مقابلاتهام

ناشط شبابي لبناني: “الإبراهيمية” استراتيجية ناعمة لاغتصاب الوعي الإسلامي والعربي (مقابلة)

الناشط الشبابي اللبناني الشيخ فادي رنّو تحدث لـ"وكالة أنباء تركيا"

حذّر الناشط الشبابي اللبناني الشيخ فادي رنّو من ما تسمى “الديانة الإبراهيمية”، مؤكداً أنها “خديعة استراتيجية تهدف إلى التسويق للكيان الصهيوني الغاصب من جسم منبوذ إسلامياً إلى جسم مقبول به”.

كلام الشيخ رنّو وهو رئيس مؤسسة “جذور للثقافة والفكر” وخطيب متطوع في مساجد صيدا (جنوبي لبنان) ومدرس مادتي العقيدة وأصول الفقه في المعاهد الشرعية ومهتم بالشؤون الفكرية، جاء في لقاء مع “وكالة أنباء تركيا”.

وقال الشيخ رنّو إن “الإبراهيمية؛ لا شك أن هذه التسمية داخلةٌ في إلباس الباطل لبوسَ الحق، وهي ركن أساس من استراتيجيةٍ ناعمةٍ ترمي إلى اغتصاب الوعي الإسلامي والعربي باتجاه دمج الكيان الصهيوني في المنطقة وإضفاء الشرعية على النموذج الفكري الأمريكي والغربي. استراتيجيةٌ قديمةٌ قدمَ (اتفاقية الشعوب الأصلية) عام 1989، مستجدّةٌ مع مبادرة (مسار الحج الإبراهيمي) عام 2004، متجددةٌ مع (الاتفاق الإبراهيمي)عام 2020، حيث رفعت الأطراف عقيرَتَها بالتطبيع الصريح مع الاحتلال”.

وتابع قائلا إنها “استراتيجيةٌ اكتملت أساساتها في عهد أوباما وتبَلْوَرَت فكرتها مع إدارة ترامب تحت عنوان (خدمة السلام في الشرق الأوسط وإنهاء الصراع)، وتلقّفتها العواصم الغربية بالقبول.. وها هو (بايدن) يهروِل على أربعٍ لإنجاز مشروعه للشرق الأوسط في سباق ماراثوني مع موعد الانتخابات الرئاسية، بينما آلة الدمار الصهيونية ترتكب أشنع صوَر الإبادة الجماعية على أرض فلسطين بشراكةٍ أمريكية سافرة”.

وأشار إلى أن “الشخصية المنحولة والمصطلح الملغوم: إبراهيم عليه السلام”، مضيفا “أمّا ما نعرفه نحن من خلال الوحي أن إبراهيم عليه السلام ملّتُه التوحيد الخالص لله تعالى (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ)، ودينه الإسلام (مَا كَانَ إِبْرَٰهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ)، بل ولم يكن في عهده يهود ولا نصارى ولا توراة ولا إنجيل!! (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ)”.

وزاد الشيخ رنّو قائلا “هذا يعني ‏أن الدين الجديد سيتجاوَز كافة النصوص القرآنية والنبوية التي تتعارض مع التوجه الأمريكي وسيتمّ تأويلها حداثياً لتتساوَق مع مقررات مركز راند (مركز غربي يدعو لتشويه الإسلام وفرض تشكيلاتٍ مشوّهة)”.

وأضاف “لكن الخطة قضت باستغلال شخصية نبي الله عليه السلام تيَمّناً بأبي الديانات كلها الذي لا يوجد شخص يؤصّل لهذه الوحدة أفضل ‏منه كما عبر السفير الأمريكي لدى الكيان الصهيوني (ديفيد فريدمان) في وصفه لصفقة التطبيع مع الإمارات العربية المتحدة”.

وختم الشيخ رنّو قائلا “إذن؛ نحن أمام عمليةِ خداعٍ اصطلاحيةٍ مدعومةٍ بضغوط سياسية واقتصادية من الإدارة الأمريكية ومَن ورائها مِن اللوبيات ومدعّمةٍ بحملة تسويق دعائيةٍ ومغطّاةٍ نفقاتُها من الممالك النفطية العربية؛ ظاهرُها ‏نشر المحبة والتسامح وإيجاد القيام المشتركة ونبذ الكراهية، وباطنها تحويل الكيان الغاصب من مجرد جسم غريب عن المنطقة إسلامياً وعربياً إلى جزء طبيعي لا يتجزأ منها يشاركها النسبةَ إلى (إبراهام) بعد صِبغة الكيان الصهيوني العلماني بالصبغة اليهودية بحسب الدباجة الدينية التي أقيمَ عليها”.

زر الذهاب إلى الأعلى