تمتلك دولة قطر طموحا كبيرا في مجال الرياضة والفعاليات الرياضية، فمنذ فوزها بحق استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، عملت على تحقيق حلمها بتنظيم أفضل بطولة في تاريخ المسابقة، وإظهار قدراتها وإمكاناتها للعالم.
وتعد قطر رائدة في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، والاستثمار في الصناعة الرياضية، والمساهمة في تطوير الرياضة على المستوى الإقليمي والدولي.
فما الذي يميز قطر عن غيرها من الدول في هذا المجال؟ وما هي الفوائد التي تجنيها من وراء تنظيم كأس العالم وغيرها من الفعاليات الرياضية؟.
وحسب مهتمين بالشأن الرياضي عربيا وعالميا، فإن قطر تتميز بالعديد من المقومات التي تؤهلها لتصدر الواجهة عربيا ودوليا في تنظيم أي حدث رياضي، ومن أهم هذه المقومات ما يلي:
البنية التحتية المتطورة: تمتلك قطر بنية تحتية متطورة تلبي متطلبات تنظيم أي حدث رياضي، حيث تضم العديد من الملاعب والمرافق الرياضية الحديثة، بالإضافة إلى شبكة حديثة من الطرق والمواصلات.
الخبرة والكفاءة: تمتلك قطر خبرة كبيرة في تنظيم الأحداث الرياضية، حيث سبق لها تنظيم العديد من البطولات العالمية والإقليمية، بما في ذلك كأس آسيا 2011، وبطولة العالم للأندية 2019، وكأس العالم لكرة القدم 2022.
الالتزام بالمعايير الدولية: تلتزم قطر بالمعايير الدولية في تنظيم الأحداث الرياضية، حيث تحرص على توفير بيئة آمنة ومريحة لجميع المشاركين والجماهير.
وبناء على هذه المقومات والمزايا، استطاعت قطر أن تثبت نفسها كوجهة رائدة في تنظيم الأحداث الرياضية، حيث أصبحت من الدول القليلة التي تمتلك القدرة على تنظيم أي حدث رياضي كبير.
محللون:
الشارع الرياضي الإقليمي والدولي بات مجمعا على تميز #قطر في تنظيم أي حدث رياضي.. والنسخة 18 من #كأس_آسيا التي ستنطلق غدا لن تكون أقل تميزا من تنظيم #كأس_العالم_2022 وغيرها من البطولات التي احتضنتها #الدوحة سابقا #جريدة_الوطن_القطرية#رياضة_محلية_وآسيوية pic.twitter.com/7uiV03dd8v— جريدة الوطن (@al_watanQatar) January 11, 2024
وتوصف قطر أنها مركز عالمي للرياضات والفعاليات بمختلف نشاطاتها، وقد أثبتت ذلك خلال مونديال قطر 2022، بأنها أهل لاستضافة الاحداث الرياضية أياً كانت مسمياتها وحجمها.
ورغم أن قطر ليست الدولة الأولى التي تستضيف كأس العالم لكرة القدم، ولكنها تسعى إلى أن تكون الأفضل والأمثل في تنظيم هذا الحدث العالمي.
#كاريكاتير_الوطن .سلمان المالك pic.twitter.com/V7GiIYAJvw
— جريدة الوطن (@al_watanQatar) January 11, 2024
فمنذ أن فازت بحق الاستضافة في عام 2010، عملت قطر على تحقيق رؤيتها الاستراتيجية لكأس العالم 2022، والتي تتلخص في ثلاثة أهداف رئيسية:
- تقديم تجربة استثنائية للمشجعين واللاعبين والمشاركين في البطولة، من خلال توفير ملاعب ومرافق وخدمات على أعلى مستوى من الجودة والراحة والأمان.
- تعزيز الهوية الوطنية والعربية والإسلامية لقطر، وتسليط الضوء على تاريخها وثقافتها وتقاليدها وقيمها، وتعريف العالم بإنجازاتها وطموحاتها وإسهاماتها في التنمية الإنسانية والسلام العالمي.
- ترك إرث مستدام وملموس للأجيال القادمة، من خلال تطوير البنية التحتية والاقتصاد والمجتمع والبيئة والرياضة في قطر والمنطقة والعالم.
ويرى مراقبون أنه لتحقيق هذه الأهداف، ابتكرت قطر حلولاً مبتكرة ومبدعة في تنظيم كأس العالم، تميزها عن غيرها من الدول المضيفة، ومنها: تصميم ملاعب ذكية ومتطورة وملهمة، تعكس الهوية القطرية والعربية والإسلامية، وتستخدم تقنيات حديثة للتبريد والتدفئة والإضاءة والصوت والاتصالات، وتتميز بالقابلية للتفكيك والإعادة التجميع في دول أخرى بعد البطولة، كما تتضمن مساحات خضراء ومناطق ترفيهية وتجارية وثقافية.
ومن الحلول المبتكرة كذلك، تقديم تجربة متكاملة ومتصلة للمشجعين واللاعبين والمشاركين في البطولة، من خلال توفير شبكة نقل عام واسعة ومتنوعة، تشمل مترو الأنفاق والحافلات والتاكسي والقطارات والطائرات، وتربط بين الملاعب والفنادق والمطارات والمعالم السياحية والثقافية، بالإضافة إلى توفير تطبيقات ذكية ومواقع إلكترونية وخدمات إرشادية وترجمة وتذاكر إلكترونية، لتسهيل حركة ومعلومات وتفاعل الزوار.
وبمقابل ذلك، فإن تنظيم كأس العالم وغيرها من الفعاليات الرياضية يعود بفوائد عديدة على قطر على مختلف الأصعدة، ومنها:
فوائد اقتصادية: تشمل زيادة الناتج المحلي الإجمالي والاستثمارات الأجنبية والسياحة والتجارة والتوظيف والإيرادات والميزانية والتنافسية والابتكار والتنويع والاستدامة.
فوائد اجتماعية: تشمل تعزيز الهوية الوطنية والعربية والإسلامية والاندماج والتنوع والتسامح والتضامن والمسؤولية والمواطنة والتطوع والصحة والتعليم والثقافة والفن والإعلام والأمن والسلام.
فوائد بيئية: تشمل تحسين البيئة والمناخ والموارد الطبيعية والطاقة والمياه والنفايات والتلوث والحفاظ على التنوع البيولوجي والتراث الطبيعي.
ووسط كل ذلك، يؤكد المهتمون بالشأن الرياضي، أن قطر تمتلك إمكانيات كبيرة لتنظيم أي حدث رياضي كبير، ومن المتوقع أن تستمر في تصدّر الواجهة عربيا ودوليا في هذا المجال، حيث تخطط لتنظيم العديد من الأحداث الرياضية المهمة في المستقبل.
كما تسعى قطر إلى تعزيز مكانتها كوجهة سياحية رياضية عالمية من خلال تنظيم المزيد من الأحداث الرياضية الكبرى في المستقبل، حسب تعبيرهم.
والجمعة 12 كانون الثاني/يناير الجاري، انطلقت في قطر بطولة كأس آسيا 2023، الذي يوصف بأنه أهم حدث رياضي في القارة الآسيوية، ويستمر حتى 10 شباط/فبراير المقبل.
وتؤكد قطر أنها “ستكون بطولة آسيوية استثنائية بنكهة مونديالية استكمالاً للنجاح الكبير الذي حققه مونديال قطر 2022”.