حذّر رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ الدكتور علي القره داغي، من “خطر انتصار الاحتلال الإسرائيلي في غزة على الأمة العربية والإسلامية”، داعياً “جميع المسلمين إلى الوقوف في وجه العدوان الإسرائيلي على القطاع”.
كلام الشيخ القره داغي جاء في مقابلة خاصة مع “وكالة أنباء تركيا”، وجّه خلالها رسالة إلى جميع المسلمين وقادة الدول العربية والإسلامية لمناصرة غزة وعدم تركها وحيدة في وجه عدوان الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الشيخ القره داغي “أدعو جميع المسلمين حكاماً ومحكومين أن ينظروا إلى أحوال غزة، أن يشاهدوا أحوال غزة، فوالله لو شهدوا لما تحملوا إلا أن يتحركوا”.
وأضاف أن “غزة تتعرض إلى إبادة جماعية وتعاني من قلة الغذاء والدواء”، متابعا “مئة وثمانية أيام وأهل غزة ما ناموا ولا استراحوا ولا شبعوا، بل نسبة الجوع كبيرة جداً، وهذا يجعل قلب الإنسان لا أقول يتألم بل يتقطع من شدة الألم الذي يحس به نحو إخوانه”.
وتابع “وإذا نحن مسلمين – وإن شاء الله نحن مسلمون بالتأكيد – لا بدّ أن نحس بألم إخواننا ، وكما يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمى)”.
وزاد قائلا “أنا أطلب من أمتي أمام هذا الشكل من المأساة، أن يتداعى إخواننا الحكام والقادة جميعا وإخواننا الإعلاميون جميعاً وإخواننا أصحاب الأموال جميعاً وإخواننا القانونيون جميعاً، بكل الوسائل لمنع العدوان ولوقف العدوان ولصد العدوان، وأدعو حكوماتنا أن تساند جنوب أفريقيا، فإلى الآن ورغم التأييد لكن لم تنضم دولة رسميا إلى جنوب إفريقيا”.
وقال الشيخ القره داغي أيضا “أطلب من أمتنا الإسلامية والعربية أن تقوم أقل شيء بالتهديد بقطع الغاز والبترول، فلا يخفى على الجميع اليوم أن أوروبا وأمريكا وخاصة أوروبا بأشد الحاجة إلى الغاز في البلاد الإسلامية لأن الغاز الروسي تمت مقاطعته نوعا ما، وبالتالي أي هزة أو أي تهديد حقيقي بقطع الغاز والبترول سيترتب على ذلك ضغوط شديدة جداً جداً على الحكومة الإجرامية الصهيونية، التي تفعل هذه الأشياء دون أي رادع، وهذه ليس رسالة العلماء فقط وإنما رسالة كل مؤمن إلى بقية المؤمنين، وكلٌ مسؤول بقدره والله سبحانه وتعالى يحاسب على ذلك”.
وختم الشيخ القره داغي قائلاً “أقول والذي نفسي بيده من خلال التجارب، أنه إذا ما وقفنا مع غزة في هذه المرحلة وما قمنا بمنع العدوان، والله إن حكومة الاحتلال لن تترك ما بعد غزة وحدها وإنما سيكون الضفة بعدها وربما حتى لبنان بعدها ثم بقية الدول، فإن هذه الفكرة لا سمح الله لو نجحت أو انتصر الصهاينة على إخواننا، والله سيكون لها آثار سلبية كبيرة جدا على أمتنا الإسلامية وأمتنا العربية”.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال الإسرائيلي شن عدوان مكثفة على المدنيين في قطاع غزة، مخلفا آلاف الشهداء والجرحى، إلى جانب تعمده قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية.
وردا على اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، أطلقت حركة “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث اقتحمت في بدايتها مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية في غلاف قطاع غزة محققة نتائج ملموسة.