أكد حسن ربيعة الكواري، مدير إدارة التسويق والاتصال في اللجنة المحلية المنظمة لبطولة “كأس آسيا قطر 2023″، أن “البطولة أفضل مكان لإرسال رسائل للعالم كله أن فلسطين ما تزال في قلوبنا وأنها قضيتنا الأولى”.
كلام الكواري جاء في مقابلة خاصة مع “وكالة أنباء تركيا” في العاصمة القطرية الدوحة، تحدث فيها عن نقاط عدة أبرزها: أهمية بطولة كأس آسيا بالنسبة لقطر، إضافة إلى التركيز على أهمية مشاركة المنتخب الفلسطيني فيها، إلى جانب التطرق لمشاريع الاستدامة والتطوير وفق رؤية دولة قطر.
بطولة كأس آسيا والمكتسبات
وقال الكواري إن “المكتسبات المتوقعة أو المنتظرة من بطولة كأس آسيا واستضافتها في قطر، هي أولاً المحافظة على السمعة المكتسبة لدولة قطر كعاصمة للرياضة باستضافة الأحداث والفعاليات الكبيرة، خاصة أن البطولة تأتي بعد إنجاز كبير وغير مسبوق باستضافة واحدة من أفضل نسخ كأس العالم والإرث المبني عليها”.
وتابع “بالإضافة إلى ذلك، الخبرات المكتسبة التي نحاول أن نحافظ عليها بشكل أكبر، سواء من الناحية البشرية أو من الناحية العملية والعمليات والخطط.. ولا ننسى أن دولة قطر لها باع طويل في تنظيم مثل هذه الأحداث الرياضية وغير الرياضية، خاصة إذا تكلمنا عن قطاع كرة القدم من خلال الاتحاد القطري لكرة القدم ومؤسسة دوري نجوم قطر واللجنة العليا للمشاريع والإرث وجميع العاملين في هذا القطاع”.
وأشار إلى أن “الخبرات التي تم اكتسابها على المدى الطويل من خلال استضافة عدد من الأحداث الرياضية، يعطينا (في قطر) أيضاً خطة مستقبلية لوضع مزيد من الأهداف والمكتسبات، وتطوير ما تم إنجازه وخاصة من ناحية الإبداع والابتكار للبطولات القادمة”.
ومن المكتسبات الأخرى، حسب الكواري “زيادة المعرفة الشخصية للأفراد، أي أن كثرة البطولات والاحتكاك من ناحية الجماهير أو الأحداث التي تصادف في البطولة، تعطي أيضاً خبرة إضافية لجميع العاملين في البطولة”.
كرة القدم أكبر من مجرد رياضة
وذكر الكواري أن “كرة القدم أصبحت أكبر من مجرد رياضة، إذ أصبحت كرة القدم حاليا مساحة كبيرة يمكن استغلالها لإرسال جميع أنواع الرسائل، لأن الجمهور تغير وأصبح جمهورا واعيا، وكلامنا يأتي من خلال المتابعة الكبيرة على مستوى العالم”.
ولفت إلى أن “طريقة استغلال هذه المساحة وإيصال ما تود إيصاله، هو عامل مهم يحتاج إلى ذكاء وابتكار”.
فلسطين قضيتنا الأولى التي في قلوبنا
وشدد الكواري أن “الأحداث المحيطة بأي حدث رياضي لا يمكن عزلها، فنحن نعيش حاليا في وضع يعتبر مأساويا بالنسبة لنا على الناحية الشخصية بسبب معاناة إخواننا في فلسطين، ومن أجل ذلك كانت بطولة كأس آسيا التي نستضيفها في هذا الوقت الصعب، أفضل فرصة لإرسال رسالة أن فلسطين ما زالت في قلوبنا وأنها ما زالت هي القضية الأولى”.
واعتبر أن “مشاركة المنتخب الفلسطيني تعطي رسالة أن فلسطين باقية وأنها جزء لا يتجزأ من الدول الإسلامية والعربية، لأنها تعتبر القضية الأولى”، مضيفا أن “إرسال هذه الرسائل بشكل يحتوي على الابتكار وبطريقة تدعو إلى السلام، تبين مدى اهتمام الجميع بهذه القضية أو أي قضايا مشابهة، ولذلك فإن الرياضة دائماً تأتي في مقدمة المساحات التي يمكن إرسال هذه الرسائل من خلالها، فهي كما أشرت تحتاج إلى نوع من الابتكار والإبداع في إرسال هذه الرسائل”.
