ثقافة وفنهام

معرض “فلسطين إلى الأبد” في إسطنبول.. فن يروي صمود الشعب الفلسطيني (تقرير)

في قلب إسطنبول التركية، تنبض قصة فنية تحمل بين طياتها أصداء مأساة الشعب الفلسطيني وما تتعرض له غزة من عدوان على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، ضمن معرض فني حمل عنوان “فلسطين إلى الأبد” أو “فلسطين دائماً”، والذي يضم لوحات تشكيلية تخطت حدود الألوان والأشكال لتروي قصة العدالة والمعاناة.

6 فنانين هم: علاء اللقطة، أسامة حجاج، أمجد رسمي، محمد سباعنة، وناصر الجعفري، جنباً إلى جنب مع الفنان التركي حسين أونلو، نقلوا الألوان والخيال إلى لوحاتهم التي تروي حياة وألم الفلسطينيين بكل تفاصيلها، وكان كل واحد منهم يحمل قصة شخصية مختلفة، بعد أن اجتمعوا تحت سقف واحد ليرووا حكاية الظلم الإسرائيلي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني.

وقال محمد سباعنة، رسام كاريكاتير وأستاذ في الجامعة العربية الأمريكية لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “قيمة  هذه الأنشطة الثقافية وكما اصطلح عليه (القوى الناعمة) وهو المسمى الذي اصطلح عليه رغم عدم اتفاقي معه، تكمن في نقد الرواية الإسرائيلية، حيث يسعى المستعمر وبشكل دائم إلى شيطنة الشعوب الأصلية وهذا الذي صرح به وزير الحرب الإسرائيلي بالقول (إننا نحارب حيوانات بشرية)”.

وأضاف أن “استخدام الفن والثقافة كأداة لنقل الرواية الفلسطينية يهدم البروباغندا الإسرائيلية، ويؤكد أن لهذا الشعب إرث حضاريووجود فني كما لنضاله وجود”.

ومن يتجول في معرض “فلسطين إلى الأبد” يلاحظ أن لكل لوحة قصة تنبض بالحياة من خلال 70 عملاً فنياً تحمل رسائلا لصمود والأمل، من رسوم الكاريكاتير التي تعكس الواقع بروح فكاهية، إلى اللوحات الزيتية التي تنبض بالألوان والعواطف، يروي كل فنان جزءًا من تلك الحكاية المؤلمة.

وحول ذلك، قال الفنان الفلسطيني نضال لقان لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “المعارض الفنية خارج الوطن هي أداة ملهمة لتوصيل إحساس ومشاعر الإنسان الفلسطيني، فمن خلال اللوحات تترجم المشاعر بلغة سفنها الجميع لغة لا تحتاج ترجمة، فاليوم الفن أصبح أداة قوية مؤثرة بكل الأدوات فهي تنقل الصورة بشكل فني أكثر تعبيراً وملامسة لقلب الشاهد لها، ففي اللوحات التي أرسم عن فلسطين فيها عدة رموز عن التضحية والعزة والمقاومة والفخر، حيث من الصعب تدريس هذه التفاصيل في أي مدرسة من المدارس الفنية”.

وكان اللافت للانتباه أن بلدية “بيه وغلو” ورئيسها حيدر علي يلدز، فتحت أبوابها لهذا المعرض الفني، وسط حضور جماهيري كبير، في تأكيد منهم أن هذا الحدث الفني أعاد إلى الذاكرة قضية الشعب الفلسطيني ودفع بالعالم للتفكير من جديد في ضرورة إنهاء الظلم والاحتلال.

وبسبب هذا المعرض تحولت منطقة “بيه وغلو” في إسطنبول إلى واحة فنية تستضيف “معرض فلسطين إلى الأبد”، حيث شهد الافتتاح تجمع فنانين فلسطينيين عالميين وفنان تركي بارز، تجمعت أعمالهم لتكوّن هذا المعرض الذي ينادي بحق الفلسطينيين في العيش بكرامة.

وقال رئيس بلدية “بيه وغلو” علي حيدر يلدز، في كلمة له خلال افتتاح المعرض نقلها موقع البلدية الإلكتروني “ندعو الجميع إلى هنا لدعم فلسطين وغزة، لنكون صوتًا لأطفالهم”.

وتابع “غزة وفلسطين، هي كرامة الإنسانية، والآن تتعرض كرامة الإنسانية وشرفها للهجوم من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي الظالمة”، مضيفا أن “الاحتلال الإسرائيلي ينفذ إبادة جماعية في فلسطين وغزة، ونحن في بلدية بيه وغلو وفي تركيا نسعى لنشر صوت فلسطين إلى العالم أجمع، لتسليط الضوء على الإبادة الجماعية ورفع الصوت ضدها في شارع الاستقلال، رمز بيه وغلو”.

وزاد قائلا “أدعو جميع سكان إسطنبول لزيارة هذا المعرض، ونحن ننتظر الجميع هنا لدعم فلسطين وغزة، لنكون صوتًا لأطفالهم”.

ومضى قائلا “منذ الماضي وحتى الآن، كانت بيه وغلو، الرمز للوحدة والتضامن والعيش المشترك، وهذه المرة أصبحت صوتًا للفلسطينيين الذين تعرضوا لظلم دولة الاحتلال الإسرائيلي”.

وتعكس ردود الفعل الإيجابية والاهتمام الواسع الذي لاقاه هذا المعرض الفني الحجم الكبير لقضية الفلسطينيين في قلوب الناس، وعبر تفاعل الزوار مع الأعمال الفنية والمشاركة في الأنشطة المختلفة، يظهر الدعم والتضامن مع قضية إنسانية تتجاوز الحدود الجغرافية.

ويعد هذا المعرض ليس فقط منصة للتعبير الفني، بل هو صرخة إنسانية وفنية تحمل معاناة الشعب الفلسطيني وتنادي بحقوقهم الإنسانية، في حين ينظر الجميع إلى هذا المعرض على أنه فرصة لفهم القضية الفلسطينية بعمق والوقوف بجانب الشعب الفلسطيني في مواجهة الظلم والاحتلال.

بدورها، قالت الصحفية الفلسطينية إسراء الشريف لـ “وكالة أنباء تركيا”، إن “الكثير من الفعاليات التي تقام في تركيا بشكل عام وفي إسطنبول بشكل خاص ساهمت بشكل كبير في توعية الأتراك بالقضية الفلسطينية، خاصة في ظل ما يتم تداوله بأن الفلسطيني باع أرضه”.

وأضافت أن “الكثير من الشعوب الأخرى بدأت تستفيق لما يحدث للقضية الفلسطينة، وبالتالي فإن المعرض كان يجسد الأحداث والواقع الذي يعيشه الفلسطينيون، ومن خلال احتكاكي بالأتراك ألاحظ حجم تعاطفهم مع القضية الفلسطينية ومع أحداث غزة”.

يشار إلى أن المعرض انطلق في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2023، ويستمر حتى 15 كانون الثاني/يناير الجاري.

زر الذهاب إلى الأعلى