مميزمنوعات

خطبة الجمعة في تركيا.. غضب المؤمن يجب أن يكون دعما للحق وضد الباطل

أكدت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، على أن أحد الأمراضِ التي تُهدد صحة القلوب، وتُطفئ نور العقول، وتُفقدُ الإنسانَ سكينته، هو الغضبُ. فكم من مواقف رأينا فيها الغضب يُحوّل الإنسان إلى وحش كاسر، يُفقدُهُ الحكمة والرشادَ، ويُجرّهُ إلى مهاوي الفسادِ والإثم.

وجاء في خطبة الجمعة “روي عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم، أوصني، قال: لا تغضب. فرددها مرارا، قال: لا تغضب)”.

وأضافت “نحن بشر، وبسبب طبيعتنا نشعر أحيانا بالسعادة وأحيانا بالحزن. أحيانا نتصرف بهدوء، وأحيانا نتصرف بغضب. واجبنا ليس أن نكون عبيدا للمشاعر السلبية، بل أن نجعل الحياة ذات معنى بالصفات الجيدة”.

وتابعت “أحد المشاعر التي نمتلكها كبشر هو الغضب. إذا تم استخدام الغضب بشكل مناسب فإنه يساعدنا في القضاء على الهجمات على عائلتنا ووطننا وقيمنا. ومع ذلك، فإن كونك عبدا للغضب يسبب مشاكل لا يمكن إصلاحها ويبعدنا عن رحمة الله ومحبة الناس. الاستسلام للغضب يسبب العنف والاضطرابات والفوضى في المجتمع”.

وأشارت إلى أن “غضب المؤمن يكون في جانب الحق وضد الباطل وصديق المظلوم وعدو الظالم ويكون رأفة ورحمة للأخيار ومنعا وتصدية للأشرار. باختصار فإن غضب المؤمن مفتاح للخير ومغلاق للشر”.

وزادت أنه “عندما يسيطر الغضب على العقل يختفي الإدراك والوعي عند الإنسان ويصبح لا يرى ولا يسمع. وعندما يسيطر الغضب على القلب تضعف المشاعر ويقسى القلب ويقل الحب والاحترام ويزداد العنف والكراهية. وعندما يسيطر الغضب على النفس يختفي الصبر والتسامح ويصبح الإنسان سليط اللسان وجارحا للقلوب”.

وتابعت أنه “لسوء الحظ، نسمع المزيد والمزيد من الأخبار ذات العبرة عن الناس الذين يستسلمون لغضبهم. الغضب في الأسرة ووسائل التواصل الاجتماعي وحركة المرور ومجالات الحياة المختلفة يسبب العديد من الأحداث المحزنة. وفي لحظة من الغضب تنقطع أواصر الرحم والصداقة والأخوة، تاركة الحقد والكراهية والعداء. فالأسر تتفكك، وتنطفئ المواقد، وتزهق الأرواح، وتتلاشى الآمال”.

ولفتت إلى قوله تعالى “وٱلذين يجۡتنبون كبٰٓئر ٱلۡإثۡم وٱلۡفوٰحش وإذا ما غضبوا همۡ يغۡفرون”، مضيفة “لذلك دعونا نجعل الرحمة ترياقا للغضب. دعونا نتعامل مع كل روح مخلوقة برحمة. دعونا نبتعد عن جميع أشكال العنف والكراهية والبلطجة. ودعونا أن لا نكون أسرى للغضب من خلال اتخاذ طريق العفو والمغفرة. فلنطهر قلوبنا من العداوة والحقد والانتقام”.

وأشارت إلى قوله صلى الله عليه وسلم “ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب”، مؤكدة على أنه يجب أن “نكظم غضبنا بالصبر، ونكون صامدين ونحافظ على هدوئنا في المصائب ونلجأ إلى الله في مواجهتها. وكما علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم أننا عندما نغضب نقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وإذا استطعنا فلنتوضأ، ونحاول أن نخفف غضبنا بالجلوس إذا كنا واقفين، أو بالإستلقاء إذا كنا جالسين”.

واختتمت الخطبة بقوله سبحانه وتعالى “الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ۗ والله يحب المحسنين”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى