تقاريرهام

تحذيرات: انتشار الشذوذ الجنسي هو المسمار الأخير في نعوش المجتمعات (تقرير)

يتفق الكثيرون أن انتشار الشذوذ الجنسي هو المسمار الأخير في نعش أي مجتمع، لافتين إلى أن الشذوذ الجنسي يتعارض مع القيم الأخلاقية والدينية السائدة ويؤدي إلى تفكك الأسرة التقليدية التي تُعتبر نواة المجتمع.

وفي هذا السياق، لفت مراقبون إلى أن مجتمع اوروبا مهدد بالفناء بسبب انتشار ممارسات وأفكار شاذة مثل الشذوذ الجنسي والنسوية، التي شجعت على تقويض النظام الأسري وحاربت مفاهيم الأسرة والأبوة والأمومة والزواج وحتى الأنوثة والذكورة، وفق تعبيرهم.

وأكدوا أن الشذوذ الجنسي عادة غربية يجب أن يتصدى لها المجتمع (مسلم ومسيحى) لأننا شعب متدين بالفطرة، حسب كلامهم.

واعتبر آخرون أنه عندما تتبنى أمريكا “دين الشذوذ الجنسي” ويشرعنه بابا الفاتيكان، فإننا ندرك الظروف التي وصل إليها قوم لوط عليه الصلاة والسلام حتى استحقوا عقاب الله تعالى (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ* مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ ۖ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ)”.

وأضافوا “وليعلم الجميع أن نشر الشذوذ الجنسي وضرب أسرنا ومجتمعاتنا هو الوجه الآخر للعدو الصهيوني المحتل وحربه الناعمة علينا، وبإذن الله لن ينتصر في أي من حروبه وحسبنا قول الله تعالى ﴿كُلَّما أَوقَدوا نارًا لِلحَربِ أَطفَأَهَا اللَّهُ وَيَسعَونَ فِي الأَرضِ فَسادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ المُفسِدينَ﴾”.

وفي هذا الجانب، قال أحمد الحسني، الأمين العام المساعد لرابطة علماء المغرب العربي لـ “وكالة أنباء تركيا”، إن “الشذوذ الجنسي ظاهرة خطيرة تضرب المجتمعات في مقتل فهي تخالف الفطرة الإنسانية السليمة، وتهدد وجود العائلة التي هي بنية اجتماعية مقدسة كما دلت على ذلك نصوص القرآن (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)، فوجود العائلة المكونة من ذكر وأنثى هو سر بقاء الشعوب وبقاء الإنسانية، ويضاف إلى هذا أن عمل قوم لوط من الكبائر العظيمة التي نص القرآن على التحذير منها وحذرت منها السنن النبوية”.

وأضاف أن “هذه الأعمال الخبيثة لا تناسب التاريخ المشرف لأمة مثل الشعب التركي المسلم” أو أي شعب عربي مسلم آخر.

ورأى محللون وأكاديميون أن “هناك جمعيات ماسونية غربية تزج وتدفع بفئة معينة من الشابات والنساء اللاتي خرجن عن عاداتهن وعادات المجتمع الإسلامي، للدخول في الإلحاد و نشر الفاحشة والزنى و الشذوذ الجنسي باسم الحريات و العنصرية، مؤكدين “نحن مجتمع إسلامي عريق ولا نسمح بتشويه أسرنا ولن نسمح باختراق عقول شبابنا و تدميرها وتحييدها عن دين محمد صلى الله عليه وسلم”.

من جهته، يؤكد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن الأديان السماوية “تجمع على التحريم القاطع التام للشذوذ الجنسي ومخالفته للفطرة السليمة ولبقاء الجنس البشري”.

وحذّر الاتحاد من أن “العلاقات الجنسية الشاذّة” مُحرّمة بإجماع من جميع المذاهب الإسلامية، وكذلك في جميع الأديان والشرائع المُنزّلة، مثل اليهودية والمسيحية وغيرهما، مُحذّرًا من جرّ البشرية إلى مخاطر وجودية وحضارية بسبب محاولات تطبيع المِثلية الجنسية”.

ورد رافضون لهذه الظاهرة بالقول، إن “الغرب بقياداته المرتهنة لقوى خفية، يسعى لنشر الشذوذ الجنسي والمثلية وغيرها من القيم الجديدة بهدف تدمير المجتمع البشري بطرق مختلفة الى جانب الحروب والنزاعات”.

