أكدت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، على أن المسلم المسلم الواعي المعتدل يعمل في الدنيا دون إهمال الآخرة، لافتة إلى إن المسلم الواعي بالآخرة يدرك أنه لم يخلق عبثا وإنه يعلم أن الله أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد.
وأشارت الخطبة إلى قوله صلى الله عليه وسلم “ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها”، مضيفة أن هذا الحديث يخبرنا أن الحياة الدنيا قصيرة جدا مقارنة بالحياة الآخرة، ويذكرنا أنه لا ينبغي لنا أن نطمع في نعيم الدنيا المؤقتة وننسى الدار الآخرة الأبدية.
وتابعت أن “من أركان الإيمان الإيمان بالآخرة، فالآخرة هي المحطة الأخيرة في رحلة العبودية وهو اسم الحياة الأبدية التي تبدأ بعد الحياة العالمية الفانية. أما الآخرة فهي موسم الحصاد، حيث سنحاسب على ما عملنا في الدنيا، وسنحصد ما زرعنا. فالمسلميؤمن ويعلم أن هناك حياة أبدية بعد هذه الدنيا. هناك الجنة أرض السلام والسعادة لمن يقضي حياته بالإيمان والعبادة والأخلاقالحميدة. هناك الجحيم أرض الخوف والعذاب لأولئك الذين حرموا أنفسهم من الإيمان وأضاعوا حياتهم في التمرد والخطيئة والشر”.
وزادت أن “أهم قضية توجه حياة المسلم بعد الإيمان بالله هي إدراك الآخرة. حيث بدأ نبينا صلى الله عليه وسلم قوله بعبارة (منكان يؤمن بالله واليوم الآخر)، ليلفت انتباه الناس إلى بعض القضايا التي يراها في غاية الأهمية. وفي الواقع إن حديث رسول اللهصلى الله عليه وسلم خير مثال على ذلك: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرمضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)”.
واعتبرت أن “المسلم الواعي بالآخرة يدرك أنه لم يخلق عبثا. وإنه يعلم أن الله أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد، وأنه يسجل كلكلمة يقولها وكل عمل يقوم به. إنه يعيش مدركا أنه سيحاسب على جميع أعماله في يوم القيامة”.
ولفتت إلى أن “المسلم الذي لديه وعي بالآخرة يؤدي مسؤولياته تجاه ربه ونفسه وبيئته. ويقي نفسه وعائلته من نار جهنم التيوقودها الحجارة والناس. ويحاول نيل دعاء والديه. ويرى أن الحصول على رضاهم هو كسب رضا الله عز وجل، ويراعي حقوق الأقارب.. ويكرم جاره، ويفرج كربة كل محتاج وسائل، ويرعى كل يتيم وفقير، ويحتضنهم ويكون عونا وظهرا لهم.. ولا ينسى أبداحديث نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم (خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساءإليه، أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين)”.
وبيّنت أن “المسلم الذي يعيش مع وعي الآخرة معتدل. فإنه لا يضحي بالآخرة من أجل الدنيا، ولا يترك الدنيا من أجل الآخرة. يعيش حياة متوازنة بين هذين. المسلم جدير بالثقة.. فلا يؤذي أحدا بيده ولسانه.. ولا يقتل أحدا، ولا يضر بممتلكاته، ولا يتكلم بعفتهوكرامته. المسلم صادق. ولا يفصل الصدق في العمل والحياة التجارية. ولا يظلم الناس ببيع بضائعه بأسعار باهظة. ويحترم حقوقالناس والعامة ولا يقترب من الحرام.. المسلم، الذي يتصرف بوعي الآخرة، لا يوافق على الظلم. ولا يميل أبدا نحو الظلم. بل يمديد العون إلى المظلومين والمقهورين أينما كانوا في العالم. ويقف ضد الظالم ولا ينحاز أبدا إليه وإلى مؤيديه”.
واختتمت الخطبة بقوله تعالى “يٰٓأيها ٱلناس ٱتقوا ربكم وٱخشوا يوما لا يجزى والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شئا ۚ إنوعد ٱلله حق ۖ فلا تغرنكم ٱلحيوٰة ٱلدنيا ولا يغرنكم بالله ٱلغرور”.