يُعد مسجد العرب Arap Camii في إسطنبول رمزًا تاريخيًا بارزًا، حيث يُقال إنه أول مسجد بُني في المدينة قبل فتحها على يد السلطان محمد الفاتح.
يعود تاريخ بناء المسجد إلى عام 717 ميلادي على يد القائد مسلمة بن عبد الملك خلال حملة لفتح القسطنطينية، في حين تشير بعض الروايات إلى أنه المكان الذي ارتفع منه أول أذان في إسطنبول.
بعد انسحاب جيش المسلمين تحول المسجد إلى كنيسة على يد الرهبان، وظل كذلك حتى فتح السلطان محمد الفاتح إسطنبول عام 1453.
أمر السلطان محمد الفاتح بتحويل المسجد إلى مسجد مرة أخرى، وأضاف إليه محرابًا ومنبرًا، ومنذ ذلك الحين، أصبح المسجد يُعرف باسم “المسجد العربي”.
يُعتقد أن سبب تسمية المسجد بـ “العرب” يعود إلى تشابه مئذنته مع مئذنة مسجد الأمويين في دمشق.
وبعد فترة من الإهمال، تم ترميم المسجد في القرن التاسع عشر من قبل عائشة سلطان ابنة السلطان محمود الثاني.
يُعد مسجد العرب اليوم من أهم المواقع الدينية في إسطنبول، حيث يزداد عدد زائريه بشكل كبير خلال شهر رمضان.
ومؤخرا، كشفت أعمال التنقيب في قبو المسجد عن فسيفساء تعود إلى عصر النهضة، مما أضاف قيمة تاريخية أخرى للمسجد.
يُمثل مسجد العرب رمزًا للحضارة الإسلامية في إسطنبول، وشاهدًا على تاريخها العريق.
في هذه الأيام، أصبح المسجد أكثر المساجد زيارة بعد آيا صوفيا بمناسبة شهر رمضان، حيث تجذب الفسيفساء من عصر النهضة الموجودة في بقايا المسجد انتباه الزوار.
