تقاريرهام

⁠الشذوذ الجنسي.. من يدعمه في العالم ولماذا كل هذا الترويج لهذه الظاهرة؟ (تقرير)

تتعالى وبشكل متواصل الأصوات الرافضة لظاهرة الشذوذ الجنسي وكل من يروج لها، في الوقت الذي يتزايد فيه الدعم لهذه الظاهرة في العديد من الدول والمجتمعات، لاسيما في الغرب.

من يدعم الشذوذ الجنسي؟

يؤكد مراقبون أن هناك العديد من المنظمات التي ترفع شعارات “حقوقية” تدعم حقوق الشواذ جنسياً، وتطالب بما تسميه “المساواة وعدم التمييز”.

كما أن هناك بعض الأحزاب السياسية في العديدمن الدول تتبنى دعم الشذوذ الجنسي والترويج له ضمن برامجها وتدافع عنها في البرلمانات والمحافل الدولية.

وأشاروا إلى أن الكثير من المشاهير في مجالات الفن والرياضة والإعلام أعلنوا عن دعمهم للشذوذ الجنسي ما ساهم في جذب المزيد من الدعم، يضاف إلى ذلك أن عدداً من الشركات والمؤسسات العالمية الكبرى أصبحت تدعم قضايا الشواذ، وذلك لأسباب أخلاقية وتجارية على حد سواء.

وفي هذا الصدد، قال الكاتب والمحلل أحمد العربي لـ”وكالة أنباء تركيا” إن “هناك تغييرات حصلت في العالم بعد انتشار الفكر الليبرالي المقترن مع التقدم العلمي في القرون الأخيرة وفك الارتباط بالأديان وتحييدها عن حياة الناس ونشوء العلمانية والتصريح بحرية الإنسان وحقه أن يمارس الجنس وفق هواه دون أي ضابط، حيث تم تشريع العلاقة الجنسية غير الشرعية وكذلك الشذوذ الجنسي بين الذكور وبين الإناث، ووصل الأمر لتنوع ذاك الشذوذ مع الحيوان والأدوات، والوصول إلى تبريره بالقانون في بعض المجتمعات والدول الغربية وحتى إعلان الزواج بين المثليين ذكورا وإناث، مع تبعات ذلك من تبني أولاد وزرع نطاف… إلخ”.

وأضاف “يحاول المدافعون عن الشذوذ الجنسي أن يصوروه على أنه حرية شخصية، لكنه في الحقيقة وبالعمق هو تحدي للقانون الطبيعي الذي خلقنا الله بموجبه وحصول التزاوج بين الذكر والأنثى لاستمرار النسل في الدنيا للبشر وكل الكائنات منذ بدء الخليقة على الأرض”.

وتابع العربي أن “هذه الظاهرة هي استهداف ضمني لمؤسسة الأسرة بصفتها المصنع الاجتماعي لإنجاب الأبناء وتأهيلهم وفق العقائد والأديان والقيم الاجتماعية”.

وزاد قائلاً، إن “دعم الشذوذ الجنسي يعني اليوم محاربة الأديان والعقائد لأنها هي الضابط الاجتماعي والقيمي للبشر في المجتمعات. كما أنه يعني تحويل الإنسان ذكر أو أنثى إلى كائن جنسي غريزي مهووس بأهوائه وفك ارتباطه بالدين والقيم ومفهوم العائلة والإنجاب”.

وأضاف العربي أن “هناك دعوة عالمية كاذبة بأن البشرية لا تحتاج المزيد من الولادات، لأن الأرض لم تعد قادرة على إطعام الأبناء الجدد، والحل هو بإباحة العلاقات الجنسية الشاذة التي لا تؤدي للإنجاب.. والحديث يطول”.

لماذا كل هذا الدعم؟

تتعدد الأسباب التي تقف وراء الدعم المتزايد لظاهرة الشذوذ الجنسي، ومن أهمها:

  • شعار حقوق الإنسان: يزعم المدافعون عن ما يسمونه حقوق الشواذ أن التوجه الجنسي والهوية الجنسية من الحقوق الأساسية للإنسان، وأنه لا يجوز التمييز ضد أي شخص على أساسهما، على حد تعبيرهم.
  • شعار المساواة والعدالة الاجتماعية: يدّعي ويزعم الكثيرون أن من حق الشواذ التمتع بنفس الحقوق والفرص التي يتمتع بها غيرهم من المواطنين، بما في ذلك الحق في الزواج وتكوين أسرة.
  • شعار التنوع والشمولية: يحاول البعض الترويج أن التنوع الجنسي هو جزء من التنوع البشري، وأن قبول الاختلاف والاحتفاء به يساهم في بناء مجتمعات أكثر شمولية وتسامحاً.
  • التأثير الاقتصادي: ويدّعي المروجون لدعم الشواذ أن الترحيب بهم يساهم في تعزيز الاقتصاد وجذب الاستثمارات والسياحة، وفق مزاعمهم.

وتعقيباً على ذلك، قال المحلل في الشأن السياسي الإسلامي الدكتور عاطف نموس لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “الله عندما خلق الخلق جعل من كل زوجين اثنين الذكر والأنثى، فالذكر خلق ليكون ذكراً وكذلك الأنثى حتى في غير الإنسان من المخلوقات الأخرى. الله سبحانه وتعالى خلق الرجل مكملاً للمرأة والمرأة مكملة للرجل وهذا هو التكامل الإنساني. وأما ما يسمى الجنسية المثلية فهي إخفاق إنساني”.

