تقاريرهام

“العداوة تجري في جيناتها”.. ألمانيا تكشف عن وجهها القبيح بدعم العدوان الإسرائيلي على غزة

“العداوة تجري في جيناتهم”.. بهذه الكلمات عبّر محللون وأكاديميون عن استيائهم من الدعم المقدم من ألمانيا لدولة الاحتلال الإسرائيلي في عدوانها على غزة.

وتربط ألمانيا بدولة الاحتلال الإسرائيلي علاقة خاصة تبقى مطبوعة بالمحرقة والقتل الجماعي لليهود في حقبة ألمانيا النازية.

وتعتبر ألمانيا من أشد المساندين لدولة الاحتلال الإسرائيلي في عدوانها على غزة، وتقدم لها الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي بشكل مستمر، فما الذي يدفع ألمانيا إلى ذلك؟

قبل أيام، شدتت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في بيان لها، أن “توجه ألمانيا إلى الموافقة على إرسال 10 آلاف قذيفة دبابة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، شراكة في حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة”.

وأكد مراقبون أن ما تتعرض له غزة “أزالت ورقة التوت عن حقيقة التوحش الكامن داخل الدولة الألمانية، والذي كانت تعبر عنه تاريخيا كلما سنحت لها الفرصة”.

وأضافوا أنه “نظرا لطول الأمد بعد الحرب العالمية الثانية، تكونت صور ذهنية مغلوطة عن بعض الدول باعتبارها دولا (كيوت) وهي أبعد الدول عن ذلك، ألمانيا واحدة منها، ومنها أيضا اليابان لكنها لم تجد الفرصة للتعبير عن تلك الدموية بعدُ”.

وفي هذا الصدد، قالت المحللة السياسية عائدة بن عمر لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “هذا الموقف يعبر عن حقيقة العقيدة السياسية والفكرية وجوهر حضارة ألمانيا وأوروبا والغرب كله، ألا وهو الظلم والاستعباد والاستعمار والقتل وسرقة مقدرات الشعوب، فهذا ليس بغريب عن ألمانيا التي قامت بأول إبادة جماعية حقيقية في ناميبيا في القرن العشرين، المعروفة باسم إبادة %90 من شعب الهيريرو و 50٪ من شعب (الناما)، والتي كانت حدثاً تاريخياً مأساوياً حدث بين عامي 1904 و1908 في جنوب غرب القارة، الذي كان مستعمرة ألمانية آنذاك (والمعروفة حاليًا بدولة ناميبيا)”.

وأشارت إلى أن “القوات الألمانية ارتكبت أعمال قمع وحشية ضد قبائل الهيريرو والناما، ما أدى إلى مجازر بحق الآلاف، واعتبرت هذه الأحداث واحدة من أولى حالات الإبادة الجماعية في القرن العشرين، ناهيك عن جرائم الحرب التي قامت بها تجاه الملايين من البشر أثناء الحرب العالمية الأولى والثانية”.

وتابعت أنه “متذ بداية الحرب الحالية  قامت السلطات الألمانية بالعمل على إسكات الفنانين والكتاب والعلماء اليهود في ألمانيا، الرافضين للحرب على غزة والمناهضين لدولة الاحتلال اسرائيل، حيث فقد بعضهم وظائفهم، أو واجهوا مضايقات بسبب التحدث علنًا عن غزة لجانب محاولة احتواء الغضب الشعبي الألماني وتسخير الإعلام الحكومي والخاص لدعم دولة الاحتلال إسرائيل وشيطنة (حماس) والمقاومة وتبرير قتل الأبرياء، دون أن ننسى منع المظاهرات الاحتجاجية واستعمال القوة الأمنية أكثر من مرة ضد المتظاهرين”.

ورأت أن “هذه الأحداث جاءت لتفضح الوجه الحقيقي القبيح لألمانيا التي عملت على استقطاب مليون سوري خلال السنوات العشرة الأخيرة لسد مشكلات الهرم السكاني ونقص اليد العاملة، في حين أن قوانينها تبيح اختطاف الأطفال من أسرهم المسلمة وتسليمهم لأسر مسيحية او لشواذ قصد تربيتهم، وهذا من أبشع أنواع الظلم البشري والتجارة بالأطفال”.

واعتبرت أن “التجربة الألمانية والجنة الديمقراطية الموعودة التي يتوهم بها الكثير من العرب، سقطت في حرب غزة، وإذ الاستعمار هو الاستعمار مهما تجمّل بشعارات براقة، دون أن ننسى أن ألمانيا لا تستطيع أن تخرج أو تغرد خارج الإرادة الأمريكية”.

وحسب تقارير متطابقة، فإن هناك أربعة أسباب رئيسية وراء الدعم الألماني غير المشروط لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وهي:

عبء ماضي الهولوكوست: فألمانيا تشعر بالذنب والمسؤولية تجاه اليهود الذين قتلوا في عهد النظام النازي، وتعتبر بقاء الاحتلال إسرائيلي مصلحة وطنية عليا، ولذلك تقدم ألمانيا تعويضات مالية ودعما سياسيا وعسكريا لدولة الاحتلال الإسرائيلي منذ إنشائها.

اللوبي الإسرائيلي في البلاد: هناك جماعات ومنظمات يهودية نافذة في ألمانيا، تمارس ضغوطا على الحكومة والرأي العام لصالح دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتحاول تشويه صورة الفلسطينيين والعرب والمسلمين.

نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية: ألمانيا تتبع الخط الأمريكي في السياسة الخارجية، وتحترم التزاماتها مع حلف شمال الأطلسي الـ (ناتو)، وترى في دولة الاحتلال الإسرائيلي حليفا استراتيجيا للغرب في الشرق الأوسط.

خط الحكومة الائتلافية الحالية: الحكومة الألمانية الحالية، التي تضم الحزبين الديمقراطي الاجتماعي والاتحاد المسيحي الديمقراطي، تتمتع بعلاقات وطيدة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتعتبرها ديمقراطية نموذجية في المنطقة، وتدعم حقها في الدفاع عن نفسها.

بالمقابل، يرى محللون أن هذا لا يعني أن هذا الدعم مبرر أو مقبول من الناحية الأخلاقية أو القانونية، فدولة الاحتلال الإسرائيلي ترتكب انتهاكات وجرائم ضد الإنسانية في فلسطين، وتنتهك القرارات الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والعيش الكريم، ومن هنا يجب على ألمانيا والمجتمع الدولي أن يضغطوا على دولة الاحتلال الإسرائيلي لوقف عدوانها على غزة، والالتزام بالسلام العادل والشامل في المنطقة، حسب وجهة نظرهم.

من جهته، تحدث الحقوقي فواز صبلوح لـ”وكالة أنباء تركيا”، قائلا “كنا نأمل من الدول الأوروبية والدول التي تتغنى بحقوق الإنسان أن تقف موقفا يدين أي انتهاك يتعرض له أي إنسان في العالم، لكن عندما نرى هذه الدول تدعم دولة الاحتلال بالقذائف لضرب المدنيين، وتشاهد حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، فإننا نعتبر ذلك مشاركة بالجريمة، وبالتالي هذا أمر مرفوض ويضع العديد من علامات الاستفهام على الإنسانية المزيفة الموجودة لدى البعض”.

ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال الإسرائيلي شن عدوان مكثفة على المدنيين في قطاع غزة، مخلفا آلاف الشهداء والجرحى، إلى جانب تعمده قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية.

وردا على اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، أطلقت حركة “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث اقتحمت في بدايتها مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية في غلاف قطاع غزة محققة نتائج ملموسة.

زر الذهاب إلى الأعلى