شن رواد منصة التواصل الاجتماعي “إكس”، هجوما غير مسبوق على مسؤولة أمريكية تحدثت بأكاذيب ومزاعم وادعاءات استهدفت بها حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.
ومن تلك الأكاذيب، بحسب وصف ناشطين ورواد منصة “إكس”، ما جاء على لسان نائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن، والتي تدعى كاملا هاريس، حيث زعمت قائلة بحسب ما نقلت عنها الخارجية الأمريكية “لقد رأينا تقارير مروعة عن اعتداءات جنسية ارتكبتها حماس يوم 7 أكتوبر، إنه أمر مستهجن ويجب إدانته، لا يجوز أبداً استخدام الاغتصاب كسلاح في الحرب”.
وأضافت زاعمة “لقد أمضيت حياتي المهنية أعمل من أجل حماية النساء والفتيات من جرائم العنف الجنسي البشعة، وسأواصل القيام بذلك”.
وعلى الفور سارع الناشطون الفلسطينيون ومن جنسيات عربية أخرى للردّ على أكاذيب المسؤولة الأمريكية، إذ رد عليها أحد المغردين قائلا “اغتصاب النساء أو التحرش بهن لا يمارسه إنسان صاحب خُلق ودين، بل يمارسه المنحطون أمثالكم، أما عناصر المقاومة الإسلامية، فأصحاب خٌلق ودين، لذا، فإن إلصاق تهمة الاغتصاب بالمقاومين لا يقبلها عقل ولا منطق، الأمر الذي يعني أنكم كاذبون وسفلة”.
اغتصاب النساء أو التحرش بهن لا يمارسه إنسان صاحب خُلق ودين، بل يمارسه المنحطون أمثالكم.. أما عناصر المقاومة الإسلامية، فأصحاب خٌلق ودين..
لذا، فإن إلصاق تهمة الاغتصاب بالمقاومين لا يقبلها عقل ولا منطق، الأمر الذي يعني أنكم كاذبون وسفلة!
وإليكم هذا التقرير اللطيف الظريف 👇… pic.twitter.com/lBAtzBGI81— أحمد عبد العزيز (@AAAzizMisr) December 8, 2023
ورد مغرد آخر على الكذب الأمريكي الذي يستهدف “حماس” قائلا “هذا كذب وافتراء، حماس دينهم يمنعهم أن يلمسوا أنثى، وطهارتهم تمنعهم من ملامسة من هنّ نجس ورجس، وصحتهم تمنعهم من معاشرة ممن يحملن الامراض الجنسية، وأخلاقهم تمنعهم من الاعتداء على النساء”.
أن هذا كذذذذب وافتراء
فحماس دينهم يمنعهم أن يلمسوا أنثى، وطهارتهم تمنعهم من ملامسة من هنّ نجس ورجس، وصحتهم تمنعهم من معاشرة ممن يحملن الامراض الجنسية، وأخلاقهم تمنعهم من الاعتداء على النساء
وإذا تريدون دليل فهذا الدليل الذي يفضح أكاذيبكم👇https://t.co/iehfjrWo1I— د.حمود النوفلي (@hamoodalnoofli) December 8, 2023
وخاطب آخرون الإدارة الأمريكية ومسؤوليها، مطالبين إياهم بأن يأتوا بدليل واحد يثبت صحة تلك الأكاذيب التي تستهدف حركة المقاومة “حماس”، مشيرين إلى أن “الإدارة الأمريكية طرف في الصراع وأي رواية منها مكذوبة”.
نتحداكم ان تأتوا بشريط فيديو واحد يثبت ما تقولون!.
— 🇶🇦 جسّاس (@jassas_qtr) December 8, 2023
ويؤكد محللون أن “الولايات المتحدة تتبع سياسة متحيزة لإسرائيل وتتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني ومطالبه المشروعة”، لافتين إلى أنه “لا يمكن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي دون الاعتراف بحماس كجزء لا يتجزأ من الشريحة الفلسطينية، ودون الضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان والاحتلال والعدوان”، وفق تعبيرهم.
لكم تاريخ طوووووويل بالكذب ….. ولم أتوقع أن تكون والولايات المتحدة الأمريكية تحت الإستعمار الإسرائيلي ومنقادة لهذه الدرجة لنشر البروغبندا الصهيونية….. أتمنى أن يتمكن الشعب الأمريكي أن يحرر وطنه من السيطرة الصهيونية. pic.twitter.com/WVC2QodNal
— دهمه الحجايا (@DEHMA1984) December 8, 2023
ولفت مغردون آخرون إلى أن أمريكا تحاول تشويه صورة المقاومة الفلسطينية، ومن أجل ذلك تختلق الأكاذيب خاصة بعد أن أزعجتهم وأربكتهم طريقة تعامل المقاومة مع الأسرى الإسرائيليين.
لقد أربكهم وأوجعهم طريقة وداع الأسيرات لعناصر القسام، فاخترعوا هذه الفرية لمحاولة تشويههم، وفاتهم أن هؤلاء الأسيرات الممنوعات من الحديث للإعلام؛ شاهدات أيضا على أحداث السابع من أكتوبر، وطريقة وداعهم هي إدلاء بشهادتهم في هذا الأمر ودحض لهذه الفرية.
