منوعات

خطبة الجمعة في تركيا.. الوقف الخيري وأهميته

سلّطت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، على “الوقف الخيري”، مبينة أنه إحدى المؤسسات التي أهداها ديننا العظيم الإسلام للإنسانية.

وأضافت “يقوم الوقف الخيري بتقديم المعونات التي لديه منفعة للناس وجميع المخلوقات فقط لوجه الله تعالى. فإن الوقف الخيري هو أحد الفرص التي ائتمننا عليها ربنا لتكون مفتاحنا للجنة”.

وتابعت “الوقف الخيري: هو حركة خيرية يقوم على مفهوم أن (خير الناس أنفعهم للآخرين). إنه ينبوع الخير الذي لا ينقطع”.

وتابعت “الأوقاف: هي من المؤسسات التي تحافظ على صمود الأمم وهي التي تعزز الوحدة والتكاتف، فهي تحافظ على فضائل مثل المشاركة والتعاون والتكافل والتضامن. وأنها تبني مجتمعا آمنا ومسالما. وهي أوقاف تزرع بذور الرحمة والرأفة في عالم الوجود. وتساهم في تطوير ونشر العلم والحكمة والثقافة والفن وتبني جسور الخير والإحسان بين الأغنياء والفقراء. وتساهم في هيمنة العدل والحق والإنصاف والحضارة التي تضمن حياة إنسانية على الأرض”.

وجاء في خطبة الجمعة “لقد كانت مؤسسات الوقف في الإسلام دائما موضع تشجيع، وقد أثنى على القائمين على هذه المؤسسات الخيرية وداعميها. وأسلافنا الذين كانوا يدركون هذه الحقيقة بنو المساجد والمدارس والمستشفيات ومطابخ الفقراء والمكتبات والخانات والجسور والنوافير. ولقد كانت الأوقاف التي أنشئت منذ الماضي وحتى الآن ملجأ للمشردين والأيتام والمسنين، وكانت أملا للمحتاجين وذوي المتاعب والمشاكل، ودارا للشباب الراغبين بالزواج. ولقد أعطيت ثقافة الأوقاف أهمية كبيرة في تاريخنا لدرجة أنه تم إنشاء أوقاف للطيور المهاجرة”.

وأشارت إلى قول نبينا صلى الله عليه وسلم في أحد أحاديثه “إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”، مضيفة أن “أمتنا الحبيبة المتمسكة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخلاص تواصل تقديم العديد من الخدمات المفيدة في الداخل والخارج من خلال مؤسسات الوقف التي تم إنشائها. ونتمنى الرحمة من الله لجميع إخواننا الذين كانوا من رواد مؤسسات الوقف وداعمين لها ورحلوا إلى الآخرة، وندعوا بالصحة والعافية لمن هم على قيد الحياة”.

وأضافت “من المنظمات الخيرية العديدة التي تعد من خدام الخير في بلدنا وقف الدين التركي. فمنذ ما يقرب من نصف قرن يبذل وقفنا جهودا حثيثة لجعل الخير يعم العالم تحت شعار (الأخوة التي لا تعرف الحدود). من خلال خدماته في بلادنا وفي جميع أنحاء العالم؛ فهو يعطي الأمل لجميع المظلومين دون تمييز بين الدين واللغة واللون. وهو ملتزم بالقيم الوطنية والروحية لشبابنا ويسعى إلى تنشئتهم كأشخاص نافعين لبيئتهم ومجتمعهم والإنسانية. وهو يقدم مساعدات أمتنا للعديد من الناس الذين يتعرضون للفقر والكوارث الطبيعية والعنف والحروب”.

ولفتت إلى أن “حضارتنا حضارة وقفية، ولقد كان الوقف موجود منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا. وواجبنا هو حماية هذه الحضارة معا. وأن نستخدم ممتلكات الوقف للغرض الذي وقفت من أجله. وأن نتجنب جميع أنواع المواقف والسلوكيات الخاطئة التي من شأنها الإضرار بممتلكات الوقف”.

وأشارت إلى قوله سبحانه وتعالى “وتعاونوا على ٱلۡبر وٱلتقۡوىٰۖ ولا تعاونوا على ٱلۡإثۡم وٱلۡعدۡوٰنۚ…”، مضيفة “إن أعظم الخير هو مساعدة المظلومين والمضطهدين وحمايتهم من الظالمين. وعلينا كمسلمين حشد كل إمكانياتنا لإنقاذ الأبرياء والأطفال والنساء في غزة من أيدي الغزاة الغاشمين الذين يتعرضون للمجازر والإبادة الجماعية أمام أعين العالم”.

واختتمت الخطبة بتحذير نبينا صلى الله عليه وسلم “إن الناس إذا رأوا ظالما فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب”.

زر الذهاب إلى الأعلى