العالم الإسلاميمميز

صحفي مصري يشيد بقطر ودورها الإعلامي: الدوحة عاصمة الضمير العربي

وصف الصحفي المصري جمال سلطان، رئيس تحرير صحيفة المصريون، العاصمة القطرية الدوحة أنها “عاصمة الضمير العربي”، لافتا إلى أن “الدوحة هي العاصمة الخليجية التي حفظت كرامة الخليج العربي في القضية الفلسطينية”.

كلام سلطان جاء في منشور موسع نشره، الأربعاء، على حسابه في منصة “إكس”، ردا على قرار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو، حظر قناة “الجزيرة” القطرية من العمل في الاحتلال الإسرائيلي.

وقال سلطان “لم تكن مفاجأة لي، وأعتقد للكثيرين، قرار بنيامين نتانياهو ـ رئيس وزراء العدوـ  بمنع قناة الجزيرة القطرية من تغطية الأحداث في (إسرائيل) وسحب تراخيصها، ووصفه لها بأنها قناة إرهابية، وتدعم الإرهاب، وقوله إن قناة الجزيرة ألحقت الضرر بأمن إسرائيل، وإنها شريكة في هجمات 7 أكتوبر، على الرغم من أن أركان حكومته وبرلمانييه وحتى المتحدث باسم جيشه كانوا يظهرون على شاشتها، لكنهم كانوا عاجزين تماما عن إقناع أي مشاهد، خاصة وأن الفريق الإعلامي العامل في القناة لا “يطبطب” على هؤلاء الأوغاد، وإنما يحاكمهم بالمنطق ويحاصرهم بالأدلة، وبالتالي كان ظهورهم على شاشة الجزيرة فضيحة لهم”.

وأضاف أن “قرار نتانياهو ،والذي صدق عليه الكنيست الإسرائيلي بما يشبه الإجماع، هو وسام شرف على صدر قناة الجزيرة، كما أنه وسام شرف على صدر كل مواطن قطري، ووسام شرف على صدر القيادة القطرية أيضا، وعلى رأسها الشيخ تميم بن حمد أمير البلاد ، والرجل العظيم النبيل المتواضع الشيخ حمد بن خليفة، الذي يطلق عليه في قطر لقب: الأمير الوالد، لأن الأمر كما يقول أبو الطيب المتنبي (وإذا أتتك مذمتي من ناقص.. فهي الشهادة لي بأني كامل)”.

وتابع أن “قرار حظر قناة الجزيرة، ومحاولة التشهير بمهنيتها، والإساءة إليها، يأتي في سياق حملة صهيونية متحرشة بقطر وحكومتها، فهناك ضغوط معلنة من اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، تطالب الإدارة الأمريكية بالضغط على الدوحة من أجل إجبار قيادات حماس المقيمة على أراضيها بالقبول بخطة (نتانياهو) لوقف القتال في غزة، أيا كان الظلم الذي فيها أو الانحياز، وإلا يتمـ حسب مطالب الصهاينة ـ الطلب من قطر بطرد هذه القيادات الفلسطينية من أراضيها”.

وزاد قائلا، إنه “بطبيعة الحال، هو مطلب غير قابل للتنفيذ، على الأقل في المرحلة الحالية، لأن الإدارة الأمريكية تدرك جيدا أهمية الدور القطري في حل تلك الأزمة غير المسبوقة، وتدرك واشنطن شدة احتياجها للدور القطري لإخراجها من أسوأ ورطة وقعت فيها الولايات المتحدة منذ عقود طويلة، والرئيس الأمريكي بايدن شخصيا يعلق آماله على دور قطر لإنقاذه في الانتخابات الرئاسية المقبلة حيث يهدد الغضب العربي والإسلامي في أمريكا فرص فوزه، يدرك الأمريكيون ذلك، لذلك فكرة الضغط على الدوحة غير واردة، الآن على الأقل، خاصة وأن العواصم الكبرى تدرك عمق الخبرة القطرية في حل أزمات خانقة سابقة، وقدرتها على إدارة وساطات ناجحة في ملفات شديدة التعقيد، مثل الوساطة بين طالبان والإدارة الأمريكية بعد الانسحاب من أفغانستان، ومثل تبادل الأسرى بين إيران وأمريكا، ومثل وساطتها بين فنزويلا وأمريكا، ومثل اتفاق جمع شمل أطفال أوكرانيا، ومثل نجاحها سابقا في صفقات تبادل أسرى بين تل أبيب وحماس ، كما أن توالي التجارب وتراكم الخبرات منحت المفاوض القطري مرونة وقدرة واسعة على تفادي مثل هذه التحديات”.