— عبدالحميد الشرقاوي (@asharkawi2000) December 8, 2023
وأكد البعض الآخر أن كلام المسؤولة الأمريكية يؤكد أن اختصاصهم “الكذب العالمي”، مستذكرين الكذب الأمريكي عند احتلال أمريكا للعراق بحجة امتلاكها أسلحة نووية، مضيفين أنه “لا يوجد أي تأكيد أو صور بل كلام موجه من أجل الاستهلاك الإعلامي والتعاطف الدولي”، في سياق دفاعهم عن “حماس”.
لا يوجد أي تاكيد أو صور بل كلام موجه من أجل الاستهلاك الإعلامي والتعاطف الدولي
— عصام الزبير بعد الحدف (@sam_alhdf) December 8, 2023
الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني، محمد القيق قال لـ “وكالة أنباء تركيا”، “واضح أن المسؤولة الأمريكية (كاملا هارس) لم تقرأ جيدا تقارير الاستخبارات الأمريكية العسكرية حول ما جرى في سجن أبو غريب من اعتداء جنسي على الأسرى والأسيرات العراقيات، وكذلك ما جرى في أفغانستان وما جرى في داخل المنازل أثناء الاجتياح للعراق من قبل الجنود واغتصاب الأطفال والنساء أمام أعين أهاليهم”.
وتابع “بالإضافة إلى ذلك، واضح أنها لم تقرأ جيدا عن التقارير في داخل الجيش الإسرائيلي عن اغتصاب المجندات وحالة الارتفاع الحاد في 2022 في صفوف المجندات اللواتي تعرضنَ للاغتصاب في الجيش الإسرائيلي، وأتمنى منكم في موقعكم وقناتكم ووسيلة إعلامكم أن تذهبوا للتقارير الصادرة عن الجيش في هذا الشأن”.
وزاد قائلاً “لذلك هذه الادعاءات إضافة للادعاءات الأخرى، سواء سلاح الدمار الشامل في العراق وسواء في ملف قطع الرؤوس في 7 أكتوبر، أو في ملف القاعدة في أفغانستان، كلها معادلات أمريكية تسّوق في داخل الرأي العام الأمريكي لمنهجية العمل العسكري وفرض المعادلة والسيطرة والهيمنة”.
وأشار إلى أن “الجديد في ذلك، أن الشعب الأمريكي وشعب الأمريكي والغربي بشكل عام، لم يعد يسمع للرواية الرسمية والإعلام الرسمي وبات لديه في السوشل ميديا معادلات وقنوات تصله للحقيقة بمصداقية المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني، حيث أظهرت الحقيقة وكشفت الفضائح الإسرائيلية وليست الفضائح التي يحاولون ادعائها، لذلك ما في جعبتهم هو إدانة لهم إن كانوا يعلمون”.
ولفت أكاديميون إلى أن هناك العديد من العوامل التي تساهم في تشويه الحقيقة وترويج الأكاذيب ضد المقاومة الفلسطينية من قبل أمريكا، ومنها أن “الولايات المتحدة حليف قوي لإسرائيل، وتدعم سياسة إسرائيل في الشرق الأوسط، حيث تتضمن هذه السياسة احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، وبناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، كما تسعى الولايات المتحدة إلى تبرير هذه السياسة من خلال الترويج للأكاذيب حول المقاومة الفلسطينية، مثل أنهم إرهابيون أو أنهم لا يريدون السلام”.
كما أن هناك “أسباب أيديولوجية وراء ترويج الولايات المتحدة للأكاذيب ضد الفلسطينيين، حيث تعتقد أمريكا أن إسرائيل هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وأنها شريك مهم في محاربة الإرهاب، لذا تروج للأكاذيب حول المقاومة الفلسطينية لتبرير دعمها لإسرائيل، ولتمكينها من مواصلة سيطرتها على الأراضي الفلسطينية”.
من جهته، قال المحلل السياسي مأمون سيد عيسى لـ “وكالة أنباء تركيا”، إن “جماعات الضغط في الولايات المتحدة وأهمها كارتلات المال واللوبي الصهيوني، تسيطر سيطرة تامة على وسائل الإعلام العالمية، وتبدو جماعات الضغط في يومنا هذا في حالة قوة استثنائية، وهي تغير الحقائق بل تقلبها رأسا على عقب، فكل ما تفعله إسرائيل من مجازر وتدمير للمدن والقرى في فلسطين لا يعتبرونه إرهاباً، بل يعتبروا احتجاز بضع إسرائيليين هم ليسوا مدنيين فهم يُجندوا بالجيش الإسرائيلي في أي وقت يتم الطلب منهم الالتحاق بالجيش الإسرائيلي، في حين تقوم وسائل الإعلام بفبركة حوادث الاغتصاب ضمن ذلك السياق”.
وضرب ناشطون بعض الأمثلة على كيفية استخدام الولايات المتحدة للأكاذيب ضد المقاومة الفلسطينية والفلسطينيين ومنها: استخدمت الولايات المتحدة الأكاذيب لتبرير دعمها للحرب الإسرائيلية على غزة عام 2009، واستخدمت الولايات المتحدة الأكاذيب لتبرير دعمها لبناء الجدار الإسرائيلي في الضفة الغربية، وتستخدم الولايات المتحدة الأكاذيب لتبرير دعمها للاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة، لافتين إلى أن هذه الأكاذيب التي تروج لها الولايات المتحدة ضد المقاومة الفلسطينية تؤدي إلى عواقب وخيمة، فهي تساهم في استمرار الاحتلال الإسرائيلي، وتحرم الفلسطينيين من حقوقهم، وتخلق بيئة من الكراهية والعنف.