وأضاف أن “جميع الأديان السماوية ترفض وتحرم الشذوذ الجنسي، إلَّا أنَّه رغم ذلك فقد وصلت المطالبات من الداعمين للمثلية إلى بابا الفاتيكان ومنظمة اليونيسف التابعة للأمم المتحدة لدعم الشاذين جنسياً، وهو ما يوضح حجم المشروع الذي يروَّج له وخطره على العالم”.

وأكد نموس أن “الشذوذ الجنسي هو أمر خطير على المجتمع والأسرة، يهدف إلى جرِّ الأطفال والشباب والجيل الناشئ للانحراف عبر إثارة الشهوات والغرائز حتى يصبحوا مجرَّد (تابعين) لكي يسيطروا عليهم بالغرائز والشهوات مما يجعلهم تابعين ومنقادين يسهل توجيههم والسيطرة عليهم”.

ولفت نموس إلى أن “موضوع الترويج للشذوذ الجنسي – الذي دخل مراحل متقدِّمة – يستوجب المزيد من الحذر والانتباه من المجتمع والأسرة، في حين أن الدعوة للشذوذ ليست للتسامح ودعم حقوق (مجتمع الميم الشاذ) كما يروجون له وشعار القوس قزح وألوانه التي تعتبر فخراً للمثليين ورمزاً للسلام المزعوم، بل إن الدعوة للشذوذ تأتي ضمن خطط ممنهجة مدعومة بالمال اللا محدود وبسلطة القوانين من دول وشخصيات كبيرة ومشاهير على مستوى العالم، وقد أقاموا عدة اجتماعات ولقاءات لتحقيق أهدافهم وقاموا بتوصياتهم وكانت أول توصية وقرار لهم هو دعم المثلية والشذوذ الجنسي بالعالم أجمع ووضع حقوق لهم والسماح بإقامة زواج المثلية نظامياً في قوانين الدول”.

وأوضح أنه “وبقراءة مدققة يُمكن أن نلخص الأسباب النفسية التي قد تكون مجتمعة وقد تكون متفرقة؛ من حيث العدد أو حتى من حيث درجتها – في الجوانب التالية: شعور الشاذ بأنه شخص غير محبوب (شعوره بعدم القبول)، افتقاده لدور الأب القدوة في جوانب الرجولة في مراحله الأولى لتكوين شخصيته، افتقاد دور الأب يؤدي إلى ارتباطه الزائد بالأم مما يجعل سلوك الأنثى هو القدوة، الأنانية عند الأم النسوية التي حطمت دور الأب في الأسرة وحرمت الأبناء من مصدرية الرجولة في الأسرة، رفض الأنداد والانعزال عنهم؛ مما يقلِّل من فرص السلوك المناسب للذكورة بالنسبة للأولاد والسلوك المناسب للأنثى بالنسبة للبنات”.

وزاد نموس موضحا “ينتج عما سبق ضعف الثقة بهويته الجنسية، وفي بعض الحالات قد يكون تعرض لاعتداء الجنسي في مراحل مبكرة، يضاف إلى كل ذلك ممارسة تجارب جنسية مبكرة وقد يكون مارس فيها دور الأنثى”.

وقال أيضاً “يتضح للمتأمل أن السبب الرئيس للشذوذ الجنسي يعود إلى أنه مشكلة نفسية وتربوية بالدرجة الأولى تحدث بسبب خلل في عملية التنشئة، وانحراف في النمذجة السلوكية، فافتقاد القدوة المناسبة والتعرض لخبرات سيئة من قبل عالم الكبار يقود إلى الانحراف عن السلوك السوي”.

وقد بيَّنت الدراسات ارتفاع مستوى المشكلات السلوكية والنفسية بين الشباب الذين يعانون الشذوذ الجنسي، مقارنة بالشباب الأسوياء، ومن هذه المشكلات: الإفراط في تناول المشروبات الكحولية، تعاطي المخدرات، زيادة محاولات الانتحار، كثرة مشكلات الخروج على القانون، ارتفاع نسبة الهروب من المنزل.

إضافة إلى ذلك فقد توصلت دراسة حديثة إلى “دليل قاطع” على ارتفاع نسبة اضطراب القلق العام، ونوبات الاكتئاب القوية، وهواجس الانتحار، وحتى إدمان النيكوتين، ويعاني الصبية المتأنثون بصورة خاصة من ارتفاع نسبة المشكلات النفسية، ومنها الإحساس العميق بالدونية.

وعندما نلقي نظرة عامة على هذه الدراسات، يبدو واضحاً أن المراهق الذي يعلن عن نفسه بوصفه شخصاً شاذاً ترتفع نسبة إصابته بعدوى مرض الإيدز، أو تعرُّضه لأمراض جنسية أخرى، وترتفع نسبة تعرضه للمشكلات النفسية؛ مثل التفكير في الانتحار، وسلوكيات تدمير الذات؛ مثل إدمان تناول المخدرات والمشروبات الكحولية، والاتجاه إلى البغاء، وفق مراقبين ورافضين للشذوذ الجنسي.

وكالة أنباء تركيا

وكالة إخباريــة تركيــة ناطقــة باللغــة العربيــة.
زر الذهاب إلى الأعلى