بالتعاون مع تركيا.. الهلال الأحمر القطري يفتتح قرية سكنية ضخمة شمالي سوريا
افتتحت تركيا وقطر، الثلاثاء، مشروعا تنمويا جديدا في الشمال السوري، يهدف لخدمة آلاف المدنيين السوريين.
جاء ذلك خلال حفل خاص أقيم في قرية سوسنباط ـ قباسين شمال مدينة الباب شمالي سوريا، بحضور حشد من المسؤولين الأتراك والقطريين والسوريين.
وحضر الحفل حشد كبير من مسؤولي الهلال الأحمر التركي وولاية غازي عنتاب التركية، وممثلين عن الهلال الأحمر التركي وإدارة الكوارث والطوارئ التركية “آفاد” وممثلين عن الحكومة السورية المؤقتة وعن المجلس المحلي لمنطقتي الباب وقباسين.
أهداف المشروع
يحمل المشروع الجديد اسم “قرية الإنسانية أولا” والذي تم تنفيذه بالتعاون بين إدارة الكوارث والطوارئ التركية “آفاد” والهلال الأحمر القطري، في قرية سوسنباط ـ قباسين شمال مدينة الباب.
ويهدف المشروع الجديد الذي يتألف من 1136 وحدة سكنية مع مستلزماتها، إلى تأمين مأوى كريم للعائلات السورية النازحة الأكثر حاجة وتضررا في الشمال السوري، ونقلها من حياة الخيام التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة الكريمة إلى المعيشة في منزل إسمنتي يقي ساكنيه برد الشتاء وحر الصيف.
التخفيف من البطالة شمالي سوريا
خلال تنفيذ المشروع تم تأمين أكثر من 2500 فرصة عمل للنازحين في مناطق تنفيذ القرية مع تدريبهم على طريقة وأساليب البناء وفق مبدأ “التعلم من خلال التنفيذ” ليشقوا طريقهم لاحقا في مهنتهم الجديدة.
أهم مشاريع الهلال الأحمر القطري السكنية شمالي سوريا
يعمل الهلال الأحمر القطري منذ عام 2015 على تنفيذ مشاريع القرى السكنية والإيواء البديل في الشمال السوري، والتي كان لها كبير الأثر في تغيير حياة النازحين وسكان الخيام.
وعمل الهلال الأحمر القطري خلال هذه الفترة على بناء 13 قرية سكنية في الشمال السوري تضم 3 آلاف و672 شقة مزودة ببنى تحتية متكاملة من شبكات مياه نقية وكهرباء وصرف صحي وطرقات وحدائق، إضافة إلى وجود مسجد ومدرسة ومستوصف ومحلات تجارية في كل قرية.
يشار إلى أن الهلال الأحمر القطري سلم 4 قرى خرسانية في أوقات متفرقة خلال العام الماضي 2023 وهي مؤثثة بشكل كامل ﺑﻤا تحتاجه الأسرة من مستلزمات أساسية.
ومنذ بداية العام الجاري 2024 تم افتتاح قرية كتارا المكونة من 30 مسكنا، واليوم الثلاثاء تم افتتاح قرية “الإنسانية أولا”، مع استمرار العمل ببناء قرية أخرى تضم 600 شقة.
وحسب الهلال الأحمر القطري، يُقدر إجمالي عدد المستفيدين من هذه المشاريع السكنية بأكثر من 22 ألف شخص، مع توفير نحو 7 آلاف فرصة عمل لأرباب الأسر العاملة في البناء.
قرية “الإنسانية أولا” مشروع سكني متكامل
قرية “الإنسانية أولا” هي إحدى القرى السكنية التي نفذها وينفذها الهلال الأحمر القطري في مناطق الشمال السوري، حيث تعتبر أكبر قرية سكانية متكاملة يتم افتتاحها في الشمال السوري، وتتكون من تجمع سكني، الأول يحتوي 1000 شقة سكنية في قرية سوسنباط – قباسين في ريف حلب، والثاني يحتوي 136 شقة في منطقة الباب في ريف حلب.
تتكون “قرية الإنسانية أولا” من 1136 شقة سكنية مبنية من الخرسانة المسلحة موزعة على 143 مبنى مستقلا، كل مبنى يتألف من طابقين، يحتوي كل طابق على 4 شقق.
تبلغ مساحة كل شقة 50 متراً مربعاً وتتكون من غرفتي نوم، وصالة معيشة، ومطبخ مستقل، وشرفة، وحمام أرضي منفصل، مع تزويد كل شقة بخزان مياه سعة 500 لتر.
تم تأثيث الشقق بالمستلزمات الأساسية التي يحتاجها المستفيدون لتكون جاهزة للمعيشة فور تسليمها للأهالي كالحصر والسجاد والفرشات والبطانيات والوسائد، وكذلك تم تجهيز المطبخ بالأدوات اللازمة، مع توفير غاز 3 رؤوس وأسطوانة.
تم تزويد القرية ببنية تحتية كاملة تشكل شبكة مياه عامة للشرب، وشبكة عامة للصرف الصحي، ومنظومة طاقة كهربائية شمسية، وخزان مياه عال بسعة تخزينية تصل إلى 150 متر مكعب من الماء النظيف، وسور، وغرفة إدارية، إضافة إلى الطرق المعبدة، والمساحات العامة ومواقف السيارات والمسطحات الخضراء.
كما تم توف المساحات الصديقة للأطفال مع تجهيزها بمجموعتي ألعاب مناسبة لهم.
وتم أيضا بناء منشآت خدمية متكاملة داخل القرية، وهي: مسجد كبير مع منارة بمساحة 600 متر مربع يتضمن في القسم العلوي منه مصلى خاص للنساء بمساحة 100 متر مربع، ويتضمن دورات مياه ومواضئ مخصصة للرجال وأخرى مخصصة للنساء، مع مكتبة، ومكتب للإمام.
تم تأثيث المسجد بما يلزمه من عوازل للأرضيات، والموكيت، إضافة إلى التجهيزات الصوتية الداخلية والخارجية، ومنظومة الإنارة التي تعمل بالطاقة الشمسية، وبرادات مياه الشرب، والمراوح السقفية.
كما تم تجهيز القرية في الجانب الآخر بمسجد إضافي بمساحة 125 متر مربع، مؤثث أيضاً ﺑﻤا يلزمه من فرش وسجاد وأجهزة صوتية وإنارة وبرادات ومراوح.
وتضم القرية أيضا مركزا صحيا مكونا من طابق ﺑﻤساحة إجمالية تصل إلى 500 متر مربع مكون من 16 غرفة وقاعة صممت كغرف عيادات، وقاعات انتظار، وغرفة صيدلية، وغرف إدارية، ودورات مياه للذكور والإناث، وبوفيه.
كذلك تضم القرية مركزا صحيا إضافيا في تجمع الـ 136 شقة مع ما يحتاجه من مرافق خدمية، وكذلك تركيب مجموعة إضافية لألعاب الأطفال ضمن المساحة المخصصة لهم في ذات التجمع الملحق، إلى جانب مدرسة مكونة من 3 طوابق بمساحة تزيد عن 1500 متر مربع بسعة 24 غرفة صفية، مع مختبر، وغرف إدارية، وبوفيه.
وتم تأثيث المدرسة بكل المستلزمات اللازمة لبدء العملية التعليمية من مقاعد دراسية وألواح للكتابة وخزانات ملفات وطاولات وكراسي إدارية ومدافئ ومراوح سقفية.
وتضم القرية أيضا 24 محلا تجاريا لتوفير مستلزمات السكان وحاجاتهم اليومية.