
تصادف، اليوم الإثنين، الذكرى السنوية 109 للملحمة التاريخية “جناق قلعة” التي دارت رحاها في 18 آذار/مارس 1915.
وفي هذه المناسبة، استذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الشهداء الذين ارتقوا خلال معركة “جناق قلعة” خلال صدهم هجوم قوات الحلفاء.
وقال أردوغان:
- بمناسبة الذكرى الـ 109 لانتصار جناق قلعة، نحتفل كشعب بمشاعر عظيمة من الفخر والحماسة، ونستذكر بكل إجلال وتقدير جميع أبطال ملحمة جناق قلعة.
- لقد أصبح انتصار جناق قلعة ملحمة مجيدة سطرت في التاريخ عبارة “جناق قلعة لا تُعبر”، حيث هزمت الإيمان والتصميم والروح القتالية للجيش التركي أقوى الجيوش في ذلك الوقت.
- ألهمت الروح المقاومة التي أظهرها جنودنا الأبطال والتضحيات الجسيمة لشعبنا في جناق قلعة حرب الاستقلال لتحقيق النصر.
- من خلال نضاله الفريد هنا، أصبح الشعب التركي مصدر أمل للمظلومين في جميع أنحاء العالم، حيث استلهمت العديد من الدول المستعمرة من جناق قلعة وحرب الاستقلال لبدء نضالاتها الخاصة.
- لا تمثل جناق قلعة فقط أخوتنا الأبدية كشعب، بل تعكس أيضًا وحدة المصير في منطقتنا وتُجسّدها.
- يجب على كل فرد من أفراد الوطن أن يستلهم الدروس من التضحيات التي قدمها أسلافنا والنضال الشاق الذي خاضوه في جناق قلعة.
- بهذه المشاعر، أهنئكم بمناسبة الذكرى الـ 109 لانتصار جناق قلعة، وأستذكر في يوم شهداء 18 آذار/مارس جميع شهدائنا، وبشكل خاص غازي مصطفى كمال وجميع أبطالنا بكل إجلال وامتنان.
- رحمهم الله تعالى وجزاهم الله خير الجزاء.
وتعتبر هذه المعركة من أهم الأحداث في التاريخ العثماني الحديث، والتي مثلت انتصارًا عظيمًا ضد قوى التحالف التي حاولت احتلال إسطنبول.
وفي خضم الحرب العالمية الأولى، سعت قوى التحالف إلى فتح جبهة جديدة ضد الدولة العثمانية من خلال السيطرة على مضيق الدردنيل، ممّا يمّكنهم من الوصول إلى إسطنبول وعزل الدولة عن باقي العالم.
وفي 19 شباط/فبراير 1915، شنت قوى التحالف هجومًا بحريًا ضخمًا على مضيق الدردنيل، لكن سرعان ما واجهت مقاومة شرسة من قبل القوات العثمانية بقيادة مصطفى كمال أتاتورك.
استمرت المعركة ثمانية أشهر، اتسمت خلالها بالقتال العنيف والخسائر الفادحة من كلا الجانبين، في حين تميزت المعركة بتكتيكات عسكرية ذكية من قبل الجيش العثماني، استطاع من خلالها صدّ هجمات التحالف وإفشال مخططاتهم.
في نهاية المطاف، انسحبت قوى التحالف من جناق قلعة تاركين وراءهم هزيمة نكراء وخسائر بشرية فادحة.
مثّل هذا الانتصار انتصارًا معنويًا كبيرًا للدولة العثمانية، ورفع من روح المقاومة لدى الشعب العثماني.
لم تكن معركة “جناق قلعة” مجرد صراع عسكري، بل كانت رمزًا للصمود والبطولة في وجه الظلم والعدوان.
كما ساعدت هذه المعركة على توحيد الشعب العثماني وتعزيز روح الوطنية لديه.
ولا تزال معركة جناق قلعة حاضرة في الذاكرة التركية، حيث يتم إحياء ذكرى هذه المعركة كل عام في 18 آذار/مارس، ويعتبر هذا اليوم عطلة رسمية في تركيا.
تعتبر معركة “جناق قلعة” صفحة مشرقة في التاريخ العثماني، ورمزًا للصمود والبطولة التي واجه بها الشعب العثماني الغزاة. ستبقى هذه المعركة خالدة في الأذهان كنموذج للكفاح من أجل الحرية والاستقلال.