من جانبه، قال الباحث والمفكر الإسلامي، بسام بنيّان والمهتم بشؤون الأسرة وما تتعرض له من أخطار كالحركة النسوية، من الذكور والإناث، والمثلية والجندر، إن “الشذوذ الجنسي هو انحراف عن الجادة، وانحراف عن الطريق المحدد شرعًا، أو هو ضروب من الممارسة الجنسية يخرج فيه أصحابها عن سبل الاتصال الجنسي الطبيعي المألوفة، بمعنى أن الشخص الشاذ جنسياً هو الذي يجد متعة جنسية بعيداً عن عملية الجماع الحقيقية بين الذكر والأنثى عن طريق الزواج”.

وأضاف في حديثه لـ “وكالة أنباء تركيا”، “ومن ثم كان شرع الله منكرًا للعلاقات الجنسية الشاذة، سواء وقعت بين الذكور أو بين الإناث أو بين الذكر والأنثى؛ وذلك لما فيه من مخالفة لخلق الله، وللذوق السليم، وللغاية السامية من شرعية الزواج، وهي حفظ العرض والنسل، ومنع الاختلاط المحرم”.

وأنذر من أن “الزواج المثلي عبارة عن زواج بين جنس محدد من نوع واحد (رجل مع رجل) أو (امرأة مع امرأة)، بينهما عقد رسمي يعقد بواسطة محام، بموجبه يعيش ما يسمى بالزوجين في منزل واحد، وهو أهم أشكال الشذوذ الجنسي شيوعاً وأكثرها قذارة”.

وتابع “وتعتبر المثلية الجنسية من الآفات الاجتماعية التي كانت مقتصرة على المجتمع الغربي، إلا أنها عرفت انتشاراً واسعاً بمجتمعنا وبالرغم من أنها لا تتوافق مع قيمنا الإسلامية، إلا أنها تفشت بشكل مخيف ومست جميع الفئات والأعمار، وظهرت وترعرعت وعبَّرت عن نفسها من خلال مواقع الإنترنت، وغرف الدردشة والمدونات”.

وأوضح قائلاً “عادة الزواج المثلي عادة سحيقة مارسها قلة شاذة منحرفة عبر العصور، وهي عادة حيوانية تمارسها  الحيوانات، وبالتالي لا يفكر في مثل هذا العمل إلا إنسان معتوه وغير سوي، وفي الأغلب معظم الذين عملوا بمثل هذا الزواج يعتبرون من مروجي ومتعاطي المخدرات والخمور، ومزوري المال والمنضمين في عصابات النهب والسرقة والدعارة”.

وتحدث  بنيّان عن رأي الإسلام في المثلية الجنسية قلئلاً، إن “ممارسة المثلية الجنسية محرمة بالقرآن والسنة وإجماع المسلمين، والأدلة على ذلك من القرآن الكريم كثيرة، منها:

  • قول الله تعالى: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ}.
  • قوله تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أحد مِّن الْعَالَمِينَ}.
  • قوله تعالى: {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ}.
  • من السنّة قول الرسول صلى الله عليه وسلم “من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به”.
  • قوله صلى الله عليه وسلم “السحاق زنا النساء بينهن”.

ووسط كل ذلك، يؤكد رافضون لظاهرة الشذوذ الجنسي أنه عندما نتحدث عن “حماية الأسرة” من قبل المجتمع، فهذا يعني أنّ هناك مخاطر تواجهها، والتي وتتنوع لتشمل تحديات اقتصادية واجتماعية ومالية وسياسية وأمنية وتعليمية وأخلاقية يجب على المجتمع التصدي لهذه التحديات بكلّ ما أوتي من قوة، وذلك دعماً للأسرة وضماناً لاستقرار المجتمع واستمرار تقدمه.

ومع تعدد هذه التحديات، إلا أنّ الخطر الأكبر الذي يهدد الأسرة والمجتمع على حدٍّ سواء هو تفشي ظاهرة الشذوذ الجنسي، فهذه الظاهرة تُناقض القيم والأخلاق التي تُبنى عليها العائلة والمجتمع وتُهدد تماسكهما واستقرارهما، حسب تعبيرهم.

زر الذهاب إلى الأعلى