مميزمنوعات

خطبة الجمعة في تركيا.. كرامة الإنسان تنتهك في غزة ورفح أمام أعين العالم

استُهلت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، بقوله تعالى “يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان ۚ إنه لكم عدو مبين”، وبقوله صلى الله عليه وسلم “اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام”.

وجاء فيها أن “ديننا الأسمى، الإسلام، هو دين السلام والطمأنينة. ومن أسماء الله الحسنى (السلام). ربنا هو مصدر السلام والطمأنينة. فهو الذي يبين لعباده طريق الإسلام والسلام. لقد دعا الله تعالى البشرية إلى السلام من خلال جميع رسل الرحمة الذين أرسلهم ابتداء من سيدنا آدم. لأنه حيث لا يوجد سلام فهناك حرب. وحيثما توجد حرب فهناك دماء ودموع ومواقد تنطفئ، وهناك أطفال أيتام وأسر مفككة وحضارات مدمرة وآمال مفقودة”

وأضافت “أولئك الذين يدخلون الإسلام يطلق عليهم اسم المسلمين بمعنى ضمان السلام. المسلم هو ممثل اسم الله  (السلام) في العالم. المسلم هو الشخص الذي يتخذ موقفا من أجل السلام، ويمنح الثقة لمن حوله، ويساهم في خلق مجتمع من السلام والأخوة. والمسلم لا يرضى بالظلم ولا يدعم الظالم أبدا. ويكون حساس تجاه من يعانون من المشاكل والآلام. ولا يساهم ولو بفلس واحد لمن يؤيدون إطلاق الرصاص على الأبرياء والقنابل على المظلومين”.

وتابعت “ويعبر شاعرنا الاستقلالي عن موقف المسلمين بهذه الأبيات:

لو رأيت جرحا داميا تحرقت كبدي

لإيقاف دم الجرح أركل وأساط

لست أقول : يا رجل لا تبالي ، أنا أبالي

أدوس وأداس وأمسك الحق لإعلاء الحق”.

وجاء في خطبة الجمعة أيضاً أن “الظالمين الصهاينة، الذين يريدون تحويل عالمنا إلى نار، يمطرون القنابل على الفلسطينيين الأبرياء والأطفال والنساء، أولا في غزة والآن في رفح، حيث أجبروا الناس على الهجرة. وفي مدينة رفح التي معناها (الرفاه والرحابة) تحترق حقوق الإنسان بنار القمع. والأطفال الذين لم يرتووا من رائحة أمهاتهم والأمهات اللواتي لم يرتوين من رائحة أطفالهن يستشهدون. وإن كرامة الإنسانية تنتهك ليس فقط في مدينة أو قطعة أرض، بل في غزة ورفح أمام أعين العالم. وتداس حرمة الحياة والممتلكات والشرف. وحتى المساعدات الإنسانية المرسلة إلى المظلومين ممنوعة. ومع ذلك، فإن القمع مستمر ليس فقط في غزة ورفح، ولكن للأسف في أجزاء كثيرة من العالم، وخاصة في تركستان الشرقية”.

وأشارت إلى أن “المجرمين وأنصارهم الذين ينفثون الموت في الأراضي الإسلامية تحت شعار (سنجلب السلام والديمقراطية إلى العالم) يستمدون قوتهم من صمت أمة محمد صلى الله عليه وسلم. ومن المؤسف أن فوضى الأمة تزيد من استهتار الظالمين يوما بعد يوم. إن عالمنا يحتاج إلى السلام والاعتدال أكثر من أي وقت مضى. والسبيل إلى ذلك هو تكاتف المسلمين وتوثيق أواصر الأخوة بينهم”.

ودعت إلى ضرورة أن “نواصل أداء واجباتنا ومسؤولياتنا خلال هذه الفترة الصعبة والعويصة. كما يقول ربنا عزوجل (واعتصموا بحبل اللٰه جم۪يعا ولا تفرقواۖ )، فلنكن قلبا واحدا وصوتا واحدا ضد الظلم. دعونا نبقي محبتنا وأخوتنا قوية ضد شبكات القتل اليائسة. ولنستمر في تقديم دعمنا المادي والمعنوي لإخواننا. ولا ننسى أن الله سيتم نوره، وسوف يسود السلام على الأرض مرة أخرى”.

وجاء في ختام خطبة الجمعة “أسأل الله عز وجل أن يتم إنقاذ إخواننا المحاصرين تحت الأنقاض في أرزنجان (شرقي تركيا) بسلام في أقرب وقت ممكن، والرحمة لإخواننا المتوفين. وأسأل الله الصبر لأهلهم وشعبنا وأن يحفظ بلادنا وأمتنا والعالم الإسلامي من كل أنواع الحوادث والمتاعب والمصائب”.

زر الذهاب إلى الأعلى