تتحضر مجموعات دينية إسرائيلية وفق دعوات معلنة لإقامة طقوس ذبح بقرة حمراء والتي تعني باللغة العبرية “بارا أدومَّا”، في خطوة تهدف وفقًا للمعتقدات الدينية اليهودية، إلى “تطهير آلاف اليهود من نجاسة الموتى”.
جماعات الهيكل المتطرفة تتولى تحضيرات إقامة ما يسمى “طقس التطهر بذبح وحرق 5 بقرات حمراء بشكل كامل”، ما يفتح المجال، وفق معتقداتهم الدينية، لمئات آلاف اليهود لاقتحام المسجد الأقصى المبارك “بعد الحصول على الطهارة والتخلص من نجاسة الموتى”، حيث تلتزم هذه الجماعات المتطرفة بما يسمى “المنع الحاخامي الرسمي”.
ويعتقد هؤلاء أن ما بعد خطوة ذبح هذه البقرات وفق هذه الطقوس “سيحين موعد نزول المخلص، ويتم بناء الهيكل الثالث” على أنقاض المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة.
يشار إلى أن “معهد الهيكل” في الاحتلال الإسرائيلي نشر في شباط/فبراير الماضي إعلانا طلب فيه “حاخامات متطوعين لتدريبهم على طقوس التطهر بذبح البقرات الحمراء التي بلغت بالفعل السن المطلوب لذبحها”.
يشار إلى أن هذا المعهد كرّس نفسه، منذ تأسيسه عام 1987، للعثور على البقرة، حيث عمل على جمع الأموال لزرع أجنة مجمدة في رحم بقرة تربى في حظيرة محلية في محاولة لاستخدام التكنولوجيا الحيوية لتحقيق ما يسمى “نبوءة الكتاب المقدس” في برنامج أطلق عليه اسم “تربية البقرة الحمراء في إسرائيل”.
ذكرها “أبو عبيدة” أيضا
في كلمة له الأحد 14 كانون الثاني/يناير 2024، ذكر “أبو عبيدة” الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة “حماس” في أحد خطاباته أن الأبقار الحمراء لدى الاحتلال الإسرائيلي “قد أصبحت جاهزة عندهم”.
ما هي البقرة الحمراء التي يدعون؟
هي إحدى المعتقدات اليهودية التي عمل على نشرها وتعزيزها اليهود المتطرفون سرا لتمهيد الطريق أمامهم لهدم المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة.
ويرجع أصل هذا الاعتقاد عند اليهود أنه “قبل ألفي عام، وفي حقبة المملكتين الأولى والثانية، تم مزج رماد بقرة حمراء صغيرة ذُبحت في عامها الثالث، وجرى خلط دمها بالماء، واستُخدم لـ”تطهير اليهود”، وقبل ذلك تمت التضحية ببقرة حمراء في زمن الهيكل الأول، وبـ 8 بقرات في زمن الهيكل الثاني، وهم يستعدون لمرحلة الهيكل الثالث، المرتبطة بولادة البقرة العاشرة الحمراء”.
وحسب المزاعم المتطرفة فإنه “بمجرد ظهور البقرة وذبحها يحين موعد نزول المخلص ثم يعقبه نهاية الزمان”.
ويجب أن تكون البقرة حسب تلك المعتقدات “ذات لون شعر أحمر كامل، من دون لون آخر، ولم تحمل ولم تحلب ولم يوضع برقبتها حبل وقد ولدت ولادة طبيعية وتربت على أرض إسرائيل”، حسب تعبير أصحاب تلك المعتقدات.
وقد جاء في كتاب “سفر العدد” وهو أحد الأسفار المقدسة في “التناخ” الكتاب المقدس لدى الديانة اليهودية والعهد القديم لدى المسيحية “هذه فريضة الشريعة التي أمر بها الرب قائلاً: كلم بني إسرائيل أن يأخذوا إليك بقرة حمراء صحيحة لا عيب فيها، ولم يعل عليها نيرٌ”.
ولذلك يعتبر الحاخامات أن “البقرة الحمراء من أسرار التوراة.. ورمادها سيطهر اليهود من الخطيئة والدنس”.
ويدعي اليهود أنه “منذ أكثر من 2000 عام لم تولد بقرة حمراء بهذه المواصفات مُطلقا”.
وحسب الدعوات المنتشرة، فإن الجماعات المتطرفة “تدعو لذبح البقرة الحمراء والتطهر برمادها وفق الموعد المسجل في النصوص الدينية المقدسة وهو يوم الثاني من نيسان العبري، والذي يصادف هذا العام يوم العاشر من نيسان/أبريل الجاري وهو أول أيام عيد الفطر السعيد 1445 هجرية”.
ونقلت صحيفة “القدس العربي” عن المتحدث باسم محافظة القدس ومستشار المحافظ لشؤون الإعلام معروف الرفاعي، قوله إن “هناك ترددا حول تحديد موعد إقامة طقوس ذبح البقرة”.
وأوضح الرفاعي أن “الحاخام عزرية اريئيل، ابن يسرائيل تريئيل مؤسس (معهد الهيكل) قال إنه (حتى الآن لم يتم التأكد بصورة نهائية من أن هذه الأبقار صالحة شرعا للبدء باستخدامها في الخطوات العملية والمتابعة والمراقبة لا تزال مستمرة)”.
وأضاف الحاخام أن “هذه الأبقار تعمل على تغيير شعرها كل 6 أشهر وهذا يعني أن هناك فرصة إضافية كي يكسوها الشعر الأحمر مرة أخرى بشكل أشد، كما يعني أن هناك ضرورة لـ 12 شهرا على أقل تقدير من النقاشات والمتابعات، قبل الانتقال إلى المراحل العملية”.
يشار إلى أنه في منتصف عام 2023 نشرت القناة السابعة العبرية تقريرا حمل عنوان “حدث تاريخي.. بقرة حمراء في إسرائيل” تحدث عن وصول بقرة حمراء إلى قرية ترمسعيا شمال رام الله في الضفة الغربية، ليكشف بعدها “معهد الهيكل” عن جلب عجول حمراء استعدادا لحرقها فوق جبل الزيتون المقابل للمسجد الأقصى المبارك.
وعام 2022 أحضر الاحتلال الإسرائيلي البقرات الخمسة إلى مستوطنة شيلو شمال رام الله، بعدما تم توليدها بالهندسة الجينية في ولاية تكساس الأمريكية.