أكد رئيس دائرة أوقاف مدينة صور جنوبي لبنان الشيخ عصام كساب أن “العدوان الإسرائيلي لم يقتصر على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بل متد إلى القرى اللبنانية المحاذية للشريط الحدودي المحتل، الأمر الذي تسبب بأزمة نزوح غير مسبوقة”.
وتحدث الشيخ كساب في لقاء مع “وكالة أنباء تركيا”، عن أزمة النازحين اللبنانيين جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على جنوبي لبنان.
وقال الشيخ كساب إن “الاعتداء الإسرائيلي شمل ليس فقط فلسطين بل حتى الأراضي اللبنانية المحاذية للشريط الحدودي المحتل، واستهدف عددا من القرى التي تعتبر الخط الأمامي، والمواجهة لفلسطين مباشرة”.
وأضاف أن “اليهود (الإسرائيليين) استهدفوا هذه القرى بالقنابل الفوسفورية والدخانية وحتى بالقذائف الثقيلة، ما تسبب بدمار كبير جدا للبيوت التي لم تعد صالحة للسكن”، مشيرا إلى أن “حتى المساجد لم تسلم من العدوان الإسرائيلي”.
ولفت إلى أنه “لم يبق في هذه القرى (جنوبي لبنان) إلا القلة القليلة من الأشخاص، أي بقي فقط بعض الشباب الذين يحافظون على بعض الممتلكات التي بقيت هناك، لذلك نزح عدد كبير منهم إلى منطقة صور.. منهم من يتواجد حتى الآن في المدارس، ومنهم من يقطن في مراكز للإيواء”.
وبيّن الشيخ كساب أن “مراكز الإيواء هذه، تتبع لبلدية صور، فبلدية صور لديها فرق معنية ولجنة مكونة من عدد من الشباب والفتيات متطوعين في هذا العمل الإنساني”.
وتابع “نحن نعمل على مساعدة هؤلاء بالتنسيق مع بلدية صور حتى يستفيد العدد الأكبر من الناس”.
وعن آلية توزيع المساعدات على النازحين اللبنانيين في صور، أوضح الشيخ كسام قائلا “نحن كدار فتوى وكأوقاف نتواصل مع رؤساء االبلديات والمخاتير، لأن عندهم كشوفات وأسماء بالنازحين الموجودين في صور أو في حتى في ضواحي صور”.
وأكد أن “الحاجة كبيرة لكل شيء: المال، الغذاء، الإيواء، لمساعدة من ليس لديه قدرة على دفع إيجار منزل مثلا، فالحاجة كبيرة، حتى الدولة اللبنانية مقصرة في هذا المجال وللأسف لا تستوعب كل هذه الحاجيات”.
وفي ختام حديثه، توجه الشيخ كساب بالشكر لتركيا وشعبها على الجهود التي تبذلها لإغاثة النازحين ودعمهم.
الجدير ذكره، أن مدينة صور استقبلت العدد الأكبر من النازحين من القرى الحدودية جنوبي لبنان، حيث وصل عددهم بحلول شهر شباط/فبراير الماضي، إلى 25 ألفا و382 شخص من أصل 86 ألف نازح، حسب مصادر محلية.
وكانت وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات صور (تضم 60 بلدة)، قد أعدت خطة لاستقبال النازحين الذين توافدوا عليها منذ نحو 5 أشهر، كما وضعت وزارة التربية اللبنانية خطة أخرى تضمن استمرار التدريس في مدارس صور التي تأوي نازحين.
وتشهد الحدود اللبنانية الجنوبية منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تبادلا لإطلاق النار بين “حزب الله” اللبناني و”قوات الفجر” اللبنانية وفصائل فلسطينية من جهة أخرى وقوات الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى، حيث تتعمد الأخيرة استهداف منازل المدنيين ومزارعهم والكثير من المرافق الأهلية فضلا عن دور العبادة ومراكز الدفاع المدني.
