تقاريرمميز

“حماس تدافع عن الأناضول”.. لماذا قال أردوغان ذلك وما هي رسالته ولمن؟ (تقرير)

قبل أيام، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن “حركة (حماس) خط الدفاع الأول عن الأناضول”، في تصريح يحمل العديد من الأبعاد والرسائل السياسية والاستراتيجية.

وأكد أردوغان في كلمة له خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية في العاصمة التركية أنقرة أنه “إذا لم يتم إيقاف دولة الاحتلال الإسرائيلي فستطمح عاجلاً أم آجلاً بأراضي الأناضول”، مضيفاً أن “حركة (حماس) هي “خط الدفاع الأول للأناضول في غزة”.

ورأى مراقبون أن أردوغان أراد وبهذا التصريح أن يعبر عن دعمه القوي لحركة “حماس” الفلسطينية، والتي تعتبر في نظر العديد من الدول حركة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

ولفتوا إلى أن أردوغان يؤكد على موقف تركيا الثابت في دعم القضية الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، لافتين إلى أن هذه الرسالة موجهة إلى الداخل التركي وكذلك إلى العالم الإسلامي لتأكيد وقوف تركيا إلى جانب حقوق الفلسطينيين.

الحقوقي عبد الناصر حوشان، تحدث لـ”وكالة أنباء تركيا”، قائلا “صدق الرجل لأن (حماس) هي آخر فصيل مقاوم للمشروع الصهيوني الذي يقوم على فرضية إسرائيل من الفرات إلى النيل.. والفرات كما هو معروف يقع في عمق الأراضي التركية وبالتالي فإن قيام الدولة الفلسطينية يعني وضع حدود للكيان وحدود للدولة الفلسطينية، وبالتالي القضاء على حلم أو مشروع إسرائيل الكبرى، لاسيما وأن العلاقات التركية تأزمت جدا بسبب جرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل والتي دفعت تركيا لإعادة تقييم علاقاتها التجارية والدبلوماسية، ووصلت إلى الإعلان عن نيتها الانضمام إلى دولة جنوب إفريقيا في دعواها ضد الكيان الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية، وهذا يعتبر إعلان قطيعة مع الكيان، ما يعزز قناعة أنقرة أن حكومة هذا الكيان ستقوم بأعمال انتقامية من تركيا، الأمر الذي دفع الأخيرة للإدلاء بهذه التصريحات كرسائل تحذيرية للكيان”.

ورأى مراقبون ومحللون أن أردوغان يعتبر أن أمن واستقرار الأناضول (الجزء الآسيوي من تركيا) مرتبط بشكل مباشر بأمن واستقرار المنطقة، وخاصة فلسطين، وهذا يعني أن تركيا ترى في دعمها لحركة “حماس” جزءًا من استراتيجيتها الأمنية الأوسع التي تشمل الحفاظ على استقرار المنطقة القريبة منها.

واعتبروا أن كلام أردوغان يحمل رسالة واضحة إلى الاحتلال الإسرائيلي والدول الغربية التي تدعمه، مفادها أن تركيا لن تتراجع عن دعمها لـ”حماس” وستستمر بالوقوف ضد سياسات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، كما يعكس هذا الموقف رغبة تركيا في أن تكون لاعباً إقليمياً رئيسياً يمتلك تأثيراً في القضايا الهامة في الشرق الأوسط.

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد العربي لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “تصريح الرئيس أردوغان يعيد القضية الفلسطينية إلى أصلها وأن هناك مشروعا احتلالي استيطاني بدأ منذ أكثر من قرن وما قبل وعد بلفور لليهود بوطن قومي في فلسطين عام 1917، وما زالوا مستمرين بمشروعهم الصهيوني الذي يقول (حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل)، وهذا يعني أن المشروع الاستيطاني المباشر للصهاينة يصل للفرات ومنبع الفرات وجزء من مساره في الأناضول تركيا”.

وأضاف “هذا عدا عن النموذج التوسعي الرأسمالي بالهيمنة الصهيونية الواسع النطاق لدول كثيرة في منطقتنا مثل مصر والإمارات والأردن، وهناك دول أخرى مرشحة للتطبيع مع الصهاينة”.

وتابع “أما أن (حماس) خط الدفاع عن الأناضول، فقد قصد الرئيس أردوغان أن المقاومة التي تولدت في فلسطين منذ ما قبل احتلال فلسطين وقيام الكيان الصهيوني عام 1948، والتي استمرت بمسميات مختلفة بدءًا من الثورة الفلسطينية التي حصلت في الثلاثينات وأشعل شرارتها عز الدين القسام، وبعد ذلك العمل الفدائي بقيادة ياسر عرفات ومنظمته فتح ومعه منظمات فلسطينية أخرى انطلقت عام 1965، وبعد ذلك أخذت الراية حماس وقامت بدورها ولا تزال تقوم به في مقاومة الصهاينة والعمل على إلغاء شرعية زائفة على أرض فلسطين”.

وزاد العربي قائلاً، إن “العمل المقاوم عبر قرن لفلسطين هو المشروع المناقض للمشروع الصهيوني وهو الذي سيسقط ذلك المشروع ويحرر فلسطين ويرفع الخطر عن الأناضول والمنطقة كلها، وهذا ما قصده الرئيس أردوغان وهذا ما نأمله”.

زر الذهاب إلى الأعلى