تواجه الدعوة إلى ما تسمى الديانة الإبراهيمية” رفضا وانتقاداً من قبل العديد من العلماء والمؤسسات الدينية، لأنها تمس بالمعتقدات والثوابت الخاصة بكل دين، وتحاول إلغاء الفروق والتنوع بين الأديان.
كما يشتبه في أنها تخدم مصالح سياسية معينة، خاصة في ظل التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي والتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني، ومن هنا، يمكن القول إن الديانة الإبراهيمية الجديدة هي مشروع غير واقعي وغير مقبول، وأنها تمثل تهديدا للهوية والسيادة الدينية وخصوصا للمسلمين، حسب رافضين لها.
ووصف كثيرون أغلب من يتبع تلك الديانة أنهم من “الجُهال”، مضيفين توضيحاً لذلك بالقول “يسمعون بالديانة الإبراهيمية فيضحكون عليها، ثم تجدهم أكثر من يطبقها بأفعالهم وأقوالهم، فالديانة الإبراهيمية التي ابتدعوها حديثا هي دين الإنسانوية هو دين غير دين الإسلام بات يدعو له كثير المثقفين”.
ووصف آخرون الديانة الإبراهيمية أنها “موجة مؤقتة، والمسلم إذا دخل في هكذا شبهة فهو يعرف حق المعرفة أنها باطلة”، مضيفين “لننتظر لسنوات مقبلة لترى أن لهذا الدين أتباع أغلبهم من الجهال”، وفق تعبيرهم.
وبات الترويج لهذه الديانة الإبراهيمية يثير غضب وسخط كثيرين في الآونة الأخيرة، معبرين عن ذلك بالقول “هذه ليست ديانة ولا علاقة لها بالدين وشرائع رب العالمين، بل هي الكفر والشرك والفجور”.
وأكد عدد من علماء المسلمين أن أساس فكرة الدين الإبراهيمي يقوم على المشترك بين عقيدة الإسلام وغيره من العقائد، وهي فكرة باطلة، إذ إن الإسلام إنما يقوم على التوحيد والوحدانية وإفراد الله تعالى بالعبادة بينما الشرائع المحرفة قد دخلها الشرك وخالطتها الوثنية، والتوحيد والشرك ضدان لا يجتمعان، والزعم بأن إبراهيم عليه السلام على دين جامع للإسلام واليهودية والنصرانية زعم باطل ومعتقد فاسد، مشيرين إلى قوله تعالى “مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ”.
واعتبر دعاة آخرون أن الدّعوة إلى وحدة الأديان مثل مسمّى الديانة الإبراهيميّة وابتداع مصطلحات مثل الوحدة الإنسانيّة و الكافر حسن الخلق أكثر إسلاما من المسلم سيء الخلق، ليست أمرا مستحدثا في عصرنا بل هي صفات المرتدّين في عصور الهزيمة والخذلان منذ القدم، وفق كلامهم.
وأشار رافضون لهذه الديانة، إلى أن الدين عند الله الإسلام، ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه”.
وتابعوا أن “المنظمات والأنظمة المدعومة وتمويلها من دولة الاحتلال الإسرائيلي وأمريكا وفرنسا، تريد طمس الهوية الإسلامية بمسميات لا أنزل الله بها من سلطان، ديانة إبراهيمية وتعايش الأديان وغيرها من المسميات التي يتشدق بها الغرب، ماهي إلا حرب خفية على الإسلام، فديننا الإسلام والرسول قدوتنا ولا مكان لديانة إبراهيمية ولا غيرها بيننا، ولا يمكن لقلة أن تفرض أفكارها على أغلبية مسلمة، بحسب قولهم.
ومؤخراً، دشنت شخصيات أكاديمية عربية ومن دول إسلامية وسم هاشتاغ “الديانة الإبراهيمية”، وذلك للفت الانتباه إلى مخاطر تلك الديانة وكل من يدعوا لها.
#الديانة_الإبراهيمية أكبر كذبة
فكيف يُنسب لإبراهيم ﷺ تلك الديانات وهي نزلت بعده
والله يقول: pic.twitter.com/ujC7BfRWkF
— عثمان يوسف الشعلان (@Othmanalshaalan) February 5, 2024
وبدأ مغردون بنشر التحذيرات والتنبيه من تلك الديانة، إذ قال بعضهم “تسعى جماعة التجديد المنفلت لإبراز الصراعات المذهبية والطائفية وتغذيتها وتسليط الضوء عليها وسكب الزيت لتأجيجها، وكل ذلك للإثبات العملي أنه لا طريق لمعالجة هذه الصراعات إلا من خلال التسليم بمشتركات الديانة الإبراهيمية الجديدة”.
