
موائد الإفطار في تركيا.. تراث يجمع بين الروحانية والاجتماعية
الموائد الرمضانية، أو ما يُعرف بموائد الإفطار، تمثل جزءاً أساسياً من التقاليد الثقافية في العديد من البلدان الإسلامية، وتعتبر تركيا واحدة من هذه البلدان.
ويُعتبر إعداد الموائد وتناول الطعام معاً في وقت الإفطار جزءاً مهماً من الحياة اليومية خلال شهر رمضان.
وتُشير المصادر التاريخية إلى أنّ تقليد موائد الإفطار ظهر في العصر العثماني، حيث كان السلاطين العثمانيون يُقيمون موائد إفطار ضخمة في قصورهم، ويُدْعون إليها الفقراء والمحتاجين.
ومع مرور الزمن، انتشر تقليد موائد الإفطار من القصور إلى الشوارع والساحات العامة، وأصبحت تقليداً شعبياً يُشارك فيه مختلف فئات المجتمع.
ومع اقتراب شهر رمضان، يبدأ الناس في تحضير الموائد الرمضانية، وتتزين الشوارع والأزقة بأنواع مختلفة من الطعام والحلويات.
وتُعتبر موائد الإفطار في تركيا تقليداً عثمانياً قديماً، حيث يمتلئ الشوارع بالمأكولات التقليدية التي تمتاز بتنوعها وغناها بالنكهات والأطعمة اللذيذة التي تُعتبر جزءاً من تراث البلاد.
ويعكس تقليد موائد الإفطار في تركيا الروح العائلية والاجتماعية حيث يجتمع الأهل والأصدقاء على مائدة واحدة لتناول الطعام وتبادل الأحاديث والتجارب.
وتشمل موائد الإفطار في تركيا مجموعة واسعة من الأطعمة والمشروبات، بدءًا من الحساء والسلطات والوجبات المتنوعة، وصولاً إلى المقبلات والحلويات التقليدية مثل البقلاوة والكنافة واللُقم.
كما لا تكتمل موائد الإفطار التركية دون تقديم الشوربة التقليدية المعروفة باسم شوربة العدس، والتي تُعتبر أحد أشهر المقبلات في شهر رمضان.
ويعكس توزيع الموائد الرمضانية في الشوارع التركية تضامناً وترابطاً اجتماعياً، حيث يقوم الأشخاص بتوزيع الطعام على الفقراء والمحتاجين، ويعتبر هذا العمل الخيري جزءاً من تقاليد الشهر الفضيل.
وعلى الرغم من التطورات الحديثة والتغيرات في الحياة اليومية، إلا أن تقليد موائد الإفطار العثماني لا يزال يحتفظ بمكانته وأهميته في المجتمع التركي، حيث يعتبر هذا التقليد رمزاً للتضامن والترابط الاجتماعي والروحاني خلال شهر رمضان.
وتُعدّ إسطنبول من أكثر الولايات التي تُقام فيها موائد الإفطار، حيث تُنتشر هذه الموائد في مختلف أحياء الولاية، ويُشارك فيها عدد كبير من الأشخاص.