباريــة تركيــة ناطقــة باللغــة العربيــة.
زر الذهاب إلى الأعلى