تقاريرفيديوهام

“إكسبو الدوحة”.. سلطنة عمان تتألق بتنوعها البيئي والثقافي والمشاريع المستدامة (تقرير/فيديو)

تشارك سلطنة عُمان في معرض “إكسبو الدوحة للبستنة 2023″، بجناح مميز يُجسّد تنوعها البيئي وثقافتها الغنية، حيث يهدف الجناح إلى إبراز التزام عُمان بالحفاظ على البيئة وتعزيز التنمية المستدامة.

واستعرضت عائشة الخاطرة، مشرفة الجناح العماني في المعرض في لقاء خاص مع “وكالة أنباء تركيا”، المشاريع الرائدة لسلطنة عمان في مجال التنمية المستدامة.

وقالت الخاطرة، إنه بالنسبة للجناح العماني “نستعرض فيه بيئات مميزة، ونستعرض فيه مشاريع مميزة في مجال التنمية المستدامة”.

وأضافت “ركزنا على 3 بيئات عمانية مميزة هي: بيئة الجبل الأخضر، بيئة صلالة، وأيضاً بيئة محمية وادي دوكة، واستعرضنا في الجناح ثلاثة مشاريع عندنا في مجال التنمية المستدامة: مبادرة 44.01، مشروع أكبر حديقة نباتات في الشرق الأوسط وهو حديقة النباتات العمانية، وأيضاً استعرضنا مشاريع الهيدروجين الأخضر”.

وأشارت إلى أن “ما يميز عمان عن بقية دول شبه الجزيرة العربية هو البيئة والثقافة وأيضاً الفكر، فعمان معروفة أنها مميزة بيئياً من ناحية تنوع التضاريس ما بين الجبال، السهول، الأودية، الشواطئ حتى البيئات الاستوائية مثل صلالة.

وتابعت أن “ما يميز عمان هو تنوع الثقافة، فعندنا تنوع ثقافي عجيب وتنوع فكري أيضاً، فكل منطقة لها ثقافة مختلفة ولها أشياء مميزة خاصة فيها عن بقية المحافظات أو عن بقية المناطق عندنا”.

وزادت موضحة “في هذا الجناح نعرض واحدة من المشاريع الضخمة عندنا في مجال البيئة وهي حديقة النباتات العمانية، والتي تعتبر أكبر حديقة النباتات في الشرق الأوسط، حيث تحتوي على 1402 صنف من النباتات وتبلغ مساحتها حوالي 420 هكتار”.

وبيّنت أن “من أهداف حديقة النباتات العمانية هي المحافظة على الأشجار المميزة والنادرة والمهددة بالانقراض، ومن هذه الأشجار شجرة الباوباب، والتي تعتبر واحدة من أقدم الأشجار الموجودة على سطح الأرض وتعود إلى ما قبل بناء الأهرامات”.

ولفتت إلى أن “ما يميز هذه الشجرة أنها مجوفة من الداخل، حيث تعتبر خزان طبيعي للماء وتعتبر واحدة من الأشجار المعمرة التي تعيش فوق الألف سنة، وهي موجودة شرق إفريقيا وفي سقطرى في اليمن وموجودة جنوب عمان في ظفار.

وقالت إنه “في الدول الإفريقية خلال موسم الجفاف، يتم ثقب الشجرة ثم يتم أخذ المياه من داخلها، وفي موسم الأمطار تخزن المياه”، مشيرة إلى أن الشجرة التي عمرها فوق الألف سنة حجمها ضخم جدا حيث يسكن الأهالي بداخلها، حتى أنها بشجرة الحياة لأنها توفر المأوى والمشرب والمأكل، كما أنها تنتج ثمرة تحتوي على فيتامين C بشكل أكبر من الموجود في البرتقال، وبالتالي ومن أجل المحافظة على هذا النوع من الأشجار المهددة بالانقراض تم زراعة حوالي 200 شجرة باوباب في حديقة النباتات العمانية”.

ومن البيئات المميزة في الجناح بيئة الجبل الأخضر، حيث أوضحت مشرفة الجناح العماني أن “الجبل الأخضر معروف عنه أن درجات الحرارة تنخفض فيه إلى أقل من الصفر في الشتاء، وفي الصيف تصل أحيانا إلى 25 إلى 28 درجة، وأغلب أنواع الفواكه التي تنمو في الجبل الأخضر هي الخوخ، المشمش، الرمان، العنب، المكسرات وغيرها”.

وذكرت أنه “تم إحضار نباتات يمكن أن تتكيف مع مناخ الدوحة، ومنها شجرة الليمون وأيضا شجرة الزيتون ويطلق عليها باللهجة المحلية في عمان شجرة العتم، والثوم، وشجرة الشوح، وتم إحضار القمح والرمان الزعتر ومن فصيلة الصباريات وغيرها من النباتات”.

