استهلت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، بقوله سبحانه وتعالى “اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة ۖ إن الصلاة تنهىٰ عن الفحشاء والمنكر ۗ ولذكر الله أكبر ۗ والله يعلم ما تصنعون”، وبقول نبينا صلى الله عليه وسلم “أول ما يحاسب به العبد الصلاة” .
وجاء في خطبة الجمعة أن “أحد الأركان الخمسة الأساسية التي أمر بها ديننا العظيم الإسلام هي الصلاة وكما قال نبينا صلى الله عليه وسلم، الصلاة هي عمود ديننا ونور أبصارنا وفرح قلوبنا ومفتاح جنتنا، نكتسب من خلال الصلاة وعي العبودية والمسؤولية وننال رضا الله ورحمته ومغفرته التي لا نهاية لها من خلال الصلاة، ونتخلص من المشاكل التي تضيق نفوسنا بالصلاة؛ ونحقق مناخا من السلام والطمأنينة من خلال الصلاة، ويجتمعون في الصلاة كتفا إلى كتف في نفس الصف؛ ونعزز وحدتنا وتضامننا وأخوتنا بالصلاة”.
وأضافت أن “الصلاة هي تعبير عن امتناننا وشكرنا لله على النعم التي أنعم بها علينا وهي عبادة استثنائية تذكرنا بأننا في حضرته وتحت إشرافه، و الصلاة هي مظهر من مظاهر محبتنا وإخلاصنا لربنا وهي علامة تميز المسلمين وهي إنعكاس لإيماننا بالحياة”.
وأشارت إلى أن “الصلاة تبعدنا عن كل أنواع الشر وتمنحنا العديد من العادات الجيدة”، مشيرة إلى أن “الوضوء الذي نتوضأه قبل الصلاة يعلمنا أنه يجب علينا أن نتطهر من الأوساخ المادية والروحية، والتوجه نحو الكعبة يخبرنا عن ترك الشؤون الدنيوية وراءنا والوقوف في حضرة الله عز وجل”.
وتابعت أن “بدء الصلاة بقول (الله أكبر) يؤكد أنه يجب علينا أن نلجأ إلى الله في كل ما نقوم به. والقيام يأمرنا أن نقف إلى جانب الحق وأن نقف ضد الظلم والظالمين. والتلاوة إنها تذكرنا أنه كما نقرأ القرآن يجب علينا أيضا أن ننقل أحكامه إلى حياتنا كلها. والركوع يخبرنا أنه لا ينبغي لنا أن نركع لغير الله. والسجود يجعلك تشعر بلذة القرب من الله. والسلام يعلمنا أنه يجب علينا أن نحب إخوتنا وأخواتنا وأن نجعل السلام والثقة تسود بيننا”.
ولفتت إلى أن “الصلاة خمس مرات في اليوم فرض على كل مسلم، ذكرا أو أنثى عاقل بالغ، ولا يجوز للمسلم أن يترك صلاته إلا لعذر شرعي. ولا يجوز له أن يترك الصلاة للصدفة بقوله (سأصليها لاحقا)”.
وتابعت “الحقيقة أن ربنا عز وجل يقول في القرآن الكريم (وأمر أهلك بالصلٰوة واصطبر عليهاۜ)، كما يجب على المسلم أن يجعل أهله يحبون الصلاة بالرحمة والرأفة والكلمة الطيبة والوجه الباسم. وفي الواقع، قال نبينا صلى الله عليه وسلم (مروا صبيانكم بالصلاة لسبع سنين)، فأتى باب فاطمة وهي ابنته الوحيدة ودعاها إلى الصلاة فقال (الصلاة يا أهل البيت)”.
ودعت خطبة الجمعة إلى أن “نقف أمام ربنا بصدق وإخلاص وخشية فلنحرص على أداء صلواتنا في الجماعة فلا نحرم أنفسنا وأهلنا من الأجواء الروحانية لمساجدنا. فلننعش قلوبنا بالصلاة. دعونا نتخلص من عبء الخطايا من خلال الصلاة . فلننظم وقتنا بالصلاة. فلنرتب عملنا حسب أوقات الصلاة. دعونا لا نهمل صلواتنا أبدا ولا ننخرط في ملذات الدنيا الفانية”.
وختمت خطبة الجمعة ببشارة نبينا صلى الله عليه وسلم “خمس صلوات افترضهن الله تعالى، من أحسن وضوءهن، وصلاهن لوقتهن، وأتم ركوعهن وخشوعهن، كان له على الله عهد أن يغفر له، ومن لم يفعل، فليس له على الله عهد، إن شاء غفر له، وإن شاء عذبه”.