تقاريرهام

الاحتلال الإسرائيلي في غزة.. سياسة تهجير واضحة مدعومة بصمت إقليمي ودولي (تقرير)

تتعالى الأصوات منددة بإصرار دولة الاحتلال الإسرائيلي على تهجير سكان غزة، معتمدة في ذلك على ممارسة سياسة التجويع بحق الأهالي هناك، وسط مطالبات بتحرك عربي للضغط ووقف هذه السياسة العدوانية من الاحتلال.

وقال الكاتب السياسي الفلسطيني، إبراهيم المدهون في منشور مطولة نشره على حسابه في منصة “أكس”، إن “الاحتلال الإسرائيلي مازال يصر على سياسة التهجير، واليوم هناك مئات آلاف المواطنين في مدينة رفح وبالقرب من المعبر والحدود المصرية، والازدحام في مدينة رفح لم يشهد له مثيل، فالناس في الشوارع ليل نهار بازدحام شديد، والعدو ما زال يدفع المواطنين للنزوح جنوبا”.

وأشار المدهون إلى أن “ترك شعبنا للتجويع والتركيع والقتل دون تدخل عربي وأمام صمت مطبق، يساعد في حد ذاته بعملية نزوح كبيرة نحو الأراضي المصرية، حيث يتبع الاحتلال الإسرائيلي بغزة اليوم سياسة الخوف والجوع ونقص مستلزمات الحياة، مع الازدحام في رفح وبعض البلدات، كتهيئة وانضاج لحظة التهجير”.

وأكد على “ضرورة تسارع الخطوات العملية لوقف كارثة تهجير جزء كبير من النازحين لسيناء، وفرضها كأمر واقع، يصعب بعدذلك معالجتها”.

ونبّه مراقبون إلى أن “خطة الاسرائيلي واضحة وهي الإبادة أو التهجير، ولهذا هو يقصف كل معالم الحياة”، مشيرين إلى أنه “يجب الآن على القوى الفلسطينية أن تتحد لأخذ استراتيجية واضحة لمنع تهجير الفلسطينيين، أو التهديد بالإبادة، فالإسرائيلي إذا  استولى على شبر واحد من غزة سيعلن انتصاره وأنه توسع على حساب الشعب الفلسطيني”.

وتتمثل سياسة التهجير الإسرائيلية بهدم المنازل الفلسطينية، ومنع الفلسطينيين من البناء في أراضيهم، وفرض قيود على حركة الفلسطينيين، ومنع سفرهم، ومصادرة أراضيهم.

كما تتمثل سياسة تجويع الأهالي الفلسطينيين من خلال فرض الحصار على قطاع غزة، ومنع دخول البضائع الغذائية والأدوية، ومنع تصدير المنتجات الفلسطينية.

وقال الصحفي اليمني صدام الحريبي لـ”وكالة أنباء تركيا”، إنه “لا يمكن التعويل نهائيا مهما كانت الظروف على التحرّك العربي من قبل غالبية الأنظمة على الأقل حاليا، وبالتالي فلا تعويل، إلا في حال خرجت الشعوب في ثورات عارمة، حينها سيخاف الصهاينة والغرب وسيوقفون هذا الإجرام، أو ستأتي أنظمة جديدة تسحب الصهاينة على أنوفهممن غزة وغيرها”.

وأضاف الحريبي “أما بالنسبة للتهجير والاحتلال، فسيستمر ما دام هناك صمت وخيانة عربية، وسيتمادى الكيان الصهيوني أكثر في ممارسة ذلك، ولن يخاف من أحد في ظل الصمت والتوقّف، ولن يلتزم بأي اتفاق، فهو يرى نفسه الأقوى الذي لا يستطيع أحد إيقافه طالما تقف خلفه دول عالمية ومؤسسات ومنظمات وشخصيات، وطالما صمت العرب مستمر”.

أما المحلل السياسي مأمون سيد عيسى، فقال لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “غزة تتعرض اليوم لعدوان بربري ليس له مثيل في التاريخ المعاصر، إذ لم يترك الكيان الإسرائيلي سلاحا فتاكا لم يستخدمه في سياسة الأرض المحروقة تجاه غزة، ولم يترك  شكلا من انتهاك حقوق الإنسان إلا وقام به في ارتكابه جريمة التغيير الديمغرافي الممنهجة، مستغلا صمت المجتمع الدولي عن ما يحدث، ما عدا بعض الدول المؤيدة للقضية الفلسطينية ومنها تركيا، حيث يستخدم الكيان الإسرائيلي سلاح القتل والحصار والجوع لتحقيق مخططاته”.

وتابع “لقد أجبر الكيان الإسرائيلي المدنيين الفلسطينيين على المغادرة إلى أقصى جنوبي القطاع، مما أدى إلى اكتظاظ كبير في مدينة رفح الحدودية مع مصر، حيث اتهم المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إسرائيل، بتمهيد الطريق لطرد سكان قطاع غزة جماعيا إلى مصر عبر الحدود، وهذا ما يجب التصدي له بقوة، لأن تجارب التهجير الجماعي عبر التاريخ تبين لنا أن من يخرج من بيته في تهجير قسري لا يعود إليه”.

وحذّر أكاديميون من أن “سياسة التهجير القسري هي سياسة ظالمة ووحشية، تستهدف تهجير السكان من ديارهم قسراً، دون حقهمفي العودة. وقد استخدمت هذه السياسة على مر التاريخ، وكانت لها آثار مدمرة على المجتمعات والأفراد”.

ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي شن عدوان مكثفة على المدنيين في قطاع غزة، مخلفا آلاف الشهداء والجرحى، إلى جانب تعمده قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية.

وردا على اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، أطلقت “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي حيث اقتحمت في بدايتها مستوطنات ومواقع عسكرية للاحتلال الإسرائيلي في غلاف قطاع غزة محققة نتائج ملموسة.

زر الذهاب إلى الأعلى