
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، يشهد قطاع غزة عدوانا يشنه الاحتلال الإسرائيلي، ضمنه توغل بري في القطاع، حيث تتصدى المقاومة الفلسطينية للقوات المتوغلة التي بات الكثير من أفرادها يعانون من اضطرابات نفسية وعاطفية، تتجلى في الكوابيس والوسواس والاكتئاب والقلق والصدمة، وذلك نتيجة قوة التصدي والمقاومة.
ووفقا لتقارير إسرائيلية، فإن بعض جنود الاحتلال الإسرائيلي يعيشون في حالة من الخوف والهلع، ويستيقظون من نومهم بعد رؤية مشاهد مروعة من الحرب في منامهم، مثل قتل الأطفال والنساء والمدنيين، وتدمير البنية التحتية والمنازل والمساجد، ومواجهة المقاومة الفلسطينية الشرسة.
وأضافت التقارير أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي لم تقدم الدعم الكافي للجنود العائدين من الحرب، وتجاهلت معاناتهم وحاجتهم إلى العلاج النفسي والاجتماعي، ما زاد من حالة الإحباط واليأس لديهم.
الكوابيس
تطارد جنود الاحتلال العائدين من #غزة ..#طوفان_الأقصى #غزة_مقبرة_الغزاة #غزة_تقاوم #غزة_العزة pic.twitter.com/67rGH1Ehsq— جابر الحرمي (@jaberalharmi) December 27, 2023
ويشير خبراء نفسيون إلى أن الكوابيس التي تصيب الجنود هي علامة على الإصابة بمتلازمة ما بعد الصدمة، والتي تحتاج إلى تدخل علاجي متخصص، وإلا فإنها قد تؤدي إلى مشاكل أخطر، مثل الانتحار أو العنف أو الإدمان.
ويؤكد مراقبون تعقيباً على الحالة النفسية لقوات الاحتلال الإسرائيلي بسبب العدوان على غزة، أن “الكوابيس دائما تطارد القتلة والمخربين”، في إشارة إلى حجم الإجرام الذي ارتكبته وما تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق سكان غزة.
وحول ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد العربي لـ”وكالة أنباء تركيا”، إنه “لم يكن يتصور الصهاينة ولا في كوابيسهم أنيتم الهجوم عليهم من المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والآن وبعد مضي نحو 3 أشهر مازالت المقاومة الفلسطينية في غزة تذيق الصهاينة من الويلات، حيث تم تدمير نحو ألف من الدبابات والمركبات، وتم قتل ما يزيد عن 500 ضابط وجندي من الصهاينة والعدد بازدياد، في حين أن مطالب المقاومة تزداد تشددا مستندة على نجاحاتها، فقد رفضت المناقشة بتبادل الأسرى قبل إيقاف الحرب الوحشية على غزة”.
وأضاف “نعم أكثر من 20 ألف شهيد فلسطيني وأكثر من 50 ألف جريح، إضافة إلى تدمير أغلب قطاع غزة وتشريد أغلب أهله، وهذا ثمن باهظ لكنه سيكون بداية نهاية الظلم على الفلسطينيين في الضفة والقطاع، وستولد الدولة الفلسطينية من رماد ومقاومة غزة، وستبدأ نهاية الكيان الصهيوني أيضاً”.
وتعد الكوابيس من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً بين الجنود العائدين من مناطق النزاع، ويمكن أن تستمر الكوابيس لأشهر أو حتى سنوات بعد انتهاء الحرب، وتؤدي الكوابيس إلى مشاكل نفسية عديدة، منها الأرق والاكتئاب والقلق، بالإضافة إلى الشعور بالذنب والندم.
من جهته، قال الصحفي الأذري روفيز حافظ أوغلو لـ”وكالة أنباء تركيا”، “أحمد الله وأشكره على أن الكوابيس تطارد جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين يرجعون من غزة، ولا شك أن جيش الاحتلال لن يستطيع رغم الخسائر الكبيرة بين المدنيين في غزة الانتصار عليهم، ولن يستطيع الاحتلال التخلص من (حماس)، لأنها مقاومة حقيقية إسلامية عربية شعبية بعيدة عن التطبيع مع إسرائيل”.
وأضاف “القضية الفلسطينية ليست فقط قضية إسلامية وإنما قضية إنسانية، وإسرائيل لن تستطيع أن تسيطر على غزة وهي لن تستطيع أن تتخلص من (حماس) كما ذكرت، لأن (حماس) أصبحت فكرة مقاومة كاملة ليس فقط في فلسطين أو في غزة كاملة، وإنما في جميع أطراف العالم الإسلامي”.
وقبل أيام، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن جندياً إسرائيلياً كان في إجازة بعد قضاء أسابيع في القتال في غزة، استيقظ من كابوس مخيف وأطلق نار بندقيته، مصيبا عدة جنود كانوا نائمين في نفس الغرفة.
وفي سياق متصل، ينتشر مرض جديد في إسرائيل اسمه “هوس الأنفاق”، حيث ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن المجلس المحلي في مستوطنة بيت حيفر في الضفة الغربية أمر بتنفيذ مزيد من البحث عن أنفاق محتملة بعد بلاغ السكان عن سماع أصوات حفر تحت منازلهم وخوفهم من خروج المسلحين الفلسطينيين لهم من الأنفاق، ورغم أن هذه الشكاوى بدأت قبل 18 شهرا لكن الرعب ازداد بعد عملية “طوفان الأقصى”، حيث بدأت تنتشر أمراض نفسية وعصبية كثيرة لم تكن موجودة في المجتمع الإسرائيلي على رأسها “هوس الأنفاق”.
مرض جديد ينتشر في اسرائيل اسمه"هوس الانفاق " فقد ذكرت صحيفة "تايمز اوف اسرائيل" أن المجلس المحلي في مستوطنة بيت حيفر في الضفة الغربية قد أمر بتنفيذ مزيد من البحث عن أنفاق محتملة بعد بلاغ السكان عن سماع أصوات حفر تحت منازلهم وخوفهم من خروج المسلحين الفلسطينيين لهم من الأنفاق،ورغم… pic.twitter.com/WKoI3YPVkz
— A Mansour أحمد منصور (@amansouraja) December 28, 2023
ووسط كل ذلك، يؤكد المراقبون أنه لا يمكن لجنود الاحتلال الإسرائيلي أن يهربوا من جرائمهم في غزة، فهم مسؤولون عن دماء الأبرياء والدمار الذي خلفوه، وعليهم أن يواجهوا العدالة الدولية والإنسانية.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي شن عدوان مكثفة على المدنيين في قطاع غزة، مخلفا آلاف الشهداء والجرحى، إلى جانب تعمده قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية.
وردا على اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، أطلقت “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي حيث اقتحمت في بدايتها مستوطنات ومواقع عسكرية للاحتلال الإسرائيلي في غلاف قطاع غزة محققة نتائج ملموسة.