لحظة مفصلية في كأس آسيا
وذكر الكواري أن “تنازل كابتن منتخب قطر حسن الهيدوس لكابتن منتخب فلسطين لأداء القسم في حفل افتتاح بطولة كأس آسيا، كان لحظة ولقطة تعتبر مفصلية بالنسبة للجميع، بل إنها من اللحظات التي ستبقى راسخة ومخلدة في أذهان جميع من حضر الافتتاح، أن فلسطين تأتي دائما في المقدمة، أي أنها كانت رسالة بسيطة جدا لكنها تركت أثراً كبيراً خلال البطولة”.
حفل افتتاح يحمل رسائل عدة
وأوضح الكواري أن “حفل افتتاح بطولة كأس آسيا 2023، حمل أيضا العديد من الرسائل المهمة”.
وأضاف أن “الفريق العامل على موضوع حفل الافتتاح وعلى تغيير شكل الحفل أو الرسالة المراد إيصالها من الحفل، أراد أن يكون حفلاً مسرحياً ثقافياً، كما أراد إيصال رسالة مميزة جدا وبطريقة ذكية، من خلال أخذ جزء من التاريخ (الفصل المفقود من أسطورة كليلة ودمنة) والبناء عليه وتطويره وإيصاله بشكل حديث”.
وتابع الكواري أن “جميع من حضر معنا يوم الافتتاح تمتع بأجواء مثيرة وخارجة عن المعتاد من ناحية الرسائل ومن ناحية طريقة العرض، فالإبداع كان مميزاً وعميقاً في نفس الوقت”، لافتاً في سياق متصل إلى أنه “مع نهاية البطولة سيتم الإعلان عن أرقام مميزة جدا لبطولة كأس آسيا”.
الاستدامة جزء من رؤية قطر
وتطرق الكواري إلى رؤية قطر في مشاريع الاستدامة والتطوير، مؤكدا أن “الاستدامة هي جزء من رؤية دولة قطر ليس فقط لمرحلة معينة أو لمدة معينة، بل هي فكر من ضمن رؤية تعمل عليها جميع الجهات ويعمل عليها الجميع سواء من الأشخاص أو الأفراد أو على المستوى الحكومي أو على المستوى المؤسساتي أو على المستوى الشخصي”.
وزاد موضحا أن “بطولة كأس آسيا هي استمرار لسلسلة العمليات والمشاريع التي تم استخدامها خلال بطولة كأس العالم قطر 2022، وتطويرها أين ما تحتاج للتطوير، فهي استدامة وعملية مستمرة نحاول فيها دائماً أن نطور الأجزاء التي نشعر أنه من الممكن تفعيلها بشكل أفضل والمحافظة عليها للمستقبل، فهو مشروع مستمر سواء من ناحية العمليات أو التعامل مع الجماهير، أو من ناحية تطوير الملاعب والمنشآت الموجودة ووسائط النقل والمحافظة عليها لتقديم خدمات أفضل للمستقبل”.
وفي ختام حديثه أكد الكواري أن “دولة قطر ترحب بالجميع للاستمتاع بالأجواء المصاحبة لبطولة كأس آسيا، موجّها كذلك الدعوة للجماهير التركية للحضور والاستمتاع بالبطولة”.
وختم الكواري حديثه مشيدا بـ”العلاقات الأخوية التي تجمع بين قطر وتركيا”.
وتستضيف قطر كأس آسيا للمرة الثالثة في تاريخها، لتحقق بذلك رقماً قياسياً في احتضانها للمهرجان الكروي الآسيوي، بعد أن حققت استضافة ناجحة للبطولة في 1988 و2011.
والجمعة 12 كانون الثاني/يناير الجاري، انطلق أهم حدث رياضي في القارة الآسيوية، حيث تستمر بطولة كأس أمم آسيا 2023 حتى 10 شباط/فبراير المقبل، على أراضي 9 ملاعب حديثة، من بينها 7 استضافت مباريات كأس العالم التي نظمتها قطر عام 2022.