تقاريرهام

في ذكرى وفاته.. تعرف عليه إنه السلطان محمد الفاتح فاتح القسطنطينية ورمز العصر الذهبي

تصادف، اليوم الجمعة، الذكرى الـ 543 لوفاة السلطان العثماني محمد الفاتح، سابع سلاطين الدولة العثمانية، والذي يعتبر عهده نقطة تحول تاريخية فاصلة بين العصور الوسطى والعصور الحديثة.

نشأته وتعليمه

ولد محمد الفاتح في 30 آذار/مارس 1432 في أدرنة، عاصمة الدولة العثمانية آنذاك. تلقى تعليمًا شاملاً شمل العلوم الدينية واللغوية والرياضية والفلكية والعسكرية. أتقن العربية والفارسية واللاتينية واليونانية، مما ساعده على فهم الثقافات المختلفة وإدارة شؤون الدولة بكفاءة.

توليه الحكم وفتح القسطنطينية

تولى محمد الفاتح عرش الدولة العثمانية في 18 شباط/فبراير 1451، وهو في الحادية والعشرين من عمره. تميز عهده بالفتوحات والتوسعات، أبرزها فتح القسطنطينية عام 1453، الذي كان حدثًا تاريخيًا ضخمًا أنهى الإمبراطورية البيزنطية وفتح الباب أمام توسع الدولة العثمانية في أوروبا.

إنجازاته

لم يقتصر دور محمد الفاتح على الفتوحات العسكرية، بل شمل إنجازاته مجالات عديدة:

الإدارة: أقام نظامًا إداريًا قويًا ومركزيًا، وحدد مهام كل ولاية وديوان.

القانون: وضع القوانين “القانون نامه” لتنظيم شؤون الدولة والمجتمع.

العمران: اهتم بالعمارة والفنون، وأسس العديد من المساجد والمدارس والمكتبات والمستشفيات، بما في ذلك جامع الفاتح الشهير في إسطنبول.

التجارة: شجع التجارة الداخلية والخارجية، وأقام علاقات تجارية مع دول مختلفة.

العلم: دعم العلماء والفنانين، واهتم بنشر العلم والثقافة.

وفاته

توفي السلطان محمد الفاتح في 3 أيار/مايو 1481، عن عمر يناهز 49 عامًا. توجد روايات مختلفة حول سبب وفاته، منها التسمم على يد طبيبه، ولكن لم يتم التأكد من صحة أي منها.

وقبل وفاته، استدعى الفاتح ابنه وأوصاه بالوصية التالية:

“ها أنا ذا أموت، ولكني غير آسف لأني تارك خلفاً مثلك. كن عادلاً صالحاً رحيماً، وابسط على الرعية حمايتك بدون تمييز، واعمل على نشر الدين الاسلامي، فإن هذا هو واجب الملوك على الأرض، قدم الاهتمام بأمر الدين على كل شيء، ولا تفتر في المواظبة عليه، ولا تستخدم الأشخاص الذين لا يهتمون بأمر الدين، ولا يجتنبون الكبائر وينغمسون في الفحش، وجانب البدع المفسدة، وباعد الذين يحرضونك عليها.

إرثه

ترك محمد الفاتح إرثًا كبيرًا، فهو يُعتبر من أعظم سلاطين الدولة العثمانية وأحد أهم القادة العسكريين في التاريخ. ساهم في توسيع رقعة الدولة العثمانية وتحويلها إلى إمبراطورية كبرى، كما أرسى أسس نظام إداري وقانوني قوي. يعتبره الكثيرون رمزًا للعصر الذهبي للدولة العثمانية.

زر الذهاب إلى الأعلى