
كشف تقرير حديث صادر عن شركة التدقيق والاستشارات EY، عن تحقيق تركيا قفزة كبيرة في مجال جذب الاستثمارات الأجنبية، حيث ارتفع عدد مشاريع الاستثمار التي أعلنت عنها الشركات الأجنبية في البلاد بنسبة 17% في عام 2023 مقارنة بالعام الذي قبله.
وأشار التقرير إلى أن هذا النمو الملحوظ دفع تركيا إلى المركز الرابع في أوروبا من حيث عدد مشاريع الاستثمار الأجنبية، متجاوزة إسبانيا ومقتربة من عمالقة القارة مثل ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، حسب ما نشر، الخميس، موقع tgrthaber.
تراجع الاستثمار في أوروبا ونمو استثنائي في تركيا
وعلى الرغم من النمو اللافت في تركيا، أشار التقرير إلى انخفاض إجمالي مشاريع الاستثمار الأجنبي في أوروبا بنسبة 4% في عام 2023 مقارنة بالعام الماضي.
ويعزى هذا الانخفاض إلى عدة عوامل، بما في ذلك تداعيات جائحة “كورونا” والتوترات الجيوسياسية، ومع ذلك، نجحت تركيا في تجاوز هذا الاتجاه السلبي، بفضل جهود الحكومة التركية في تحسين بيئة الاستثمار وتوفير حوافز مغرية للمستثمرين الأجانب.
تركيا بيئة جاذبة للاستثمارات الأجنبية
تتمتع تركيا بمجموعة من العوامل التي تجعلها وجهة جذابة للاستثمارات الأجنبية، بما في ذلك:
موقع استراتيجي: تقع تركيا على مفترق طرق بين أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، مما يجعلها مركزًا تجاريًا ولوجستيًا مهمًا.
سوق داخلي كبير: يبلغ عدد سكان تركيا أكثر من 85 مليون نسمة، مما يوفر سوقًا استهلاكية كبيرة للشركات الأجنبية.
قوى عاملة ماهرة: تتمتع تركيا بقوى عاملة شابة ومتعلمة، مما يوفر للشركات الأجنبية الوصول إلى موظفين مؤهلين.
حوافز استثمارية: تقدم الحكومة التركية مجموعة من الحوافز للمستثمرين الأجانب، بما في ذلك الإعفاءات الضريبية والإعانات.
ألمانيا تفقد بريقها
في المقابل، أظهر التقرير تراجعًا ملحوظًا في الاستثمارات الأجنبية في ألمانيا، حيث انخفض عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي بنسبة 12% في عام 2023.
ويعتبر هذا الانخفاض مصدر قلق كبير للاقتصاد الألماني، حيث يشير إلى تراجع جاذبية ألمانيا كوجهة للاستثمارات الأجنبية.
مستقبل الاستثمارات الأجنبية في تركيا
ومن المتوقع أن يستمر نمو الاستثمارات الأجنبية في تركيا في السنوات القادمة، مدفوعًا بالعوامل المذكورة أعلاه وجهود الحكومة التركية المستمرة في تحسين بيئة الاستثمار. وستلعب هذه الاستثمارات دورًا حيويًا في دعم النمو الاقتصادي لتركيا وخلق فرص عمل جديدة.