ومضى قائلا “من الخليج إلى المحيط، لا توجد دولة عربية ـ على الصعيد الرسمي والشعبي والإعلامي ـ لها مثل هذه المواقف الجلية المشرفة من القضية الفلسطينية، ولا يوجد إعلام عربي له مثل هذه المواقف الداعمة للحق الفلسطيني، في غزة والقدس وسائر فلسطين، والأمر لا يتوقف على قناة الجزيرة فقط، بل يمكن لأي متصفح للصحف القطرية المحلية ومواقعها الالكترونية والتليفزيون المحلي أن يرى تلك الروح المشبعة بحب فلسطين ونصرة قضيتها العادلة، في أخبارها ومقالاتها، بل ربما موقف الصحف المحلية والتليفزيون المحلي أكثر حماسة في هذا المجال، لأنه يتخفف من إحراجات دولية تتعرض لها قناة الجزيرة، بحكم الحضور العالمي لها في الشرق والغرب”.

وأضاف أن “الدوحة هي عاصمة الضمير العربي اليوم، بلا منازع، والدوحة هي العاصمة الخليجية التي حفظت كرامة الخليج العربي في القضية الفلسطينية، بعد أن ساءت سمعته بفعل ما يحدث من إعلام دول مجاورة، يتسابق مع الإعلام الإسرائيلي في خذلان المقاومة الفلسطينية بل والتحريض على غزة وأهلها، وللأمانة فإنه يحسب هنا ـ في سجل الشرف ـ موقف الأشقاء في الكويت وعمان “.

وأكد أنه “لا يمكن لي ـ كأحد أبناء الربيع العربي ـ أن أنسى انحياز قناة الجزيرة، وقطر دولة وشعبا، للربيع العربي، لأشواق الشعوب للحرية والعدالة والكرامة، ودفعت الثمن غاليا لهذا الموقف، لكنها لم تتراجع لسنوات طويلة، لا يمكن أن أنسى أن قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي منحت سفارة سوريا لديها لممثلي الثورة السورية، وليس لممثلي الطاغية بشار الأسد، وما زالت تساند قضية الشعب السوري في مختلف المحافل الدولية والعربية، وهذه مواقف لا يمكن أن تحسب كمصالح سياسية، لأنها عكس منطق المصالح، ولكنها تحسب في قوانين النبل الإنساني وأخلاق الفروسية وميراث العرب في نصرة المظلوم وإجارة المستجير”.

وأشار إلى أن “قطر دولة صغيرة المساحة وصغيرة في عدد السكان، ولكنها كبيرة وعظيمة بالأدوار النبيلة والمهمة التي تقوم بها، وبنجاحاتها التي تحققها في مختلف المجالات، من أول الرياضة حتى الدبلوماسية والسياسة والحضور العالمي، مرورا بالاقتصاد وتصدرها قمة إحصائيات عربية وعالمية في مجال التعليم والثقافة والتنمية والصحة والرفاه الاجتماعي، ولا يمر يوم بل يكاد لا يمر ساعة إلا وتسمع صدى اسمها في الإعلام العالمي، والعواصم الدولية الكبرى تتطلع لنشاطها وتترقب بشغف نتائجه، على الرغم من التحرش الدائم بها، من مختلف الدوائر، البعيدة والقريبة، عربية وأوروبية، مع الأسف، لكنها بقياداتها الشابة يبدو أنها تمرست على مواجهة مثل هذه التحرشات، ومحاولات حصارها، سياسيا ودبلوماسيا وغير ذلك، فبرهنت على أنها عصية على الكسر وعلى لي الذراع”.

ولفت إلى أنه “في هذه الأزمنة العربية الكئيبة، التي تتبجح فيها الخيانات، والحسابات السياسية الرخيصة، ضيقة الأفق، وقصيرة النظر، وتنتشر الإحباطات بين الأجيال الجديدة، وتتسع التمزقات ـ بفعل فاعل ـ في أكثر من بلد عربي، تبرز أهمية النموذج القطري، وأهمية دعمنا لهذا النموذج وحمايته، والتأكيد على أصالته وعروبته ونبل مواقفه، آملين أن يكون قدوة للآخرين، وحافزا للآخرين، أو على الأقل، نحتفظ ببقية ثقة في عروبتنا، والثقة في أن النبل والفروسية وأخلاقها، لم يموتا بعد في بلاد العرب”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى