سلّطت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، الضوء على ما يجري في غزة، مشيرة إلى أن ممثلي العدالة في العالم يتجاهلون القيم الإنسانية في غزة، في وقت يجب أن تأخذ العدالة معناها الحقيقي عندما تهيمن على جميع مجالات الحياة.
واستهلت خطبة الجمعة بقوله تعالى “يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ۖ ولا يجرمنكم شنآن قوم علىٰ ألاتعدلوا ۚ اعدلوا هو أقرب للتقوىٰ ۖ واتقوا الله ۚ إن الله خبير بما تعملون”، وبقوله صلى الله عليه وسلم “إن المقسطين عند اللهعلى منابر من نور على يمين الرحمن…”.
وجاء فيها أن “العدل هو اسم من أسماء الله الحسنى. وربنا عز وجل هو صاحب العدل المطلق. والمصدر الوحيد للعدالة. فهو الذي يعامل جميع المخلوقات بالعدل”، مضيفة أن “العدالة هي القيمة الأساسية التي تنهض بالمجتمع. والعدالة هي صوتالضمير. وضمانة السلام وأساس الثقة. العدالة هي إعطاء كل ذي حق حقه وهي نصرة الحق حتى لو كانت ضدنا. وهذايعني الوقوف دائما إلى جانب الحق”.
وتابعت “تجد العدالة معناها الحقيقي عندما تهيمن على جميع مجالات الحياة، وعلى المؤمن قبل كل شيء أن يراعي العدلتجاه أهله، بأن يعامل والديه وزوجه وأولاده بالرحمة والرأفة والإحسان. وأن لا يقول لهم كلاما سيئا أو يكسر قلوبهم باتباعأمر نبينا صلى الله عليه وسلم (اعدلوا بين أبنائكم)، لذا لا ينبغي للمرء أن يميز بين أبنائه بأي شكل من الأشكال”.
وأشارت إلى أن “على المؤمن أن يكون عادلا مع من هم تحت مسؤوليته ويجب أن يحمي حقوقهم، ولا ينبغي أن يتجاهلتعبهم وعرق جبينهم. ولا ينبغي للمؤمن أن يترك العدل في عمله”، لافتة إلى قوله تعالى “وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسرواالميزان”.
وأوضحت أنه “يجب على المرء أن يلتزم بالتحذير الإلهي. ولا ينبغي له أن يخدع أحدا أو يلوث معيشته بالحرام، كما ينبغيللمؤمن أيضا أن يراعي العدل في علاقاته الاجتماعية، وينبغي أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه. وأن لا يؤذي أحدا بيده أوبلسانه”.
وزادت أنه “اليوم، يدعي الظالمون الذين يذبحون الأبرياء، رجالا ونساء وأطفالا وشيوخا، أنهم ممثلو العدالة في الأرض. وكما رأينا المثال الأخير في فلسطين وغزة، فإنهم يجعلون البلدات والمدن والدول غير صالحة للسكن تحت شعار (سنكفلالعدالة في العالم)”.
ولفتت إلى أن هؤلاء “يتجاهلون جميع القيم الإنسانية والأخلاقية من أجل مصالحهم الخاصة، وإنهم يتسببون في الكثير منالألم والدموع بسبب الفظائع التي لا توصف التي ارتكبوها، والصراع الكبير والأذى الذي تسببوا فيه”.
ومضت موضحة أن ربنا القدير يعلمنا على هؤلاء الظالمين الذين يعطلون نظام الأرض على النحو التالي “وإذا قيل لهم لاتفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون .ألا إنهم هم المفسدون ولٰكن لا يشعرون”.
وأكدت أنه “لا ينبغي أن ننسى أن اليوم، كما في الماضي، سيتم تأسيس العدالة على الأرض من قبل المؤمنين المخلصينللإسلام، ولنحرص فقط على أن نسعى جاهدين للوفاء بمسؤولياتنا من أجل استعادة العدالة المفقودة لعالمنا”.
وأضافت “دعونا نترصد الحق في جميع مجالات حياتنا، ودعونا لا نتردد عن قول الحقيقة، وأن نقف ضد الظالم، إلى جانبالمظلوم، بغض النظر ممن يأتي، أو بغض النظر عمن يستهدف، ولنبقي آمالنا حية للمستقبل. ونرجو ألا نفقد الإيمان بأنالعدالة الإلهية ستظهر بالتأكيد”.
وختمت الخطبة بقوله تعالى “ونضع الموٰزين القسط ليوم القيٰمة فلا تظلم نفسۭ شئۭا ۖ وإن كان مثقال حبةۢ من خردل أتينا بها ۗ وكفىٰ بنا حٰسبين”.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تواصل إسرائيل شن عدوان مكثفة على المدنيين في قطاع غزة، مخلفة آلاف الشهداء والجرحى، إلى جانب تعمدها قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية.
وردا على اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، أطلقت “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري حيث اقتحمت في بدايتها مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية في غلاف قطاع غزة محققة نتائج ملموسة.