“الشذوذ الجنسي انحدار بالحضارة إلى الهاوية”.. بهذه الكلمات عبّر كثيرون عن رفضهم لظاهرة الشذوذ، مشددين أنها مرض نفسي وانحراف سلوكي وخطر يهدد المجتمع والإنسانية.
وحذّر رافضون لتلك الظاهرة من أن هناك ترويج مقصود لهذه الظاهرة وخاصة من قبل الغرب، لافتين إلى أنه لو تابعت عشرة افلام او مسلسلات على منصة “نيتفلكس” مثلا، ستجد أن ثمانية منها تروج للشذوذ الجنسي، حسب تعبيرهم.
وعبّر آخرون عن سخطهم من هذا الترويج بالقول “حتى الحيوانات في البراري لا تفعل هذا ويأتي الإنسان بعقله يفعل هذا”.
وكان الكاتب محمد خير موسى حذّر في وقت سابق من الشذوذ الجنسي قائلاً، إن “المعركة مع المثليّة هي من أشرس معارك الهويّة وليست فقط من معارك القيم؛ وإن لم تحتشد فيها الجهود كلّها، وإن لم ترتصّ الصّفوف لمواجهتها؛ فإنّ نيرانها ستصل كلّ بيتٍ، ولات ساعة مندمِ (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب)”.
وحول ذلك، قال الباحث السياسي مأمون سيد عيسى لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “الخبراء يبيّنون أنه في معظم الأحيان لا تكون الأسباب وراء الشذوذ الجنسي راجعة إلى وجود خلل هرمونى ولكنها لأسباب ترتبط بالنشأة والتربية، لذلك هنالك خطورة ما يتم في الغرب من تشجيع لهذا السلوك المنحرف البعيد عن الفطرة لدرجة اننا شاهدنا مسؤولين في الغرب يتفاخرون بأنهم من المنحرفين والشاذين جنسيا، وبدل أن يتم فرض عقوبة على المنحرفين وعلاجهم، يتم تشجيع ذلك الانحراف في المدارس وفي وسائل الإعلام الغربية”.
وأضاف “وقد ذكر لي صديق كان له جولات في أوروبا أنه كان يصادف أعلام الشواذ في كثير من الأماكن، وذلك يسبب خطورة مع الزمن على المجتمعات الغربية إن لم يتم التصدي لهذا التيار المنحرف الذي ليس له علاقة بالتحضر”.
ومع استمرار الترويج لهذه الظاهرة، يرى مراقبون آخرون أكدوا أن “الأمر أصبح بحاجة إلى منظمات ودول واتحادات للوقوف في وجه هذه الظاهرة”، مضيفين أنه “لا يعقل أن يترك الأشخاص لمواجهة هذا الإرهاب الفكري فرادى، بل يجب أن يتحد كل أصحاب القيم والمبادىء لمواجهة هذا الوحش البائس مسلحين بالحكمة والعلم والعقل والمنطق، مسلمون وغير مسلمين في الشرق والغرب”.
الكاتب والحقوقي عبد الناصر حوشان، قال لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “المثليّة الجنسيّة هي ممارسة شاذّة عن الفطرة الإنسانيّة، والموقف منها مرتبط بالدين والأخلاق والثقافة ودرجة التحرّر”.
وتابع “نحن أمام قضيّة قانونيّة لا يمكن فكّ الارتباط بينها وبين الأخلاق والمبادئ، فالقانون والأخلاق والمبادئ قد تختلف من مجتمع إلى مجتمع وهذا الاختلاف من طبيعة التكوين الإنساني وهي إحدى سّنن الله في خلقه”.
وزاد قائلا، إن “مشكلتنا الحقيقيّة هي بالنظرة الدونيّة والعنصريّة التي لم تعد خافيّة على أحد والتي يحملها الغرب على العرب والمسلمين، وفي ازدواجيّة المعايير الدوليّة، وفي فرض قيم العولمة بالقوة والسطوة ومحو هويّة الشعوب وتفكيك قيمهم الدينيّة والأخلاقية والقانونيّة والثقافية وفرض بدائل عنها لا تستقيم مع عقائدهم ولا مع أعرافهم ولا ثقافتهم “.
وأشار إلى أن “ما يتعرّض له المسلمون اليوم هو معركة حقيقيّة بين الفطرة السليمة وبين الشذوذ، فالفِطرة السليمة هي أمّ الفضائل، والفضيلة أمّ الخيرات، والشذوذ مخالفة للفطرة، وعِداءٌ لله الخالق البارئ المصوِّر، وفي ذلك الشرّ كلّه الذي لا يوّرث إلا الخسران المبين في الدنيا والأخرة”.
ومضى قائلا “حسبنا حكماً بيننا وبينهم قول الله تعالى في سورة الروم: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)”، وفي قوله تعالى في سورة البقرة: (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ۖ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ، قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ).
ورأى أن “الشذوذ الجنسي هو ممارسة مخالفة للفطرة الإنسانية، تستحق الرفض وعدم انتشارها والحيلولة دون شرعنتها، على قاعدة أنّه ليس كل استخدام للحقّ يوجب الاحترام والحماية، وإلّا ما كان هناك ضرورة لوجود لنظريّة (التعسّف باستعمال الحقّ) أوالقوانين الناظمة لأحكام النظام العام والآداب العامّة والأخلاق العامة، أو لنصّ الفقرة 3 من المادة 30 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تُحدّد القيود على ممارسة الأفراد لحقوقهم الأساسية المُعدّدة فيه والتي نصّت على (تستتبع ممارسة الحقوق المنصوص عليها في الفقرة 2 من هذه المادة واجبات ومسؤوليات خاصة، وعلى ذلك يجوز إخضاعها لبعض القيود ولكن شريطة أن تكون محددة بنص القانون وأن تكون ضرورية لاحترام حقوق الآخرين أو سمعتهم”.
ووسط كل ذلك، تتعالى الأصوات الرافضة لهذه الظاهرة مطالبة بتشريع قوانين تجريم الشذوذ الجنسي، لأن القضية تعتبر مصيرية وترتبط بالحفاظ على هوية مجتمع في مواجهة الانحرافات الخطيرة التي تتعرض لها القيم الإنسانية، وفق كثيرين.
ويؤكد الكثير من رجال الدين والدعاة المسلمين “أننا نعيش عصر فرض خطة إبليس في الأرض تقوم بها هذه الجمعيات (التي تروج للشواذ)، فبعد أن سيطرت النسوية المتطرفة ولوبيات الشذوذ على مراكز القرار في أوروبا وأمريكا، وبعد أن تغلغلت في الأمم المتحدة وصاغت كل مقراراتها ومواثيقها وخططها، يحاولون اليوم إفساد الأرض كلها بشكل عام وإفساد عالمنا العربي والإسلامي بشكل خاص”.