وتابعت “استعرضنا حول الجناح واحدة من طرق الري القديمة هي نظام الأفلاج، وهي هندسة معمارية دقيقة جدا وواحدة من طرق الري القديمة عمرها آلاف السنين وما تزال مستمرة حتى الآن في عمان”، لافتة إلى أنه في 2006، تم إدراج خمسة أفلاج ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي”.

وتعمل سلطنة عمان على الاستثمار في مجال الابتكار وايضا في مجال الطاقة النظيفة ومجال الزراعة المعتمدة على التكنولوجيا، حسب مشرفة المعرض التي قالت “هنا نستعرض واحدة من المشاريع الضخمة وهي مشاريع الهيدروجين الأخضر”.

وأوضحت أنه “في حزيران/يونيو 2023، وقعت السلطنة على أكبر اتفاقية هيدروجين في العالم بسعة 200 ألف طن من الهيدروجين الأخضر مع شركة بلوبور وشركة كوبنهاجن، ووقعت على الأمونيا الخضراء بسعة 150 ألف طن من الأمونيا الخضراء، حيث سيتم استخدام الأمونية الخضراء والهيدروجين الأخضر في إنتاج الخضروات في البيوت المحمية، وسيتم استخدامها في تحلية المياه وتبريدها، إذ تعمل سلطنة عمان على تطوير المزارع العضوية وتطبيق الزراعة العمودية والصوب (مشروع زراعي) الفعالة التي من شأنها خفض كمية المياه اللازمة للزراع الطماطم بنحو 96%، وسيكون من الممكن استخدام هذه الصوبات بشكل مكثف من خلال الهيدروجين الأخضر الذي يعد واحداً من مصادر الطاقة النظيفة”.

وعن بيئة الخريف التي يتم استعراضها في الجناح العماني، قالت مشرفة الجناح “معروف أن صلالة هي الغابة الوحيدة في شبه الجزيرة العربية ولكن غابة مؤقتة، وبالتالي فإن موسم صلالة أو موسم خريف ظفار عندنا يكون من نهاية شهر حزيران/يونيو إلى بداية شهر أيلول/سبتمبر، وبالتالي تتحول صلالة في 3 أشهر إلى غابة خضراء”.

وبيّنت أن “بيئة صلالة تشتهر بأشجار جوز الهند، وأشجار البابايا وقصب السكر وغيرها، إضافة إلى أن 75% من التنوع النباتي الموجود في عمان هو من خيرات الجنوب”.

وتم في بيئة الخريف استعراض واحدة من التحف المميزة للفنان علي الجابري، الذي استخدم الرخام الأبيض والأسود الرخام العماني الأبيض والأسود لتشكيل تحفة (المشكاة)، وكتب حول التحفة بخط المسند وهو أحد الخطوط العربية القديمة المنتشرة جنوب عمان وأيضاً أجزاء من اليمن وأيضاً أجزاء من جنوب السعودية، حسب المشرفة على المعرض.

وقالت إنه “بالنسبة للرخام المستخدم في الجناح هو رخام عماني تم إحضاره من عمان، كما تم إحضار 1600 نبتة من عمان خصيصاً لمعرض إكسبو وتم توزيعها داخل وخارج الجناح وعلى ممرات إكسبو من ضمنها 55 صنف من النباتات، في حين أن الخشب المستخدم حول الجناح هو خشب عماني”.

كما “استعرض الجناح العماني منتجات شجرة اللبان، وشجرة المورينجا، وشجرة العتم (شجرة معمرة في عمان) أو الزيتون العماني”.

وفي ختام حديثها، أكدت مشرفة الجناح العماني أن “إكسبو الدوحة للبستنة فرصة مميزة سواء كان من ناحية تنظيم أو من ناحية محتوى الدول المشاركة، وفرصة للأشخاص المهتمين بمجال التنمية المستدامة ومجال البستنة”، لافتة إلى أنه “فرصة لتبادل الخبرات وعرض المشاريع الموجودة في كل دولة”.

الجدير ذكره، أنه يمكن الاطلاع على المعلومات الخاصة بالنباتات في الجناح العماني عن طريق استخدام الذكاء الاصطناعي بتقنية QR Code التفاعلية، والتعرف على التنوع النباتي الفريد الذي تزخر به التضاريس العُمانية والجبال الممتدة من محافظة مسندم إلى محافظة ظفار.

ويمثل الجناح العماني بالنسبة لزوار إكسبو 2023 الدوحة، تجربة تثقيفية وملهمة في آن معاً تسلط الضوء على أهمية الحفاظ على البيئة والتراث الثقافي الأصيل.

وانطلق معرض “إكسبو الدوحة للبستنة 2023″، في 2 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ويستمر حتى 25 آذار/مارس 2024، حيث يقدم مجموعة متنوعة من الابتكارات التكنولوجية المتقدمة في مجموعة من المجالات.

ويركز المعرض على عدة محاور تتناول مجال الاستدامة، الوعي البيئي، التكنولوجيا والابتكار، والزراعة الحديثة، ويشارك فيه أكثر من 68 دولة ومنظمة عالمية.

زر الذهاب إلى الأعلى