
ركزت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، على نبذ العادات السيئة التي لا تتوافق مع ديننا، إضافة إلى أهمية الدعوة للدعاء للمحاصرين في غزة وكل المظلومين في العالم طوال شهر رمضان.
وجاء في خطبة الجمعة “إن ديننا الأسمى الإسلام أمرنا بالمحافظة على سلامة الدين والنفس والعقل والنسل والمال، ونهى عن كل أنواع العادات السيئة التي لا تتوافق مع ديننا، وتفسد طبيعتنا، وتؤذي أجسادنا وأرواحنا، وتفسد أجيالنا”.
وأضافت أن “المشروبات الكحولية من العادات التي تخدر الإنسان وتؤدي إلى خلل في العقل. ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم في أحد أحاديثه (كل مسكر خمر، وكل خمر حرام)”، مشيرة إلى أن “الكحول هي أم الخبائث، تدمر العديد من المنازل بسبب الكحول، و تحدث العديد من الحوادث المرورية مع إصابات أو وفيات، وتفقد الكثير من الأرواح والآمال، ولهذا السبب فإن إنتاج المشروبات الكحولية وشربها وشرائها وبيعها محرم في ديننا”.
وتابعت “من العادات السيئة التي تقود البشرية إلى الكارثة هي القمار. إن المقامرة التي ينظر إليها على أنها وسيلة لكسب المال بطريقة سهلة هي مكسب غير مشروع. إنه يجر الإنسان الذي يأسره إلى الوحدة واليأس وكثرة المشاكل والمصائب. فيحرم الإسلام ممارسة ألعاب الحظ وجميع أنواع القمار. ويأمرنا ربنا عز وجل بالابتعاد عن الخمر والميسر كما يلي (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة ۖ فهل أنتم منتهون)”.
ولفتت إلى أن “هناك خطر آخر انتشر بين شبابنا، وهم أمل مستقبلنا، وهو إدمان المخدرات. شبابنا البعيدون عن محبة آبائهم وحنان عائلاتهم؛ يصبحون مدمنون على أنواع مختلفة من المخدرات بسبب البيئة أو الأصدقاء أو الفضول بقولهم (استخدامه مرة واحدة لن يفعل أي شيء)، وشبابنا الذين ينخدعون بهذا القول ينجرفون إلى مستنقع المخدرات”.
وأشارت إلى قوله تعالى “ولا تلقوا بايد۪يكم الى التهلكةۚ”، مضيفة “لذلك دعونا نتكاتف كعائلات ومدارس ومساجد ومؤسسات عامة ومنظمات غير حكومية ونحارب جميع أنواع الإدمان مثل المشروبات الكحولية والمخدرات وغيرها التي تضر بصحة الإنسان وعقله وإرادته. ولنحرص على ألا يقع شبابنا وأطفالنا في فخاخ الأشرار، وأن لا ينجروا إلى دوامة الشر”.
وزادت موضحة “تتحول البيئات الافتراضية مثل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أيضا إلى عادة ضارة عند استخدامها بشكل مفرط وغير مسؤول. الإدمان الرقمي، الذي انتشر مؤخرا، يفصل الإنسان عن الحياة الحقيقية، ويجعله يهمل أحبائه ويضيع رأس مال حياته. وفي بعض وسائل الإعلام، يتم تجاهل خصوصية الأفراد والعائلات، ويتم انتهاك حقوق الناس بالأكاذيب والافتراءات والأخبار التي لا أساس لها من الصحة، وتداس كرامة الإنسان”.
وأكدت أن “الكحول وجميع العادات الإدمانية الضارة هي مصائد الموت التي نصبها العصر الحديث للإنسان. إن سلامة العقل والحفاظ على النسل ممكن من خلال الابتعاد عن العادات الضارة. وإن هذه العادات التي تتعارض مع الفطرة، لن تمنح السلام للناس والمجتمع أبدا. فلا ننسى أن ما سيقودنا إلى السعادة في الدارين الدنيا والآخرة هو الالتزام بالحدود التي وضعها الله عز وجل وتجنب كل أنواع الحرام والمنكرات. فمن المهم أن نضع في اعتبارنا تحذير النبي صلى الله عليه وسلم (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ)” .
وختمت خطبة الجمعة بأنه “مع اقتراب شهر رمضان، سندعوا بعد فرض صلاة الجمعة من أجل غزة وتركستان الشرقية وجميع المظلومين في العالم على أمل أن يقبلها ربنا تبارك وتعالى في هذه الأيام المباركة. ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحم جميع شهدائنا ويعطي محاربينا الصحة والسلامة”.