أكدت خطبة الجمعة، اليوم، في عموم مساجد تركيا على أن إحدى أفضل الوسائل لتعزيز إيمان أطفالنا وتربية أخلاقهم هي إلحاقهم بدورات تحفيظ القرآن الكريم وتعليمهم أحكام الدين.
وأشارت إلى أن القرآن الكريم هو نورٌ يضيء قلوبهم، ويهديهم إلى الصراط المستقيم، ويحفظهم من شرور الدنيا والآخرة، وبالتالي فإن تعليمهم أحكام الدين يجعلهم مسلمين صالحين نافعين لأنفسهم ولأمتهم وللإنسانية.
واستهلت الخطبة بقوله تعالى “يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة”، وبقول نبينا صلى الله عليه وسلم “ما نحل والد ولدا من نحل أفضل من أدب حسن”.
وجاء في خطبة الجمعة أن “أجمل النعم وأغلى الأمانات التي أنعم بها علينا ربنا سبحانه وتعالى أولادنا. فأطفالنا، نور عيوننا وفرحة أسرتنا. هم أغلى رأس مال لأمتنا. وهم ضمان استقلالنا ومستقبلنا. ومن الواجب المشترك علينا جميعا، وخاصة الأباء والأمهات، أن نحمي هذا الكنز الثمين ونعتني به من كل أنواع الشرور والسلبيات. فالعناية والجهد الذي نظهره لصحة أجساد أبنائنا يجب أن نظهره أيضا لصحة أرواحهم. والحساسية التي نظهرها من أجل نجاحهم المدرسي ومسيرتهم المهنية في الدنيا، يجب أن نظهرها أيضا من أجل سلامهم وسعادتهم الأبدية في الآخرة”.
وأضافت “إننا نعيش في عصر يتغير فيه كل شيء ويتحول بسرعة كبيرة. وللأسف، فإن أطفالنا، الذين هم ضمانة مستقبلنا، يتعرضون لتهديد العادات الضارة والأيديولوجيات الخرافية والحركات المنحرفة في العالم الواقعي والافتراضي. في وقت كهذا، ينبغي أن يكون هدفنا الأهم هو أن نحرص على أن ينشأ أطفالنا الذين هم قرة أعيننا مسلمين صالحين نافعين لأنفسهم ولأمتهم وللإنسانية. وينبغي أن يكون هدفنا الأكبر أن نربي أجيالنا على مبادئ الإسلام الإيمانية، ومبادئ الدين الحنيف، ومبادئ المعرفة الدينية والعبادات والقيم الأخلاقية”.
وزادت “لقد أكمل أبناؤنا تعليمهم وتدريبهم هذا العام ودخلوا في عطلة صيفية أخرى. ورضي الله تعالى عن معلمينا ومعلماتنا وكل من يبذل الجهد لبناء مستقبل أبنائنا. فدعونا لا نرى الإجازة مجرد قضاء الوقت أمام التلفاز والهاتف والجهاز اللوحي والكمبيوتر. لننظر إلى دوراتنا الصيفية لتحفيظ القرآن الكريم التي ستساهم في التنمية الروحية والجسدية لأبنائنا على أنها فرصة؟”.
وأشارت إلى أنه “ابتداء من يوم الإثنين 1 تموز/ يوليو، سيتنفس أطفالنا الأجواء الروحانية في مساجدنا ودورات القرآن الكريم. سيتعرفون على القرآن الكريم، دليل حياتنا، وسيتعرفون على الحياة النموذجية لنبينا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم رسول الرحمة. سوف يتعلمون بشكل أفضل العبادات مثل الوضوء والصلاة والصيام والزكاة والحج. وسوف يفهمون بشكل أفضل الفضائل مثل المحبة والاحترام، والأخوة والمودة، والرأفة والرحمة. سوف يتبنون قيما مثل الإحسان والتضامن والمشاركة بشكل أكبر. وسيميزون بشكل أفضل بين الخير والشر، والصواب والخطأ، والحلال والحرام، والمعاصي والحسنات. وفي جو من البهجة والترفيه سيحصلون على المعرفة الدينية الأصيلة بالطرق الصحيحة من خلال معلمينا الأكفاء والمتميزين”.
ولفتت إلى أنه “بنداء (مرحبا بالصيف مع القرآن) أدعو أبنائنا وبناتنا إلى مساجدنا ودورات القرآن النهارية والداخلية، وتستمر التسجيلات في دورات القرآن الصيفية التي بدأت في العاشر من حزيران/يونيو الجاري. وبهذه المناسبة، رضي الله عن أساتذتنا المخلصين الكرماء وأولياء أمورنا وكل من ساهم في تنمية أبنائنا روحيا وفي توفير هذه الفرص الجميلة لهم”.
وختمت الخطبة بالدعاء الذي علمنا إياه القرآن الكريم “ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتق۪ين إماما”.