جماعة التجديد والصراعات المذهبية#هلوسات_التجديد#الديانة_الإبراهيمية#أدوات_الصهيونية
تسعى جماعة التجديد المنفلت لإبراز الصراعات المذهبية والطائفية وتغذيتها وتسليط الضوء عليها وسكب الزيت لتأجيجها..
كل ذلك للإثبات العملي أنه لا طريق لمعالجة هذه الصراعات إلا من خلال التسليم…
— غازي السمّاك (@ghazialsmmak) January 22, 2024
ووصف البعض الآخر تلك الديانة بأنها “هراء وأكثر”، مضيفين أن “الديانة الإبراهيمية والتطبيع مخطط مشترك، وهدف واحد، والعقول التي جاءت بالتطبيع هي التي جاءت بالديانة الإبراهيمية”.
💬 " #الديانة_الإبراهيمية والتطبيع مخطط مشترك، وهدف واحد، والعقول التي جائت بالتطبيع هي التي جائت بالديانة الإبراهيمية".
الكتيب الفكري لسماحة آية الله قاسم
«الديانة الإبراهيمية.. هراءٌ وأكثر»
🔍 عـن مـحـاضـرتـه:
«الدين الإلهي بين الوحدة والتعدّد»
🔗 رابط الـPDF :… pic.twitter.com/rgAhgKuHC6
— يوسف الجمري 🇧🇭 (@YusufAlJamri) December 31, 2023
وتتعالى أصوات الدعاة المسلمين للتحذير من هذه الديانة، مؤكدين أن “لهذه الدعوة المشؤومة التي تنادي بوحدة الأديان آثارًا خطيرة كفيلةً بزعزعة الإسلام في قلوب أهله، ويترتب عليها هدمٌ لقواعد الإسلام ونقضٌ لمبانيه العظام، ومن تلكم الآثار: هدم عقيدة الولاء والبراء عند المسلمين، بل وإزالة شيء اسمه دينٌ من اعتقاد المرء، وتصحيح مذاهب الكافرين والسكوت عليها، والسماح بالدخول في اليهودية والنصرانية دون أيّ حرج، وإلغاء الفارق العظيم بين الإسلام والكفر، والحق والباطل، والمعروف والمنكر، وكسر حاجز النُّفرة بين المسلمين والكافرين، بل وجعل دين الإسلام كسائر الأديان المحرّفة، وأنّه لا مَيزة له على سائر الأديان”.
وربط كثيرون بين الديانة الإبراهيمية ومخططات دولة الاحتلال الإسرائيلي وكل من يدعمها بالقول، إن “مشروع تصفية القضية الفلسطينية عندما بدأ الربيع العربي وغزوة (داعش الإرهابي) للعراق وسوريا”.
وزادوا موضحين أن “احتلال فلسطين وتأسيس الكيان الصهيوني عام 1948 كان أول طعنة ونكسة للإسلام وأهله وللأحرار في العالم، فكان بداية المشروع الصهيوني الماسوني اللا أخلاقي لمواجهة الإسلام، انطلاقا من اولى القبلتين وثالث الحرمين القدس الشريف، والاستيلاء على مقدسات المسلمين والمسيحيين في فلسطين لبدء الهجوم على الإسلام وتهجينه وتدينه وتحريفه بحركات ومذاهب تكفيرية، وصولا إلى الديانة الإبراهيمية المزعومة التي تهدم الإسلام والمسيحية وتدمّر دعائمهما وتلغيهما، ليصبح الدين عند الأعراب والصهاينة هو الدين الإبراهيمي الصهيوني الماسوني”.
الجدير ذكره أن رئيس رابطة علماء المغرب العربي وعضو رابطة علماء المسلمين وعضو لجنة الدعوة بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ الحسن بن علي الكتاني، أكد في لقاء سابق مع “وكالة أنباء تركيا”، على أن “آلية مواجهة هذه البدعة ستكون كما كانت مواجهة سابقاتها من قبل، وذلك بصدع العلماء بالحق وتبيان أن هذه الدعوة تناقض الإسلام تمام المناقضة، فهي كفر صريح وخروج من الملة والدين، وكذلك بعقد المؤتمرات التي ترد على شبهات القوم وتفضح مخططاتهم، وعلى العلماء أن ينشروا العقيدة الإسلامية الصافية ويحذروا من مثل هذه الضلالات”.